كاتب المقال : كريم كمال كاتب وباحث في الشان السياسي والقبطي
إن البطريرك الذي يحتفل به اليوم هو واحد منكم، أعشق تراب هذا الوطن، فعلى أرض مصر الطيبة ووسط شعبها النبيل نشأت في أسرة بسيطة مكافحة، ككل الأسر المصرية، روتني من نبع الأصالة وغرست فيّ روح الانتماء لمصر والاعتزاز بأهل بلدي وما يميزهم من شهامة وعزة نفس. أفرح لأفراحهم وتؤلمني ألامهم، أشاركهم كفاحهم، وتدفعني طموحاتهم لبذل المزيد من الجهد. هذه السمات لمستها في كل مكان خدمت فيه، ومع كل الفئات، في الفلاح البسيط الحكيم بفطرته، في المرأة المعيلة المكافحة، والعامل الأمين المبتكر، فالمصري قد ينحني ولكنه أبدا لا ينكسر.
اخترت شعاراً لخدمتي: “وأعطانا خدمة المصالحة”. لكن ماذا يعني هذا عمليا؟ إنه يعني بالنسبة لي مبدأين أساسيين، سنجاهد معا ،أنتم وأنا، بعمل الروح القدس، لتحقيقهما طوال فترة خدمتي … بناء الإنسان < المصالحة مع الذات … المصالحة مع الاخر … المصالحة مع الله > … خدمة المصالحة تعني أيضا البناء معا كفريق في روح المصالحة والمصارحة … إن المصالحة كما هي ضرورة واحتياج هي أسلوب حياة وعمل .
بهذا الكلمات ارساء صاحب الغبطة والقداسة البطريرك ابراهيم اسحاق بطريرك الاسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للاقباط الكاثوليك الاسس التي تقوم عليها خدمتة ورئاستة للكنيسة القبطية الكاثوليكية منذ اربعة اعوم يوم تنصية في12 مارس عام 2013م .
كل كلمة من الكلمات السابقة تعبر عن منهجية بطريرك شاب مثقف عاشق للوطن مؤمن ان الخدمة الاساسية للراعي هي بناء الانسان من جميع النواحي الروحية من خلال عمل الروح القدس وذلك يتحقق من خلال المصالحة كمنهج في ادراة وقيادة العمل الكنسي وقد استطاع غبطة البطريرك ابراهيم اسحاق ان يحول ما يؤمن به من مبادئ الي واقع معاش من خلال عمل دؤوب حيث قام منذ اللحظة الاولي من الجلوس علي السدة البطريركية بافتقاد الراعية في اغلب الكنائس داخل القطر المصري وفي البلاد العربية والخليج العربي وفي اوروبا والولايات المتحدة الامريكية ولم تكون زيارات غبطة البطريرك مجرد زيارات بروتوكولية ولكن كانت زبارات رعوية بكل ما تعني الكلمة من خلال التقارب الشديد مع الشباب الذين يؤمن البطريرك انهم مستقبل الكنيسة ومن خلال ارساء مبدأ بناء الانسان عن طريق العظات الروحية العميقة البسيطة في نفس الوقت .
إذا كان بناء الانسان هو الهدف الذي عمل غبطة ابينا البطريرك علي تحقيقه منذ اللحظة الاولي فقد عمل علي هدف اخر لا يقل اهمية ايضا وهو بناء الوطن فقد تميزت مواقف غبطته منذ الجلوس علي السدة البطريركية بروح وطنية عالية تؤكد ان قداستة عاشق حقيقي لتراب الوطن من خلال دعم الوطن في المحافل الدولية بعد ثورة الثلاثين من يونيو والمشاركة بفاعلية في جميع الاحداث الوطنية ومنها لجنة اعداد الدستور الذي شاركت فيها الكنيسة القبطية الكاثوليكية واعادة الحوار بين الازهر والفاتيكان والذي كان انقطع منذ عدة اعوام حيث عمل البطريرك علي التواصل مع الازهر الشريف منذاختياره وكان من ثمار ذلك اجتماع اللجنة المشتركة منذ ايام وبكل تأكيد الحوار بين الفاتيكان والازهر سيكون لة اثار طيبة ومثمرة في الحوار بين الاديان وارساء مبادئ العيش المشترك .
ايضا اهتم غبطته بالحوارات المسكونية مع الكنيسة القبطية الارثوذكسية و الكنائس الشرقية والبيزنطية من خلال ايمانة الراسخ باهمية الوحدة المسيحية وبالفعل كان للقاءات المتعددة بين غبطته وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للاقباط الارثوذكس اهمية كبيرة في تفعيل الحوار المشترك والذي سياتي في القريب بنتائج مثمرة في العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الاخري .
صاحب القداسة البطريرك ابراهيم اسحاق استطاع في اربعه اعوام ان يكون بالفعل بطريرك الشباب والمحبة وبناء الانسان وايضا بطريرك الوطنية المصرية … حفظ الله حياة قداستة سنين عديدة وازمنه سالمية مديدة .