حوار مع راع جديد فى كرم الرب

حوار مع راع جديد فى كرم الرب

 

حوار اجراه مراسل الموقع  – من القاهرة – ناجى كامل

حوارنا اليوم مع كاهن جديد شاب فى مقتبل عمر الشباب  فهو فى الثلاثين من عمره ، قادم من صعيد مصر من اسرة تقية على علاقة قوية بالله كانت نواة دعوته هناك وكسائر شباب جيله درس وحتى يكمل دراسته الجامعية انتقل من الصعيد الى القاهرة ، اختبر حياة الشباب واختبر العمل  المكتبى كمحاسب بعد تخرجه واخيرا ثبتت دعوته للكهنوت  فالتحق بكلية العلوم الانسانية واللاهوتية بالمعادى –الاكليركية –  وسيم كاهنا قبل اقل من شهرين وهو حاليا راعى لكنيسة القديس اثناسيوس بالسادس من اكتوبر وسكرتيرا لنيافة الانبا انطونيوس عزيز مطران  الجيزة  ، حوارنا مع الاب  بطرس انور … الى نص الحوار

                       

دعنا نشكرك على انك اول كاهن نحاوره بعد سيامته مباشرة وبدء رسالته الكهنوتية ونتمنى ان نتعرف عليك عن قرب :

 ا سمى قبل الكهنوت  وائل أنور حبيب من مواليد ايبارشية سوهاج  فى 23 مايو 1983 ، من مركز جهينة الغربية ، انهيت دارسة الثانوية  العامة بالصعيد التى غادرتها أنا والأسرة، وإلتحقت بالمعهد العالي للدراسات التعاونية والتجارية بالقاهرة. حيث حصلت على بكالوريوس تجارة  سنة 2004.

 انى  من أسرة تقية بسيطة تعرف ربنا وفي علاقة مستمرة معه وإلتزام حقيقي بالكنيسة منذ الصغر. وعشنا في إمبابة حتى الآن.

 

كيف اكتشفت دعوتك الكهنوتية  ؟

 منذ دخولي الجامعة كنت افكر كثيراً إنني لي طريق مختلف عن الطريق المعتاد

( دراسة – زواج ، تكوين اسرة وبيت …الخ) أنا ليس ضد ذلك هذه كلها دعوات مقدسة بالفعل. ولكن كنت أشعر أن الله يريد مني شي آخر، كنت دائما في صلاتي أقول ” يأرب أكشف لي إرادتك الشخصية حتى أحققها في حياتي “. كنت مثل أي شاب ادرس واشتغل واحب ،  عشت مثل أي شاب ولكن كنت دائما لا اشبع ، كنت اشعر أن هناك طريق آخر لي، بدأت  بالمتابعة الروحية مع أحد الكهنة، بإمبابة، وقلت له أفكر إني أكون كاهن، ومن هنا بدا مشوار الدعوة الكهنوتية.

 

احكى لنا كشاب  كيف اختبرت دعوتك و كيف بدات التفكير فى الدعوة الكهنوتية:-

 بداية الأمر كنت أتسال من هو الكاهن ؟ سؤالٌ يطرحه الكثيرون دون أنْ يجدوا عنه جوابًا مُقنعًا، فقد تختلف الآراء، فالبعض يقول عنه إنّه دائمًا في المُقدّمة، حيث هو عفيفُ الّلسانِ، طيّبُ القلبِ، صاحبُ الصّدرِ الرّحبِ، هو طاهرُ الجسدِ، قِدّيس، ذو عقلٍ وفضيلةٍ، ذو ثقافةٍ واسعةٍ، هو خدومٌ ومضحٍ، وكأنّه بُعثَ مِن السّماء لزرع المحبّة والسّلام على الأرض، فهو كمعلّمِه يجول يصنعُ خيرًا، هو مذبحٌ لتلاقي الله بالإنسان، وتلاقي الإنسان بالله.

ومِن الجهة الأخرى فهناك الذين ينتقدونَه ويرفضونَه، متسلّط، هامشيّ، كما أنّه يعملُ على تخدير الشّعب وتغييبهم عن الحقيقة، ولكن في النهاية توصلت إلي أن الكاهن هو ” هو في الحقيقةِ تحقيقُ حضورِ الله في العالم”. وأثناء هذا التكفير الذي استمر خلال أربع سنوات الدراسة بالجامعه، وبعد التخرج لمدة سنتين وفيهما قمت بالعمل كمحاسب ، ثم مندوب مبيعات. ولكن مازالت فكرة التكريس في ذهني وقلبي وتنمو كل يوم. ولذلك قررت الإلتحاق بالإكليريكية.

  ماذا عن دور اسرتك فى تشجيعك على دعوة الكهنوت؟

في الحقيقة أسرتي هي مثال لي قوي جدا في المحبة والترابط الأسري، نحن أسرة  مترابطة جدا، نسند بعض ونخاف على بعض، أسرتي علمتني الحب، أمي أرضعتني لبن الطيبة والحنان والحب، أبي علمني الحب لكل الناس ومساعدة الأخرين وبالأخص الأكثر احتياجا، علمني مساعدة الناس معنوياً ومادياً. أخوتي وأخواتي هم أصدقاء لي حقيقيين ومشجعين على دعوتي، في الحقيقة هذه نقاط وصفات مهمة في الكاهن، تعلمتُ منذ البدء في أسرتي أن الكهنوت هو حياة معاشة وليس طقوس والحان بل هو تقدمة الذات لله حباً فيه وحباً في شعبه.لم أحد يقف أمامي أبدا بل العكس كانوا مشجعين جدا، وسند وعون لي. وموقفهم اتجاه كهنوتي هم فرحانين وفخورين بذلك. 

 

هل كان هناك كاهن ما هو مثلك الاعلى اردت ان تتخذه قدوة وشجعتك سيرته على ان تكون مثله ؟

  في الحقيقة ليس هناك كاهن بعينه لأن في الحقيقة هناك كهنة تعلمتُ منهم الكثير من الحب والعطاء وبذل الذات من أجل الرسالة، ولذلك لا أقدر أذكر شخص باسمه حتى لا أنسي من هم لهم الفضل في مساعدتي، ولكن هناك كل كاهن له موقف ايجابي وموثر في حياتي، ولكن هناك كاهن هو بالنسبة لي مثل وقدوة وصاحب الدعوة وهو يسوع المسيح هو المثل الوحيد لأن فيه كمال الكهنوت المقدس .

بعد التحاقك الاكليريكية هل نمت دعوتك وما هى خبرتك كشماس ؟

 التحقت بالكلية الإكليريكية بالمعادي  فى 13 سبتمبر 2006 ، مدة الدراسة لمدة 8 سنوات، كالأتي سنتين بقسم تمهيدي، وسنتين بقسم فلسفة، وثلاث سنوات بقسم لاهوت، والسنة الأخيرة (الثامنة ) عبارة عن خبرة حياة جماعية واستكمال بحث التخرج والانتهاء من الامتحان الأخير. كنت أشعر بالنمو داخل الإكليريكية كل يوم بسبب كل ما يقدم لي من برنامج روحي وثقافي ودراسي وتربية على الحياة الجماعية، وكان كل ذلك هو فرح وسعادة حقيقة وهذا كان كعلامة حقيقية على أن هذا هو الطريق الذي يريدني الله فيه. لا أنكر أنه هناك صعوبات ومازالت ولكن هذا من أجل القيامة والفرح الذي أعيشه كل يوم مع رفيقي وأخي الأكبر يسوع المسيح.

خبرتي بعد التحاقي بالإكليريكية، الإكليريكية هي المكان الذي نمت فيه دعوتي وترعرعت، هي المكان الذي ساعد على نمو الكاهن الذي بداخلي، وجعلت أيضاً أفهم إنها ليس هي السماء بل هي مكان من المجتمع فيه الايجابيات وفيه السلبيات لأنه مكان من بشر حقيقيين وليس آلهة. الإكليريكية هي التي تهتم بالدعوة وتنمي فيها، وتساعد المدعو على اكتشاف مواهبه وإمكانيته، هي المكان الذي يصنع فينا عمق روحي قوي وعمق ثقافي ودراسي.

– الإكليريكية هي المكان الذي جعلني أكون رجل الله وأسعى وأعمق دعوتي ورسالتي وحبي لخدمتي.

–   الإكليريكية هي المكان الغالي على قلبي.

ما هو شعارك الكهنوتى  ولماذا اخترت اسم بطرس ليكون اسمك الكهنوتى؟

تمت سيامتى يوم 27 يوليو 2013  بكنيسة السيدة العذراء ام النور بامبابة عن يد  نيافة الانبا انطونيوس عزيز مطران الجيزة وبنى سويف ،و هذا اليوم هو تاريخ ميلادى الجديد في حياتي فيه تمت سيامتي الكهنوتية، يوم جديد وميلاد جديد بالنسبة لي وتعهدت أنا سوف أكون للرب في كل شي، وفي خدمة إخوتي البشر، الآية التى اخترتها كشعار : «يا رَبّ، أَنتَ تَعلَمُ كُلَّ شَيء، أَنتَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ حُبّاً شديداً» ( يو 21: 17)

– بطرس قال هذه الكلمات ليسوع بعد ما يسوع أعطى له مسئولية الرعاية ” ارع حملاني ” وبالنسبة لي أنا اعشق العمل الرعوي جدا واللقاء مع الناس والتعايش معهم ومثلهم ولذلك أري الرب يعطني هذه المسئولية، وأيضاً ليس أي رعاية، بالأخص رعاية الأكثر احتياجا، وليس احتياجاً مادياً فقط بل بالعكس الأكثر احتياجا معنويا، من هم في احتياج وسند وعون لهم في صعوباتهم ومشاكلهم، والحمل هو الضعيف الذي يحتاج الي مساعده أكثر من غيره، يحتاج من يقوده ويرفعه ويهتم به، هذا هو عملي وما أعشقه في العمل الرعوي.  وايضاً أُكرر إني مدعو بالأخص إلي عمل وخدمة رعوية وليس غيرها.

– بطرس يعلن ويعترف أن المسيح يعلم بكل شي ويوكد حبه للمسيح وأيضاً من خلال هذه الكلمات أعلن أن الرب يعرف عني كل شي وأعلن أني أحبه حباً شديداً وهو المصدر الأساسي في  دعوتي وكهنوتي.

– بطرس هو شخص واضح وصريح وشفاف وهذا ما أسعى أني أعيشه في كهنوتي

قل لنا ما هى ذكرياتك عن هذا يوم سيامتك ؟

هذا اليوم بالنسبة لي هو يوم فرح غير عادي وعشق كل لحظة في هذا اليوم، يوم ميلادي الجديد، اما الان وقد صرت كاهنا فانا أعيش الآن الحياة الكهنوتية بكل فرح ورجاء ومحبة حقيقية ليسوع المسيح ولشعبي.

خدمتي الآن راعي في كنيسة القديس أثناسيوس بمطرانية 6 أكتوبر، وسكرتير صاحب النيافة الأنبا أنطونيوس عزيز.

 ماذا تقول للشباب خاصة من لديهم دعوة كهنوتية ؟

 أقول لكل الشباب الذين عندهم دعوة كهنوتية، تمسكوا بدعوتكم، الرب يحتاج منك رسالة وعمل في حقله، الرب يريد أن تكون أنت عمله وحضوره في المجتمع، والكنيسة محتاجة  اكثر  لأمثالكم، تمسكوا بدعوتكم جدا وخذوا المسيح هو المثل والقدوة لكم في حياتكم.

أخيرا كيف ترى مستقبل رسالتك خاصة وانت  فى بداية خدمتك كراع مع اطفال رعيتك وشبابها وكبارها ؟

 أري مستقبل رسالتي أنني ساعمل  جاهدا كى أكون كاهنا  ناجحا بنعمة الرب لأنى  واضح مع نفسي وصريح جدا وأسعى دائما حتي أعرف جيدا ما يريد مني الرب حتى أحقق إرادته ومشيئته في حياتي، ارى اني عليّ حمل ثقيل وليس سهل ولكن احتاج لنعمة الرب وعمله فيّ حتى أكون قادر على هذه المسئولية. أري انه من المهم أن أهتم بكل فرد في الرعية لأني راعي لكل الناس الكباروالشباب  والصغار   وأوكد انه على ان اسعي وراء الشباب الذين هم مستقبل الكنيسة والمجتمع.

 

فى نهاية حوارنا هذا لا سيعنى وادارة الموقع إلا ان اشكرك على اتاحة الفرصة لنا كى نتعرف عليك ونتمنى لك كل التقدم والنجاح فى رسالتك الكهنوتية والرعوية