تأمل اليوم: الذي أسمع عنك،أعطني حساب الوكالة

تأمل اليوم: الذي أسمع عنك،أعطني حساب الوكالة

تأمل في قراءات الخميس, 17 أكتوبر 2013 – 7 بابة 1730

الأب بولس جرس

“وقال أيضا لتلاميذه : كان إنسان غني له وكيل ، فوشي به إليه بأنه يبذر أمواله فدعاه وقال له : ما هذا الذي أسمع عنك ؟ أعط حساب وكالتك لأنك لا تقدر أن تكون وكيلا بعد فقال الوكيل في نفسه : ماذا أفعل ؟ لأن سيدي يأخذ مني الوكالة . لست أستطيع أن أنقب ، وأستحي أن أستعطي قد علمت ماذا أفعل ، حتى إذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم فدعا كل واحد من مديوني سيده ، وقال للأول : كم عليك لسيدي فقال : مئة بث زيت . فقال له : خذ صكك واجلس عاجلا واكتب خمسين  ثم قال لآخر : وأنت كم عليك ؟ فقال : مئة كر قمح . فقال له : خذ صكك واكتب ثمانين فمدح السيد وكيل الظلم إذ بحكمة فعل ، لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم وأنا أقول لكم : اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم ، حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية الأمين في القليل أمين أيضا في الكثير ، والظالم في القليل ظالم أيضا في الكثير فإن لم تكونوا أمناء في مال الظلم ، فمن يأتمنكم على الحق وإن لم تكونوا أمناء في ما هو للغير ، فمن يعطيكم ما هو لكم ” (لوقا 16 : 1 – 12).
ما هذا الذي اسمعه عنك؟
حين تأتي هذه العبارة من أحد الوالدين أو من الرؤساء أو المسئؤلين فإنها تحمل حسابا وعتابا وتحتمل عقابا فما الحال عندما تأت من السيد الجبار الرب الديان!!!!
لذا عادة ما يتخذ الذي يوجه إلية السؤال اتجاها دفاعيا ويستعد للمواجهة وتعديد براهين الإنكار وإثباتات البراءة وكان هذا تماما موقف ” وكيل الظلم” حيث استعد جيداً لتلك اللحظة التي سيؤدي فيها حساباً امام سيده…حقا إن ما فعله لا يُعد شيئاً نموذجياً فهو في مجمله استكمال للسرقة والاختلاس والتبديد … لكن الرب لم ينظر إلى ما تبدد بل عاين وشاهد وركز على معنى وهدف هذا السلوك حتى لو كان مزيدا من التبديد… وهذا فيما يبدو هدف هذا المثل الذي احتار المفسرون في تأويله:
ماذا أعددنا حتى متى وقفنا أمام الديان وسؤلنا نستطيع أن نجيب؟؟؟؟؟؟؟؟
بالطبع يقسم الإنجيل الكون إلى عالمين:
v   عالم الظلمة : ويشمل كل ما هو مادي هيولي دنيوي أرضي وفانٍ
v   عالم النور: ويحوي كل ما هو روحي وسام ومتعال وخالدٍ
يرسلنا الرب على عالم الظلمة كوكلاء له وياتمننا على كل ما هو بين ايدينا من خيرات زمنية: اباء-بنين- عائلة- اصدقاء ، صحة أموال- أراض –عقارات  … كل ذلك أرضي زمني وقابل للفناء وما نحن عليه سوى وكلاء. فكيف نتعامل معه؟ باستخاف ؟ باحتقار؟ باحتكار؟ بتملك؟ بغطرسة؟ بجشع؟ بانتهازية؟ باستهتار؟بسوء تقدير وعدم احترام؟… هذا ما سنؤدي عنه الحساب إذ نحن عليه مجرد وكلاء ونخطئ إذ نظن أننا سادة وملّاك فمها كثر ” ما لنا” وعظمت “رتبنا” فلسنا سوى وكلاء وما على الوكيل سوى ان يكون اميناً… كما عليه ايضاً ان يكون حكيماً فيعرف إرادة سيده في أحترام ما بين يده وتقديسه والشكر عليه والسعي إلى إنماءه حتى متى حان الزمان ووقف أمام سيده وسؤل نفس السؤال يجيب ” سيدي وزنتين منحتني وهاك وزنتان اخريان ربحتهما” ليسمع : “ِنعمّ أيها العبد الصالح الأمين” ولتطرب أُذناه بذلك المديح من الرب لأنه صنع بحكمة…
ما بين يديك اليوم أيها الوكيل:
Ø    حياة طويلة أم ساعة زمن تقضيها مع الأصدقاء ؟ كن اميناً
Ø    أطفالا يجب ان تعلمهم وترعاهم وتحسن تربيتهم؟ كن اميناً
Ø    أسرة يجب أن تقوم برعايتها وتسهر على حماية بنيانها؟ كن اميناً
Ø    كنيسة يجب أن ترعى شعبها وتهتم بالصغير والكبير فيها؟ كن اميناً
Ø    إيبارشية يحسن ان تحتويها في قلبك وتسهر على رُعاتها ورعاياها؟   كن اميناً
Ø    قلما تتناوله لتكتب كلمة حق في موضوع عام ؟ كن اميناً
Ø    برنامجا تعده او كاميرا تقف امامها أو وجبة إعلامية تُعدّها ؟ كن اميناً
Ø    أموالا يجب ان تستثمر فيها لتزيدها بالشرف والأمانة؟ كن اميناً
Ø    حقولا يجب ان تفلحها وتخصبها وترويها لتجني ثماراها؟ كن اميناً
Ø    كتاباً تدرسه لتؤدي فيه امتحانا تجتاز به من مرحلة إلى مرحلة جديدة؟ كن اميناً
Ø    قطارا تقوده او مزلقانا تقوم على حراسته او فرنا تخبز به رغيف الغلابة؟ كن اميناً
Ø    وظيفة بسيطة تأكل منه عيش وبالكاد تستطيع ان تعول أفراد أسرتك؟ كن اميناً
Ø    مهنة يدوية أو مجرد صنعة تدق فيها مسمارا لتصنع منضدة؟ كن اميناً
Ø    سيارة أو حتى  توكتكاً تحمل به مسافرا إل حيث يريد؟ كن اميناً
Ø    مقشة تُمسك بها لتنظف وتجمع قاذورات الشوارع ؟ كن اميناً
باختصار ووضوح كل ما يطلبه الرب منك كوكيل:
سواء كنت رائد فضاء أو عالم فيزياء
سواء كنت ربة منزل أمّية أم أولاد، أما طبية تمارس الطب والجراحة
سواء كنت راعياً أم مرعيّاً قائدا أم مقوداً سائساً أم مسوسا، رئيساً أم مرؤوساً
لا مجرد التساؤل مع المرنم” لماذا قلت الأمانة في بني البشر؟”
بل أن تكون أنت نفسك بذاتك وشخصك
أمينا على ما بين يديك مهما كان بسيطا وصغر شأنه
فهو مجرد امانة…أنظر إليه… فكر في يوم ستسأل عنه
قدم من اليوم وكل يوم جوابك..حين تسمع:
“ما هذا الذي اسمعه عنك أعطني حساب الوكالة”…..