أتحبني يا…

أتحبني يا…

تأمل في نص إنجيل اليوم

“فبعد ما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس : يا سمعان بن يونا ، أتحبني أكثر من هؤلاء ؟ قال له : نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك . قال له : ارع خرافي قال له أيضا ثانية : يا سمعان بن يونا، أتحبني ؟ قال له : نعم يا رب ، أنت تعلم أني أحبك. قال له : ارع غنمي الحق الحق أقول لك : لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء ولكن متى شختفإنك تمد يديك وآخر يمنطقك ، ويحملك حيث لا تشاء قال هذا مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعا أن يمجد الله بها ولما قال هذا قال له : اتبعني ( يو21: 15-24)”

 كيف يسأله هذا السؤال وأمام الأخرين؟
له كل الحق أن يحزن ويتضايق فكيف بعد مشوار حياة طويل منذأمد طويل”
يوم قابله على شاطئ البحيرة وجلس يعلم الجموع من سفينته حينها كان يعرفه وهو لم يعرفه ثم بعد لحظة دعاه ان يدخل إلى العمق ويلقي الشبكة كان يعرف أن الأمر غير منطقي وقال ” تعبنا الليل كله ولم نصطد شيئاً لكن على كلمتك نلقي الشباك”.
وحين امتلأت تلك الشباك حتى كادت تتمزق قال” ابتعد عن سفينتي يا رب فإني رجل خاطئ”
ولما سمع اعترافه قال:” لا تخف فمن اليوم ستكون صياداً للناس”.
ولما طولبا بالجزية قال له “الق السنارة تخرج سمكة في فمها خاتم، خذه وبعه وسدد عني وعنك”
وحين رآوه ماشياً على الماء صرخوا خوفا فقال: ” انا هو لا تخافوا”
فلما سمعه قال: ” إن كنت انت هو فمرني أن آت إليك”
قال ” هلم” سار
وحين بدأ يغرق صرخ: ” يارب نجني”
فمد يده وانتشله وقال: “يا قليل الإيمان لماذا شككت”
ولحظة رآه متجليا على جبل طابور
صرخ كثمل” حسن أن نبقى ههنا نبني  ثلاث خيام واحدة لك وواحد لأليا وواحدة لموسى” ونسي نفسه!
وحين حانت اللحظة الحاسمة قال: إن تركك الجميع فلن أتركك أنا” تكفي النية
ولما حاصرته الجارية بالأسئلة المحرجة صرخ بنفس القوة: “لا اعرف هذا الرجل”
وحين تلاقت عيناكما خرج إلى الخارج وبكى بكاء مراً
أبعد قصة الحب العجيب هذه ورغم كل الخبرات الرهيبة والعميقة تعود تسأله ” أتحبني”
سؤال رهيب وجهته وتوجهه غلى كل محبيك حتى اليوم والإجابة دوما ما تمثل موقف حياة ولحظة تقرير مصير….
أنت إذا سألك الرب اليوم:”يا فلان أتحبني أنت اكثر من هؤلاء؟”
 كيف ستكون إجابتك، الإجابة البديهية والواضحة من معطيات الحياة والعلاقة هي ” نعم” قبل كل شيئ وفوق كل شيئ وبرغم كل شيئ والف مرة نعم مليون مرة نعم الى الأبد…
نعم الرب يعرف إجابتك لكنه لا يريدها كلمات شفاه تختفي وتتناقض امام اول سؤال لأدني جارية تحاصر. لكنه يريدها كلمات حياة وعطاءً يوميا وبذل ذات يصل إلى حد السخاء بالدم دون تردد. أما إذا تجرأت انا وأنت فسالنا أتحبنا  فستكون إجابته  … هكذا أحبك  حتى الصليب

تأملات للأب بولس جرس