نص التأمل
الأب/ بولس جرس
وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي
تأمل في قراءات الثلاثاء 14 يناير2014 – 19 طوبه 1730
السنكسار
اليوم التاسع عشر من شهر طوبة
وجود اعضاء القديسين اباهور وبيسورى وامبيرة امهم بالقرن الثالث الميلادى
في مثل هذا اليوم كان وجود أعضاء القديسين اباهور وبسوري وأمبيرة أمهم وذلك انهم كانوا من أهل شباس مركز دسوق . واستشهدوا في زمان عبادة الأوثان ووضعت أجسادهم في كنيسة بلدهم . وفي سنة 1248 م غزا الإفرنج ارض مصر ، وملكوا مدينة دمياط وما جاورها من البلاد . فخرج إليهم الملك الكامل ملك مصر يومئذ بجيوشه ، وفي أثناء مرورهم علي البلاد هدموا وخربوا بعض الكنائس، ومن بينها كنيسة شباس الموضوعة فيها أجساد هؤلاء القديسين ، فاخذ الجنود تابوت القديسين ظنا منه ان يجد فيه شيئا ينتفع به . فلما فتحه وجد فيه هذه الجواهر الكريمة التي لا يعرف قيمتها . فألقاها بجوار حائط الكنيسة وأخذ التابوت وباعه . إلا ان الله الطويل الاناة تمهل عليه إلى ان دخل المعسكر . فكان هو أول من قتل كما شهد بذلك أصحابه عند عودتهم . أما الأعضاء النفيسة فقد شاهدتها امرأة أحد الكهنة ، فأخذتها في طرف إزارها بفرح ، ومن خوفها دخلت الكنيسة وأودعتها جانبا وأعطتها بقطع من الأحجار . وظلت الأعضاء مجهولة نحو عشرين عاما . لان المرأة كانت قد نسيت الأمر . ولكن الله أراد إظهار هذه الأعضاء لمنفعة المؤمنين فتذكرتها المرأة وأعلمت المؤمنين بمكانها . فجاء الكهنة وحملوها وهم يصلون ويرتلون ، ووضعوها في تابوت جديد داخل الكنيسة . ورسم أسقف الكرسي الانبا غبريال ان يعيد لهم في هذا اليوم، وان تثبت أسماؤهم في دليل الأعياد. واظهر الله من تلك الأعضاء آيات وعجائب كثيرة . منها ان ابنة إحدى المؤمنات كانت قد فقدت بصرها وانقطع رجاء شفائها . فتشفعت بهذه الأعضاء الطاهرة فبرئت وعاد إليها بصرها ، فمجدت السيد المسيح الذي اكرم عبيده بهذه الكرامة العظيمة . صلاة هؤلاء القديسين تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
نص الإنجيل
“وقبل هذا كله يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم ، ويسلمونكم إلى مجامع وسجون ، وتساقون أمام ملوك وولاة لأجل اسمي فيؤول ذلك لكم شهادة فضعوا في قلوبكم أن لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا لأني أنا أعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها وسوف تسلمون من الوالدين والإخوة والأقرباء والأصدقاء ، ويقتلون منكم وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك بصبركم اقتنوا أنفسكم” . (لوقا 21 : 12 – 19).
نص التأمل
وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي ولكن شعرة من رؤوسكم: ما هذه النبؤة، يا لها من نبؤة!!!
كيف يستطيع قائد مهما كان عظيما او نبيا مهما كان ملهما أو زعيما مهما كان محبوبا ومعشوقا أن يُخبر الذين يفكرون في إتباعه بما سوف يلقون من عنت وعناء من كره وبغض وإضطهاد حتى من أهلهيهم وشأقرب الناس إليهم!!!
وكيف إن افترضنا وجود مثل هذا الشخص الشجاع الصادق الصريح؛ أن يتبعه أحد في اي زمان ومكان!!!
من يريد ان يكون مكروها ومبغضاً من الجميع؟
من يبحث عن الشقاء والعناء وفي سبيل ماذا؟
من يقبل ان يحيا مطارادا ومضطهدا ومنبوذا؟
لا أحد بالتأكيد، فبشرياً يبحث الإنسان في كل أوان ومكان أن ” يُحب وأن يكون محبوبا”
فهذا ضمن الغرائز الأساسية للفرد في كل مجتمع بشري عبر التاريخ…
لكن المسيح إنما جاء ليغيير خارطة التاريخ ويحول دفة المشاعر الإنسانية كلها…
فقد احبه البشر واتبعوه في كل لغة ولسان ، في كل زمان ومكان، في كل ظرف وميدان
لعنتهم الألسنة فباركوا وظلوا متمسكين
قهرهم الملوك والولاة فلم يتمردوا او يثوروا وظلوا ثابتين
قدموهم طعاما للنار والوحوش للموت والعذاب للويلات والإفناء، فلم يبالوا
نصحهم الأهل والأصدقاء بالعودة فثابرو على السير في درب الصليب فرحين مهللين
قالوا عنهم كل سوء واتهموهم بكل شر ووسموهم بالجنون فلم يرتدعوا
وكأن لسان حالهم يصرخ مع بولس الرسولك من ذا يفصلنا عن محبة المسيح…”
“من سيفصلنا عن محبة المسيح ؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف كما هو مكتوب : إننا من أجلك نمات كل النهار . قد حسبنا مثل غنم للذبح ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ، ولا خليقة أخرى ، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا “( روميه 8:
هكذا يا سيدي نتبعك رغم كل شيء، نحبك ولو كرهنا العالم كله
نؤمن بك رغم كل الظروف…
ومسنعدون ان نبذل الذات حتى الدم بفرح…
لأنك لم تبخل علينا بآخر قطرة من دمك الزكي