أعترف مطران المرتينيك بالرهبنة في 2 يوليو 1868، وانتشرت حسب طلبه في جميع مدن وأحياء هذه الجزر، ثم انتقلت إلى فرنسا على يد المطران فافا سنة 1884 في مدينة جرونبل وبعدها على عدة مدن من هذا البلد. وفي أغسطس 1891 استدعيت الراهبات إلى مصر بغرض التمريض والسهر على المرضى في المنازل، وسكن أولاً في مدينة طنطا ثم جئن على القاهرة وافتتحن في حي الفجالة مستوصفاً لخدمة الجميع ولا سيما لأفقر الفقراء مع سهرهن على المرضى في المنازل. في عام 1906 افتتحن مدرسة بالفجالة ثم مستشفى خاص ببورسعيد عام 1912 وفي عام 1921 افتتحن مدرسة ومستوصفاً في مصر الجديدة.
وقد تم الاعتراف بالرهبنة رسمياً وقانونياً في عهد البابا بيوس الحادي عشر في مارس 1928، واليوم نرى راهبات الدومنيكان منتشرات في العديد من البلاد مثل المرتينيك وفرنسا وإيطاليا ولبنان وسانت لوسي ومصر محاولين تأدية رسالتهم في الكنيسة ومنفذين شعارهن الحب والعطاء.
روحانية الرهبنة:
من البداية أحست الأم ماري دي لابروفيدنس أنها اختيرت لكي تتم رسالة يدعوها إليها الله في العالم، فلم تخش المشقات والتيارات من أجل المسيح مقتنعة أن عليها استقبال ملكوت الله كالطفل الصغير (لو 18: 17) ، ومن هنا نبعت جميع وصاياها للراهبات للتمسك بالحب والعطاء والثقة بالله مهما كانت عراقيل المجتمع … لقد كانت تذهب مع أخواتها إلى جميع المحتاجين بلا تمييز، وكانت تعتبر إنتشار الإنجيل فخراً وواجباً عليها كما يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنثوس أن الذي يسمع كلمة الله لا يقدر أن يحتفظ بها لنفسه، والذي تقابل مع المسيح يبشر جميع إخوته بذلك.
واليوم تواصل راهبات سيدة الدليفراند هذه الرسالة وسط العالم محاولين تنفيذها بمشاركتهن لأخوتهن الرجاء والفرح والحزن والضيق مبشرين كلمة الإنجيل خاصة بأعمالهن وحياتهن. لقد أدركت الأم ماري دي لابروفيدنس أن الرسالة يجب أن تكون في مجالين، مجال نشر تعاليم المسيح، ومجال العطاء والقدوة الصالحة بحياة مشبعة بروح الإنجيل لهذا فقد جمعت أخواتها لتحقيق هذه الهدف ونظمت معهن أسلوب حياة جماعية على نمط حياة جماعة الرسل الأولين في أورشليم، حياة أخوية أساسها الصلاة الجماعية والتأمل في كلمة الله متخذين العذراء مريم مثالاً لهن في حياة التأمل وخدمة الجميع.
رسالة الرهبنة:
إنها رسالة متأصلة في حدود رسالة الكنيسة الجامعة حيث التعاون الأخوي والروح العائلية هي قوتها في الأعمال اليومية والنشاط الرسولي … ففي مجال خدمة المرضى ومساعدة المرأة ومكافحة البطالة ومحاربة الظلم الاجتماعي لا تقدم الراهبات المساعدة المادية فحسب بل يساعدن كل هؤلاء على التمسك بأمورهم وأنفسهم، ومن خلال التعليم تحاولن تنمية القيم الإنسانية والروحية. وفي تأدية هذه الخدمة في المجالات المختلفة يتعاون معهن العلمانيون على أكمل وجه من الإخوة والصداقة.