رام الله – أبونا
أكد د. حنا عيسى، أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن المجتمعات الشرقية عموماً والمسيحية خصوصاً تترقب الزيارة البابوية إلى الأراضي المقدسة في الرابع والعشرين والسادس والعشرين من أيار المقبل.
وقال د. عيسى، في بيان له وصل لموقع أبونا نسخة منه، “بأن زيارة قداسة البابا إلى منطقة الشرق الأوسط تأكيد على أن الحرية الدينية حق إنساني أساسي للجميع في العالم وتحمل في طياتها المعنى السائد للتسامح الديني الذي يقوم على مبدأ قبول الآخر باختلافه وتباينه، وكذلك يرتكز إلى مبدأ فلسفي وديني وطليعي وهو القبول بالوحدة الكونية والإنسانية”.
وأضاف: “إن زيارة البابا فرنسيس تعبر بكل وضوح على أن الركيزة الأساسية للتسامح الديني تكمن في المعرفة، معرفة حقيقية للذات والتاريخ وللهوية ثم معرفة الآخر، تاريخياً وثقافة وفكراً. لأن التسامح ليس خياراً من الخيارات يمكن أن تستقيم الأحوال السياسية والدينية والحضارية في العالم بوجوده أو انتفائه، بل هو الخيار الإلزامي، المعبر الضروري إذا شاءت البشرية أن تنمو وتزدهر. إنه القيمة التي تجعل الحياة ممكنة، وقادرة أن تهزم الموت والحروب والدمار.
وأكد أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن “غياب التسامح، لا ثقافة للسلام، أو للعيش المشترك. فالحوار المسيحي المسلم يرتكز على أن المسيحية والإسلام طرف واحد، إضافة إلى اعتبار كل جانب أن الجانب الآخر مساوياً له، وألا يسعى لإلغائه، والتأكيد على أن حوار الطرف الواحد لا يلغي الاختلاف، إذ يسهم الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة في نشر ثقافة التسامح التي تعني تقبل الاختلاف، وتقبل الاختلاف يفضي إلى تقبل الآخر المختلف، والذي يفضي بدوره إلى إشاعة السلم الاجتماعي داخل المجتمع أو ما بين المجتمعات”.
ومن هنا، أضاف د. عيسى، “فلا بديل عن الحوار وخاصة بين الأديان إذ هي اللبنة الأولى في تشكيل الثقافات في كل مجتمع من المتجمعات. وتقوم قادة العالم المصلحون لدعم هذه الدعوات المنادية بضرورة حوار الأديان وأهمية تلك الحوارات ودورها الأساسي في تجنب ويلات الحروب ودمارها هناك هدف يجمع بين الرسالات السماوية وهو تخليص الإنسان من ظلمة لنفسه وإشاعة الخير بين الناس لتحقيق السعادة لجميع بني البشر. مع العلم بأن الأديان السماوية تنطوي على قيم التسامح الديني التي تقود المؤمنين إلى التحلي بأخلاقه”.
واختتم د. عيسى قائلاً: “إن زيارة قداسة البابا إلى الأراضي المقدسة تحمل رسالة سلام هامة لشعوب الشرق الأوسط ولشعوب العالم عامة بأن لغة الحوار والوفاق والتسامح والتعايش هي فقط القادرة على تجنب الحرب وتدعيم السلم”.