“ثم خرج بالتلاميذ إلى القرب من بيت عنيا، ورفع يديه فباركهم. وبينما هو يباركهم، اِنفصل عنهم ورُفع إلى السماء” (لو 24) الإنجيل يعلن لنا مكان الصعود: بالقرب من بيت عنيا.
بيت عنيا والتي يعني اسمها: “بيت العناء” أو “بيت الألم”. توجد بالقرب من جبل الزيتون، حيث المسيح صلى وعرق دم. هناك كان يسكن لعاذر. هناك تم مسح المسيح بالعطر، كعلامة ونبوة على ألامه وصلبه. هذا هو بيت عنيا: مكان الألم، مكان الصراع الداخلي. المكان والذي يبدو ان هناك ليس بالله. فأين الله وسط الألم؟ لماذا يسمح به؟ لماذا يسمح بالمرض؟ والموت؟ أين الله في بيت عنيا؟ وكأن بيت عنيا مكان لا يتواجد فيه الله. هكذا يفكر الإنسان: حيث الألم، حيث الصعاب، حيث الصليب، أين الله؟ وإذا كان متواجد، فلماذا لا يفعل شيء؟
هل هي صدفة؟ يأتي المسيح بتلاميذه بالقرب من بيت عنيا، كي يصعد أمامهم إلى السماء. هذه السماء التي أُغلقت بسبب الخطيئة ها هي تنفتح، ويصعد فيها الإنسان الجديد.
ومن أين يصعد؟ من بيت عنيا. من نفس المكان الذي نزل فيه الإنسان بسبب الخطيئة. فبسبب الخطيئة دخل الموت إلى العالم. وكأن هناك سقط الإنسان من السماء، سقط في وادي الألم، في بيت عنيا. وها هو المسيح، يصعد من نفس المكان.
صعود المسيح إلى السماء، صعوده ودخوله إلى المجد الأبدي، يبدأ من هنا: من بيت عنيا. الذي يصبح بداية المجد. مكان التقاء السماء بالأرض. كم هو سر عظيم. هذا المكان الذي يشكك الإنسان في وجود الله، يصبح مع المسيح، ومع من هم للمسيح، مكان الالتقاء بالله، مكان الوصول إليه. هذا هو سر الصليب.
عيد الصعود يدعونا ان نذهب معه، بالقرب من بيت عنيا. فلكل مننا بيت عنيا الخاص به. فلنذهب معه، ولا نخاف، فهناك سنراه يرفع يديه ويباركنا.
عيد صعود مبارك