“المجمع الفاتيكاني الثاني والشرقيون”(1)

“المجمع الفاتيكاني الثاني والشرقيون”(1)

آن كوريان  

يذكّر الكاردينال ساندري قائلًا: “”ليوحدّنا الصليب جميعًا!”، هذه هي أمنية المجمع الفاتيكاني الثاني للمسيحيين من كافّة الطوائف بما في ذلك “علاقاتهم مع الأديان الأخرى ومع كلّ رجل وإمرأة ذوي النوايا الحسنة”.

إفتتح الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية بالفاتيكان، سلسلة من المؤتمرات لسنة الإيمان نظّمها المعهد البابوي الروماني في روما في 18 أبريل وتحت العنوان التالي: “المجمع الفاتيكاني الثاني والشرقيّون”.

وأشار الكاردينال إلى أنّ هذه المؤتمرات تتناول “الحركة المسكونيّة” على نطاقٍ واسعٍ، وحتى لو أنّ عنوانها “مُضمرٌ في النص”، ففي الواقع، ساهم المجمع الفاتيكاني الثاني في التشديد على “رسالة الحركة المسكونيّة” للكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة.

وعلى ضوء هذا المجمع، أمل الكاردينال أن “يوحّد الصليب” جميع المسيحيّين، وشرح بأنّها “الأمنية الفصحية والمجمعيّة بالكامل” وهي موجّهة إلى جميع المسيحيّين من كافّة الطوائف”. ويعني هذا الإثبات أيضًا “كلّ ما يتعلّق بالعلاقات مع الأديان الأخرى ومع كلّ رجل وإمرأة ذوي النوايا الحسنة”.

الشرق المسيحيّ في المجمع

كما أشار الكاردينال ساندري، في ما يتعلّق بالشرق المسيحي في المجمع، إلى أنّ حوالى 200 شرقيًّا وأكثر من 2000 لاتينيًّا شاركوا في المجمع.

هذا وذكّر الكاردينال بالدستور العقائدي (Lumen Getium) “نور الأمم” الذي يؤكّد على الأصل الرسولي للكنائس الشرقية، ومرسوم (Orientalium Ecclesiarum) “الكنائس الشرقيّة” المكرّس بكامله لها بما فيه علاقاتها مع الأرثوذكس ومرسوم “Unitatis Redintegratio” يتمحور حول الحركة المسكونيّة ويعود أيضًا إلى الكاثوليك الشرقيين.

كما ذكّر بمرسوم “Christus Dominus” الذي يُعنى بالأساقفة ويسترجع العناية الرعويّة المطلوبة من الأساقفة اللاتينيين إزاء الكاثوليك الشرقيين ومرسوم “Presbyterorum Ordinis” الذي يتضمّن حياة الكهنة ويذكّر بالعزوبيّة وبالكهنة الشرقيين المتزوجين.

وإستحضر، من بين النصوص المصدّقة من صناديق إقتراع “مُبينة”، نصّ (Orientalium Ecclesiarum) “الكنائس الشرقيّة” الذي حصد 2110 صوتًا من أصل 2149 وحصد نصّ “Unitatis Redintegratio”  2137 صوتًا من أصل 2148.

وأضاف الكاردينال بالقول أنّه جرى أيضًا “اليوم الملكيّ” في المجمع والدعوة الملكيّة التي تعتبر كإشارة إلى الحركة المسكونيّة ألا وهي حفظ الكنيسة الأرثوذكسيّة الشرقيّة “في القلب” وذلك بالتوحد مع الكاثوليكيّة.

“اللّؤلؤة المجمعيّة”

ولكنّه ذكّر بالأخصّ بـ”لؤلؤة مجمعيّة” تشكّل الإعتراف بالأصل الرعويّ للكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة وبشكلٍ خاص في دستور (Lumen Gentium) “نور الأمم” الذي يسند أصلها إلى “العناية الإلهيّة” وذلك من خلال القول التالي: “أرادت العناية الإلهيّة أن تجتمع الكنائس المختلفة، التي أنشأها الرسل وخلافاؤهم في أماكن مختلفة، مع مرور الوقت كمجموعات عدّة متوحّدة نظاميًّا وهي تتمتّع بنظام وطقس خاصّان بها وبتراثها اللّاهوتي والروحيّ، مع الإحتفاظ بوحدة الإيمان وبوحدة الدستور الإلهي الفريد للكنيسة الجامعة.

وبالنسبة إلى الكاردينال ساندري ترتكز سمة هذه “اللؤلؤة” على “التعاون الكامل مع الكنيسة الرسوليّة في روما” المذكور في مرسوم (Orientalium Ecclesiarum) “الكنائس الشرقيّة” ألا وهو “يوجد بين تلك الكنائس تعاونًا رائعًا بحيث يعطيها التنوع في الكنيسة قيمةً وذلك بالإبتعاد عن إلحاق الضّرر بوحدتها.

بالإضافة إلى ذلك، ذُكر في مرسوم (Orientalium Ecclesiarum) “الكنائس الشرقيّة” أنّ الكنائس الكاثوليكيّة تعبّر عن “إحترامها” للكنائس الشرقيّة بسبب أصلها الرعويّ: “لأنّ الأقدميّة الجليّة التي تفتخر بها هذه الكنائس يضيئ فيها الكهنة التقليد الذي يأتي من الرسل والذي يشكّل جزءًا من التراث غير المجزّأ للكنيسة جمعاء وتمّ إلهامه من الله”.

وشدّد الكاردينال ساندري أنّ رعاية الكنيسة الجامعة للكنائس الشرقيّة، التي يعبّر عنها المجمع، لا تعدّ بالتالي “أمنيّة عاطفيّة بسيطة” بل أنّها “مداولة لاهوتيّة وقانونيّة” “تجمع الكرسي الرسولي بالكنائس الشرقية الكاثوليكيّة، ومع بعضها البعض وبكنائس أخرى.   

(يتبع)

***

نقلته إلى العربية ميريام سركيس- وكالة زينيت العالمية