جون ماك كارثي يتحدّث عن المؤتمر الذي دار حول مسألة الاتجار بالإنسان في الفاتيكان
بقلم ألين كنعان
روما, 14 نوفمبر 2013 (زينيت) – تحدّث جون ماك كارثي سفير أستراليا لدى الكرسي الرسولي عن إعجابه الشديد بمواقف البابا فرنسيس الذي ولا شكّ في أّنه أثّر جدًا في تغيير الكنيسة، تغييرات جذرية شهدتها الفاتيكان في الأشهر الماضية. بالنسبة إليه، إنّ البابا فرنسيس هو إصلاحي حقيقي بقلب وروح يؤثّران بحق بكلّ الناس.
وبحسب جون ماك كارثي فإنّ فرصة قد أتيحت له للمشاركة في مؤتمر دار حول ظاهرة الاتجار بالإنسان وقد أوعز البابا فرنسيس جميع الأساقفة من أجل التوصل إلى خطة للتخفيف من حدّة هذه الظاهرة أو إيقافها كليًا إذ إنّ الاحصاءات أصبحت مخيفة جدًا وهي على ازدياد. 27 مليون شخص على الأقل يقعون تحت وطأة الاتجار والتعنيف والترهيب إن في المصانع او في بيوت الدعارة أو المزارع أو قوارب الصيد أو حتى في المنازل الخاصة.
إنّ كلّ بلد وكلّ إنسان هو متورط بطريقة أو بأخرى في هذه الظاهرة فنجد الكثير من الناس من يجبرون على العمل لقاء أجر زهيد أو تحت ظروف ترهيبية رخيصة. إنّ الملفت في الأمر أنّ البابا فرنسيس يبحث عن الحلول بطريقة مثيرة للذهول فهو يحاول أن ينخرط في المشكلة وينزل إلى أرض الواقع حيث الفقراء والمهمّشين والمظلومين، هو من قال يومًا: “لا يمكنك أن تعرف يسوع عندما تكون في الصفوف الأمامية”.
عندما أصيبت لامبيدوزا بالحادثة التي كلنا بتنا نعرفها، هرع البابا فرنسيس مباشرة إلى مكان وقوع الكارثة لتفقّد أبنائه ومدّهم بالعون وبالصبر. وهذا واحد من بين الأمثال الكثيرة التي عبّر فيها البابا بالأفعال عن اهتمامه بالفقراء والمضطهدين.
لا شكّ في أنّ هذا التغيير يشكّل صدمة كبيرة بأن نرى البابا الأبيض لا يجلس على عرشه بل على كرسي خشبي أبيض بسيط ويتنقّل بسيارة متواضعة. هو من رفض أن يسكن في الشقة البابوية الفخمة بل فضّل أن يعيش مثل سائر الناس وأن يطبخ أكله بمفرده من دون أي تطليف أو فخامة. كيف لنا ألاّ نحبّ بابا متواضع إلى هذا الحد، لا ينفكّ يمرح ويحادث الجميع. لا بدّ من أن نتشبّه بإنسان يملك الشجاعة ليفرّق الخطأ من الصواب على أمل أن نبدأ بتغيير أنفسنا وهكذا تتوقّف ظاهرة الاتجار بالإنسان وكلّ الظاهرات التي تسيء إلى كرامة الإنسان. يعيش فرنسيس! يعيش!