والحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ
تأمل في قراءات الإثنين 12 مايو 2014 الموافق 17 بشنس 1730
نص الإنجيل
“فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”مَتَى رَفَعتُمُ ابنَ الإنسانِ، فحينَئذٍ تفهَمونَ أنِّي أنا هو، ولستُ أفعَلُ شَيئًا مِنْ نَفسي، بل أتكلَّمُ بهذا كما عَلَّمَني أبي. والذي أرسَلَني هو مَعي، ولم يترُكني الآبُ وحدي، لأنِّي في كُلِّ حينٍ أفعَلُ ما يُرضيهِ”.وبَينَما هو يتكلَّمُ بهذا آمَنَ بهِ كثيرونَ. فقالَ يَسوعُ لليَهودِ الذينَ آمَنوا بهِ:”إنَّكُمْ إنْ ثَبَتُّمْ في كلامي فبالحَقيقَةِ تكونونَ تلاميذي، وتعرِفونَ الحَقَّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ”. أجابوهُ:”إنَّنا ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ، ولم نُستَعبَدْ لأحَدٍ قَطُّ! كيفَ تقولُ أنتَ: إنَّكُمْ تصيرونَ أحرارًا؟”. أجابَهُمْ يَسوعُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعمَلُ الخَطيَّةَ هو عَبدٌ للخَطيَّةِ. والعَبدُ لا يَبقَى في البَيتِ إلَى الأبدِ، أمّا الِابنُ فيَبقَى إلَى الأبدِ. فإنْ حَرَّرَكُمْ الِابنُ فبالحَقيقَةِ تكونونَ أحرارًا. أنا عالِمٌ أنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ. لكنكُمْ تطلُبونَ أنْ تقتُلوني لأنَّ كلامي لا مَوْضِعَ لهُ فيكُم. أنا أتكلَّمُ بما رأيتُ عِندَ أبي، وأنتُمْ تعمَلونَ ما رأيتُمْ عِندَ أبيكُمْ”. أجابوا وقالوا لهُ:”أبونا هو إبراهيمُ”. قالَ لهُمْ يَسوعُ:”لو كنتُم أولادَ إبراهيمَ، لكُنتُمْ تعمَلونَ أعمالَ إبراهيمَ! ولكنكُمُ الآنَ تطلُبونَ أنْ تقتُلوني، وأنا إنسانٌ قد كلَّمَكُمْ بالحَقِّ الذي سمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذا لم يَعمَلهُ إبراهيمُ. أنتُمْ تعمَلونَ أعمالَ أبيكُمْ”. فقالوا لهُ:”إنَّنا لم نولَدْ مِنْ زِنًا. لنا أبٌ واحِدٌ وهو اللهُ .( يوحنا 8: 28- 42)
نص التأمل
والحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ
منذ البدء عرف شعب إسرائيل “شعب الله” إلههم “يهوه” ب ” المحرر“
هو ذاته “ يهوه” الذي هو من ظهر لموسى في العليقة المشتعلة
وقال له ” سمعت صراخ شعبي ورأيت مذلتهم من قبل مسخّريهم فنزلت لأخلصهم”
ثم يستكمل كلامه لموسى “تعال أرسلك” لتحرر شعبي” من العبودية والأسر
هذا هو محتوى الرسالة وفحواها: أنت “تقول لفرعون أطلق شعبي”
وقد تردد موسى كثيرا في قبول الإرسال واستصعب المهمة
لكن الرب الحّ واصر وقام بالدور الأصعب وحرر شعبه بذراع قديرة
وقاده في البرية راعيا ومعلما ثم سلمه إلى ايد قادة وكهنة وملوك
لكن الشعب وملوكه وقادته سرعان ما زاغوا عن التعليم وضلوا الطريق
ففقدوا حريتهم وسقطت مملكتهم واضمحلت قوتهم…
ولمرات عديدة إِستُعِبدوا وسيقوا أسرى وسبايا ودُمّرت مملكتهم بسبب خطاياهم
ولمرات اكثر صرخوا الى الرب فأرسل من ينقذهم ويحررهم من ربق العبودية المرّة
وعلى مدار تاريخ شعب الله سنعرف دوما ان الله ” يهوه“
هو سيدهم الذي يحبهم ويغار عليهم ويحميهم
وحين يخونونه ويصرّون على الغي والضلال
كان يسلمهم إلى يد العدو ليؤدبهم ثم يعود فيستردهم ويحررهم
هكذا هو تاريخ شعب الله، وهكذا سار دوماً
يكفي ان نتصفح أسفار الملوك والقضاة لنتعرف عليه
إلى ان جاء المسيح المخلص الذي قال عنه الملاك
“ويدعى اسمه يسوع لأنه يحرر شعبه”
ولكن كان تحريره حقا مختلفا
تحرير من نوع لم يعرفه ولم يعتده الشعب لذا قاومه ورفضه
لم يحارب المسيح الأعداء المحتلون لبلاده
ولم يقف ضد الولاة الظالمين
ولم يخض معركته ضد الأغراب
لقد حارب يسوع أصل العبودية: الخطيئة
وأتي ليخلص شعبه من سلطان إبليس
وهو يعرف انه متى تحرر الشعب بدم الإبن
فحينئذ يصبحون أحرارا بالخقيقة
وبصليبه وموته حررنا
وبقيامته صرنا حقا احرارا
وهو المحرر الوحيد بالحقيقة
لذا فنحن عرفنا “الحق” الذي بالحقيقة قام وهو يحررنا…….