خاص بالموقغ – الأب/ يوسف المصري
الإيمان دعوة للبحث عن النور وعن الحقيقة ، للبحث عن الله الذي ” لم يره أحد قط” (يو) .
ولكن هذا الإله الذي نبحث عنه يخيم عليه الظلام والضباب . لماذا ؟ لأن طبيعة الله تفوق عقلنا، فنحن بشر محدودون ، لسنا آلهة ، ولا يفهم كُنه الله إلا الله وحده .
فلكى نقترب منه ، ونعرف عنه بعض الشىء لابد من الركوع أمامه ، وفي تواضع وثقة بنوية مطلقة ، وفي قبول تام ، نرتمي في أحضان ذلك الذي كشف لنا سره الخفي في شخص ابنه يسوع والذي يريد أن ” ينير كل إنسان آت إلى العالم ” (يو) .
الإيمان إذاً ، لا يرفع عنا جفاف الليل ، ولكن ، في وسط هذا الظلام القاتم ، يسلط الله نوره الساطع فيهبنا يقيناً عجيباً يمتلكنا . . فنصغى إليه في إعجاب ودهشة ! والنور الذي استولى علينا يدفعنا إلى الجهاد المستمر ويقودنا إلى الإيمان والشكر .
نعم ! إن هذا النور المجاني الذي يغمرنا ، يدعونا أن ندرك أننا بشر ضعفاء ، لا نستحق هذه الموهبة التي تربطنا إرتباطاً وثيقاً بالخالق العظيم . . ويجعلنا نتذوق هذه العلاقة الممزوجة بمرارة الظلام ، عندما يختفي النور الإلهي ، فنظل في تساؤل مرير ومؤلم . . ربما يصل بنا أحياناً إلى الرفض . . ريثما ينتهي هذا الظلام ويعود إلينا النور !
عزيزي . . عندما يعجز عقلك عن حل معضلات الحياة ، اركع بتواضع أمام الله واصرخ ، مؤمناً، مع توما الرسول : ” ربي إلهي ” . فطوبى لمن آمن ولم يرى (يو) .
الأب/ يوسف المصري
I am really thankful to the owner of this site who has shared this wonderful post at at this place.