03 ابريل 2014 – مايكل فيكتور – وطني
إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، وفداً من مؤسسة خدمات الإغاثة الكاثوليكيّة التابع لكاريتاس أمريكا برئاسة نائب رئيس المؤسّسة بيل أوكيفي، يرافقهم رئيس كاريتاس لبنان الأب بول كرم في زيارة لالتماس البركة وإطلاع غبطته على النّشاطات التي يقوم بها كاريتاس أميركا من أجل الخدمة الاجتماعية والانسانية في لبنان.
والتقى غبطته الوزير السابق كرم كرم الذي اكد ان “الهمّ الوطني هو همّ بكركي، لذلك كان لا بد من لقاء صاحب الغبطة للإطلاع منه على رأيه في عدد من المواضيع البارزة على الساحة المحلية ولا سيما الإستحقاق الرئاسي، ومسألة النزوح السوري الى لبنان وتاثيراته على كافة المستويات.” وتابع” في هذا الإطار لا بد للشعب اللبناني من ان يتوحد تحت عنوان الوطن لأن مصلحة الوطن هي الاساس وسط ما يشهده العالم العربي من أزمات وتطورات، انعكست بصورة او بأخرى على الوضع اللبناني.” ورأى كرم ان ” ابرز مظاهر الوحدة الوطنية تتجلى باتحاد اللبنانيين لإختيار رئيس يمثلهم جميعا وذلك ضمن المهلة الدستورية المحددة لأنه من الواجب احترام المهل الدستورية.”
ثم التقى البطريرك الراعي الوزير السابق شكيب قرطباوي الذي قال:” لقد تداولت مع سيّدنا في بعض الأمور الوطنيّة، وكيف نقدر أن نساعد على ايجاد الحلول المناسبة لها، وكيف يمكننا ان نكون إلى جانب بكركي ونسير في توجّهاتها.” وأضاف” نحن نأمل ان نتخطى هذه المرحلة خصوصا مع اقتراب الإستحقاق الرئاسي، اذ اكدنا على ضرورة انتخاب رئيس قوي يتمتّع بالقدرة، بدايةً من المكوّن الّذي هو فيه وان يحظى بتأييد وطني داخلي وتكون له مكانته في الاسرة الدولية. ولقد استمعت إلى آراء غبطته وتوجيهاته، وعرضت معه تجربتي الشّخصيّة في الوزارة.”
واطلع غبطته من وفد حركة حماس في لبنان برئاسة ممثل الحركة علي عبد الرحمن بركة وعضوية رأفت مرة، مشهور عبد الحميد وبسام خلف على ابرز ما اكدته الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان خلال المبادرة الفلسطينية التي اطلقتها الاسبوع الماضي بعنوان ” المبادرة الفلسطينية لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية الفلسطينية” وقد شددت فيها على “تحييد المخيمات الفلسطينية في لبنان، دعم وحدة لبنان وامنه واستقراره، رفع الغطاء عن كل من يثبت تورطه بأعمال امنية من داخل المخيمات، إضافة الى حق العودة.” بعد اللقاء أوضح بركة ” لقد نقلنا الى غبطته تحيّات حركة حماس، وأكّدنا حرص الشّعب الفلسطينيّ على أمن واستقرار لبنان، وأنّ الفلسطينيين لن يكونوا سوى عامل استقرار. كما أكّدنا على تمسّكنا بحق العودة ورفض كافّة مشاريع التّهجير والتّوطين. وتابع” لقد طلبنا من صاحب الغبطة أن يبقى كما عوّدنا دائما، إلى جانب الشّعب الفلسطينيّ والى جانب قضيّته العادلة.”
كما استقبل صاحب الغبطة الوزير السابق فارس بويز وكانت مناسبة للبحث في الخطوط العريضة للإستحقاق الرئاسي المقبل. واعتبر بويز انه “من حق اي مواطن ماروني ان يترشح الى الإنتخابات الرئاسية ولكن هذا الشرط ليس كافيا اذ انه يفترض على الرئيس الجديد ان يستجلب دعم وموافقة كل الطوائف من دون استثناء لكي يلتف حوله الجميع فيدعمون مسيرته الهادفة الى بناء دولة قوية على كافة الصعد.”
ومن زوار الصرح الوزراء السابقون جان عبيد ثم ادمون رزق، مدير عام الطرق والمباني المهندس جوزف ابو سمرا والمهندس شربل سلامة.
كما زار الكردينال الراعي على رأس وفد من المطارنة الموارنة البطريرك الجديد للكنيسة السريانية الارثوذكسية مار اغناطيوس افرام الثاني كريم في العطشانة حيث قدم له التهاني باسم الكنيسة المارونية. في مستهل اللقاء شدد نيافته على اهمية عيش الاخوة والتعاون بين الكنيستين، خصوصًا ان الهوية السريانية تجمع بين الكنيستين الشقيقتين. وقال: “نتطلع معكم الى مزيد من التعاون ومع كل الكنائس في الشرق كي نوحّد صوتنا ورؤيتنا وجهودنا، والربيع العربي يمر عبر الربيع المسيحي. الى الامام نسير برجاء المسيح وسط كل التحديات الكبرى المطروحة علينا في الشرق ونحن هنا منذ اكثر من الفي سنة، اذا نحن مسؤولون عن رسالتنا وعن الحضارة التي بنيناها مع اخوتنا المسلمين في هذه المنطقة التي عليها ان تؤدي رسالة وشهادة الى العالم كله”.
من جهته عبّر غبطة البطريرك كريم عن تأثره العميق بزيارة البطريرك الراعي مع الوفد المرافق، وقال: انتم تأتون الى كنيستكم والى بيتكم، كنيستنا السريانية تجمعنا، والايمان يحتم علينا ان نكون صوتا واحدا اضافة الى الظروف التي تلزمنا ان نضاعف الجهد في سبيل تثبيت ابناء الكنيسة في الشرق. فالكنيسة انطلقت من الشرق ويجب ان تستمر فيه من اجله ومن اجل خيره”. ونوّه غبطته بدور البطريرك الراعي مؤيدًا ما يقوم به في لبنان من اجل تسهيل حصول الانتخابات الرئاسية، واضاف: “انتم الكنيسة الام في لبنان ونتطلع الى حكمة نيافتكم في هذه الظروف للمساهمة في تأمين وصول الشخص المناسب الى السدة الرئاسية كي يستطيع بادارته الحكيمة ان يجمع قلوب الناس، مسلمين ومسيحيين من كل الطوائف. ونحن لدينا ملء الثقة بكم من اجل التعاون المشترك وتعزيز الاخوة بيننا والدعم المتبادل”.