من قراءة الفصل الثالث من رسالة معلمنا بطرس الأولى .
1 بطرس 3 : 8 –15
“والنهاية ، كونوا جميعا متحدي الرأي بحس واحد ، ذوي محبة أخوية ، مشفقين ، لطفاء غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمة بشتيمة ، بل بالعكس مباركين ، عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة لأن : من أراد أن يحب الحياة ويرى أياما صالحة ، فليكفف لسانه عن الشر وشفتيه أن تتكلما بالمكر ليعرض عن الشر ويصنع الخير ، ليطلب السلام ويجد في أثره لأن عيني الرب على الأبرار ، وأذنيه إلى طلبتهم ، ولكن وجه الرب ضد فاعلي الشر فمن يؤذيكم إن كنتم متمثلين بالخير ولكن وإن تألمتم من أجل البر ، فطوباكم . وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم ، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم ، بوداعة وخوف ”
أشعر أن القديس بطرس يجلس على مكتبه الأنيق في السماء اليوم ويكتب هذه الرسالة الطازجة لأبناءه في مصر والعالم مقما نصائح ذهبية تتوافق مع ما نواجهه اليوم من ظروف وأحداث:
حين يرى تفرقنا وتشتتنايكتب:كونوا جميعا متحدي الرأي بحس واحد
وحين يلحظ فتور محبتنا بعضنا لبعض يكتب: كونوا دوي محبة أخوية
وعندما يلاحظ ما يعانيه مجتمعنا من غلظة وعدم رحمة يقول: كونو مشفقين
وعنما تصدمه عنف وبشاعة الأحداث يؤكد: كونو لطفاء
وحين يقرأ رغبة الإنتقام والتشفي التي تعبئء صدورنا ينتهر: غير مجازين عن شر بشر
أو عن شتيمة بشتيمة
وحين يسمعنا نصب لعناتنا على المفسدين والمخربين يأمر:لا لاعنين بل بالعكس مباركين
ولما لمس فينا روح التراخي والاستهتار يذكرنا:عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة
وحين شعر بتيهنا وضلال طرقنا ونحن نفتش عن سبل العيش كتب:من أراد أن يحب الحياة ويرى أياما صالحة
وحدد ملامح الطريق وأسلوب التعامل الإنجيلي فقال:1- كف لسانك عن الشر
2- طهر شفتيك من المكر والخداع
3- إعرض عن الشر وابتعد عن طريقه وتحاشى التامل معه
4- إصنع الخير لجميع البشر والكائناتدون تفرقة ودون انتظار لمدح أو مكافاة
5- أطلب السلام وجد واسعى إلى تحقيقه فطوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون
تبدو الوصفة سهلة وبسيطة وهينة، لعل جدنا بطرس العظيم يتكلم لزمان غير زماننا!!!!
كلا إنه يدرك ما بنا وما يحيطنا من الأهوال فيستدرك:
” لأن عيني الرب على الأبرار ، وأذنيه إلى طلبتهم ، ولكن وجه الرب ضد فاعلي الشر”
الرب يراك وعيناه مثبتتان عليك واذناه مصغيتان إلى صراخك وسينير بوجهه عليل ويرحمك أما الوجه الآخر فسيكون نارا وكبريتا ورعبا ودمارا ضد فاعلي الشر.
ولكن وإن تألمتم من أجل البر ، فطوباكم : لا باس ان نقبل الألم ونحمل الصليب فهذه ميزة مسيحية خالصة لا تعرفها وقد لا تستثيغها باقي الأديان والمذاهب أما من أراد ان يتبع يسوع..
وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطريوا: ويشعر بطرس المحنك بما يعتري قلوبنا من اضطراب لدى سماع كلماته وحديثه عن الصليب فيستأنف نصائحه الثمينة لا تخافوا مما يخاف منه العالم فلكم أب راع ولكم مخلص فادي ولكم روح يهلمكم ويثبتكم ويعلمكم ويعزيكم ويشدد قوتكم
بل قدسوا الإله في قلوبكم: وهذه طلبة المسيحي الأولى في الصلاة الربية التي علمنا إياها المعلم” ليتقدس إسمك” وحينئذ سيتحقق ملكوته فيكم وبينكم.
مستعدين دائما: يتناول موضوع السهر الدائم الذي تحدثنا عنه بالأمس في مثل العذراى
لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء:الإستعداد بلإجابة الشافية عن سر فرحنا ورجائنا وهو ببساطة إيماننا بأنا محرسون ومصانون وفي حدقة عينه محفظون…
الذي فيكم ، بوداعة وخوف “: كل هذا لا يقودنا إلى الكبرياء والتعالي أو الاستهتار والمخاطرة بل بكل وداعة وبساطة المؤمن بكل خوف ورعدة الواقف في حضرة الله.
ما أعظمك ايها الرسول الان اوقن انك حاضر معنا في مسيحك الحي الذي يعرف كل شيئ ولا تفوته فائته ولا تأخذه سنة من نوم