حياة الإنسان ربيع دائم . . لا خريف فيها ولا غروب ، بل إشراق متواصل .. لأنها دعوة إلى حياة متجددة في المسيح القاءم من الأموات .. والتي نصبو إليها جميعاً حتى نصل إلى ملء قامته في القداسة والمجد . والشباب رمز وصورة لهذا الربيع لميله الفطري إلى التجديد والإبداع .. ولقدرته على النشاط والحيوية .
فترة الشباب هى حقبة ميّزتها العناية الإلهية ومنحتها لكل إنسان ، ليحدد دعوته ويبحث فيها عن جواب لتساؤلاته الأساسية وعن معنى وجوده ، حتى يمكنه أن يبني حياته يوم بعد يوم . فترة يكتشف فيها الشاب فن الخدمة والعطاء والمشاركة ، لكى يدرك تدريجياً ، أن يعيش للآخرين ومع الآخرين وأنه لا معنى لحياته إلا بمقدار ما يجعل منها هبة مجانية لكل إنسان .
قال أحد العظماء : " بقدر ما أتقدم في السن ، بقدر ما يحثني الشباب على أن أبقى شاباً في قلبي وروحي . . في حماسي وتفاؤلي وحبي للحياة ، فلا يسمح لي أن أنسى ما علمتني إياه الحياة ، ألا وهو الإهتمام بالشباب وأهميته الحاسمة في كل وجود إنساني " .
أيها الشاب . . . كن قدوة وسنداً للصغار : علّمهم كيف يصلوا .. كيف يحبوا .. كيف يخدموا الله والقريب . خذ الحكمة والخبرة والصمود من الكبار .. وأعطهم أنت الإحترام والعطف .. أعطهم الحب والسند ، إن كانوا مسنين وفي حاجة إلى رعايتك .
وما أجمل كلمات قداسة البابا يوحنا بولس الثاني ، قبل نياحته ، والتي تعبّر عن حبه وتقديره للشباب : " أيها الشباب ، لقد ناديتكم ، فلبيتم ندائي . . وجئتم عندي .. وأشكركم " .
يا رب ، بارك شبابنا ونشاطه . . حافظ على إيمانه وحماسه وغيرته ، واجعله دائماُ " ربيع الكنيسة والمجتمع " .
الأب / يوسف المصري