اليوم الأول – شهر كيهك
قراءات الأربعاء, 27 نوفمبر 2013 –1كيهك 1730
الأب بولس جرس
كيهك: نسبة إلى الإله ( كا هاكا ) اله الخير ، أو الثور المقدس المعروف عند العامة بالعجل أبيس .
الأمثال : كيهك صباحك مساك تقوم من فطورك تحضر عشاك .
اشهر منتجاته : سمك كيهك
خصصت الكنيسة هذا الشهر من كل عام لتمجيد العذراء لما نالته من النعم
نياحة القديس بطرس الرهاوى أسقف غزة
في مثل هذا اليوم تنيح القديس بطرس الرهاوي أسقف غزة ، ولد بمدينة الرها في أوائل الجيل الثالث من أبوين شريفي الحسب والنسب، ولما بلغ من العمر عشرين سنة قدمه أبوه إلى الملك ثاؤدسيوس ليكون بمعيته ، ولكن لزهده في أباطيل العالم وأمجاده ، كان يمارس النسك والعبادة وهو في بلاط الملك ، وكان يحمل أجساد بعض القديسين الشهداء من الفرس، وترك البلاط الملوكي ومضي فترهب بأحد الأديرة وبعد قليل رسموه أسقف – دون رغبته – علي غزة وما يليها من الضياع ، وقيل عنه انه في أول قداس له فاض من الجسد دم كثير حتى ملا الصينية ، ولما نقل جسد القديس يعقوب المقطع إلى أحد الأديرة بالرها ، وحدث إن مرقيان الملك الخلقدوني شرع في اضطهاد الأساقفة الأرثوذكسيين ، حضر هذا الاب ومعه جسد القديس يعقوب إلى مصر وذهب إلى البهنسا وأقام بأحد أديرتها ، وهناك اجتمع بالقديس اشعياء المصري ، ثم عاد إلى ارض فلسطين بعد انقضاء ايام مرقيان وداوم علي تثبيت المؤمنين ، وقد حدث في أحد الأيام وهو يقوم بالقداس الإلهي إن بعضا من أعيان الشعب الموجودين بالكنيسة قد انشغلوا عن سماع الصلاة بالأحاديث العالمية ، ولم ينههم القديس عن ذلك ، فظهر له ملاك ونهره لأنه امتنع عن زجر المتكلمين في الكنيسة ، وسمع عنه الملك زينون ، فاشتهي إن يراه ، فلم يتمكن من ذلك لان هذا القديس كان لا يحب مجد العالم ، فمضي إلى بلاد الغور ، في عيد القديس بطرس بطريرك الإسكندرية ، ولما أقام القداس في ذلك اليوم ، ظهر له القديس بطرس وقال له : إن السيد المسيح قد دعاك لتكون معنا ، فاستدعي الشعب وأوصاهم بالثبات علي الإيمان المستقيم ، ثم بسط يديه واسلم الروح ،صلاته تكون معنا امين .
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة البابا أثناسيوس الثالث ال76 . صلاته تكون معنا امين .
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة البابا يوأنس الثالث ال 40 . صلاتهم تكون معنا امين .
في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة الشهيد أبى فام الجندى بأبنوب . صلاته تكون معنا امين .
في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس العظيم الانبا شنودة رئيس المتوحدين.
نص القراءة من الكاثوليكون
أطلب إلى الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم، والشاهد لآلام المسيح ، وشريك المجد العتيد أن يعلن ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا، لا عن اضطرار بل بالاختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاط ولا كمن يسود على الأنصبة، بل صائرين أمثلة للرعية ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى كذلك أيها الأحداث ، اخضعوا للشيوخ ، وكونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض ، وتسربلوا بالتواضع ، لأن : الله يقاوم المستكبرين ، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه ملقين كل همكم عليه ، لأنه هو يعتني بكم اصحوا واسهروا . لأن إبليس خصمكم كأسد زائر ، يجول ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه ، راسخين في الإيمان ، عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين في العالم وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع ، بعدما تألمتم يسيرا ، هو يكملكم ، ويثبتكم ، ويقويكم ، ويمكنكم له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين . آمين بيد سلوانس الأخ الأمين ، – كما أظن – كتبت إليكم بكلمات قليلة واعظا وشاهدا ، أن هذه هي نعمة الله الحقيقية التي فيها تقومون تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم ، ومرقس ابني سلموا بعضكم على بعض بقبلة المحبة . سلام لكم جميعكم الذين في المسيح يسوع. آمين (1بطرس 5 : 1 – 14).
نص التأمل
إبليس عدوكم يجول كأسد زائر
قررت أن اقفز وها أنا اقفز … يقترب عيد الميلاد باجواءه الرائعة الجميلة وقد بدأ الصوم المقدس لدى أختنا الكنيسة الأرثوذكسية العريقة المتمرسة في الأصوام… ونحن في شرم الشيخ مع إخوتنا في القاهرة والأسكندرية نحتفل بعيد الميلاد مع الغرب وذلك بحكم خدمتنا للجاليات الأجنبية والسياح الوافدين… فلا يحسن أن نظل سائرين في القراءات والتأملات على التقويم العتيق الذي أوقف الزمن من عهد كوبرنيكوس ولا يعترف بقيمة الوقت الذي تم حسابه بدقة فلكية لا تحتمل جدلا أو نقاشا فهي بديهية محسومة نتج عنها في البداية أن قفز التقويم عشرة أيام تم حسابها إن لم يكن بالفنتو ثانية فعلى الأقل بالثانية … وبمرور السنين منذ إصلاح التقويم تراكمت ثلاثة أيام أخرى خلال القرون الأخيرة فزادت هوة الفارق إلى ثلاثة عشر يوما تأخرا عن التقويم العالمي وكاد عيد الميلاد منذ سنين يسيرة ان يقع في الثامن من يناير لولا أن تدخل قداسة البابا شنودة الثالث وثبت التاريخ ليترسخ على السابع من يناير مع اعتراف قداسته بنفسه وجميع المؤرخين والدارسين من الكنيسة الأرثوذكسية أن الخامس والعشرين من ديسمبر هو التاريخ الصحيح لكن هذا الخامس والعشرين يصل إلينا متأخراً ثلاثة عشر يوما … ونحن نقبله ونحبه ونفرح به ونعيد له …ما ابلغ ذلك من تعبير عن عقليتنا كشعب مصري
مأساة لا تقل عنها مأساة إنحصار القراءات التي تتلى في الكنائس على ما يقارب الخمسة آلاف آية من مجمل ما يقارب المليون آية … فهل بعد ذلك فقر وافقار …لست اجد مبررا ولا تفسيرا لإصرار المسؤلين في الكنيسة القبطية أرثوذكساً وكاثوليكاً على تقديس ما هو غير مقدس. فالقطمارس هو مجرد كتاب من وضع إنسان او مجموعة من البشر اجتهدوا وبارك الرب اجتهادهم لقرون عديدة ولكن لم يعد مجديا ولا لائقا ان نظل حبيسي قراءات معادة ومكررة إلى الأبد بينما باقي كنوز الكتاب محجوبة عن آذاننا ومنابر كنائسنا.
حيث يبدا شهر كيهك المبارك بالقراءة الخالدة “إنجيل الر اعي الصالح” للمرة…( يوحنا 10 : 1 – 16) نتوجه إلى قراءة الكاثوليكون من مار بطرس الذي قارب هو ايضا على الدخول في موسعة الخلود لكثرة تكراره…
نختار آية اليوم وأراها مناسبة لما نتعرض له في حياتنا المعاصرة ولما اتعرض له اليوم من مشاعر غضب وإحباط إزاء تكرار القراءات… دعونا من هذا كله ولنترك إبليس يجولفي الأرض فهذا عمله، ولنتحصن نحن بالصلاة والإيمان والمثابرة والصبر… لنلبس خوزة الإيمان ونرتدي ثوب الخلاص فليس هناك من شك في سعي إبليس الدؤوب لإسقاطنا ولا من داعي لإنكار مهاراته وقوة حججه ولباقته في التقديم والتغليف والتزييف لاسيما قدرته على الإقناع والباس الحق ثوب الباطل والباطل ثياب الحقيقة الناصعة…ولا مفر من الإعتراف بقوته التي يشبهها معلمنا بطرس بقوة الأسد:
الأسد سيد الغابة وملك الحيوانات وقوته تتضاعف تدريجيا لتصل إلى حد العنف والشراسة والفتك كلما استبد به الجوع فالمسألة تصير ” حياة أو موت” ولا يجب أبدا أن ننسى أنه
بقدر توجع إبليس من الهزيمة النكراء أمام يسوع يقدر شراسة حربه ضد الكنيسة وبنيها
يردها منقسمة ممزقة جريحة نازفةن يريدها ضعيفة مترددة خانعة،
يريدها مسكينة متحفظة خائفة خانعة للظروف والأحداث والأشخاص من الداخل والخارج
بينما يصرخ المسيح فيها ويناديها
هلم خارجا كوني سفينة الخلاص للبشرية
كوني للعالم ملحا ونوراً
ويواسيها جريحة فيشجعها مؤكدا
النصر النهاية لك مهما كانت الحروب والجراح والإضطهادات
فالمحصلة النهائية هي أن “أبواب الجحيم لن تقوى عليك”
وهل يجرؤ الأسد مهما بلغت قوته واستبد به الحنق والجوع
ان يهاجم خرافا يرعاها يسوع بنفسه…
ذاك الذي انتصر عليه ودحره فأدانه وقيده ودحرجه ساقطا إلى أعماق الجحيم…
ابدا لن يستطيع المواجهة مجددا
فما دمنا في حمى يسوع سيظل يجول حولنا
وسيظل دوما ملتمسا وليس سيدا ولا صاحب سلطان
لكن الويل لنا إن إنفصلنا أو ضللنا او ابتعدنا
تعالوا في بداية هذا الشهر العظيم نجهز قلوبنا وعقولنا لقبوله
لا فقط منازلنا وملابسنا .