“أنتُمْ مِنْ أسفَلُ، أمّا أنا فمِنْ فوقُ”
تأمل في قراءات الجمعة 28 مارس 2014 الموافق 2 برمودة 1730
الأب/ بولس جرس
السنكسار
استشهاد القديس خرستوفورس
في مثل هذا اليوم استشهد القديس خرستوفورس . وكان من البلاد التي يأكل أهلها لحوم البشر والذين آمنوا علي يد متياس الرسول – كما جاء في اليوم الثامن من شهر برمهات – وكان ذا هيئة بشعة وجسم كجسم الجبابرة ولكن نفسه كانت وديعة صالحة . ولما وقع أسيرا في يد جند داكيوس الملك الوثني أخذ يوبخ الجند علي تعذيبهم المسيحيين فضربه رئيس الجند فقال له : ” لولا وصية المسيح التي تعلمني ألا أقابل الإساءة بمثلها لما كنت أنت وعسكرك تحسبون شيئا أمامي ” فأرسل القائد إلى داكيوس يعرفه أمره . فأوفد مائتي جندي لإحضاره فحضر معهم وحدث – وهم في الطريق – أن الخبز فرغ منهم إلا قليل منه فصلي وبارك في هذا القليل فصار كثيرا فأكلوا متعجبين وآمنوا بالسيد المسيح اله خرستوفورس . ولما وصلوا إلى إنطاكية تعمدوا بيد الأنبا بولا البطريرك ولما مثل خرستوفورس أمام داكيوس ارتعب من هول منظره فلاطفه وخادعه وصرفه من أمامه . ثم أرسل إليه امرأتين جميلتين ليستميلاه إلى الخطية . فوعظهما القديس فآمنتا علي يديه بالسيد المسيح معترفين جهارا أمام الملك بأيمانهما بالسيد المسيح فأمر الملك بقطع رأسيهما ونالا إكليل الشهادة . أما هذا القديس فطرحوه في قدر كبير فوق نار متقدة فلم تمسه النار بأذى فتعجب الحاضرون وآمنوا بالسيد المسيح وتقدموا لاخراج القديس من القدر فأمر الملك بتقطيعهم بالسيوف . وأخيرا أمر بضرب عنقه ونال إكليل الشهادة . شفاعته تكون معنا . آمين .
نياحة البابا يوأنس التاسع البطريرك الواحد والثمانين
في مثل هذا اليوم سنة 1043 ش 29 مارس سنة 1327 م تنيح البابا يوأنس التاسع البطريرك (81) وهو من ناحية نفيا منوفية ويعرف بيوأنس النقادي أحد الأخوين . وفي أيامه جرت شدائد كثيرة علي النصارى فمنهم من قتل ومن حرق ومن صلب وشهروا بهم علي الجمال وألبسوهم العمائم والثياب الزرقاء ، ثم تحنن الله علي الشعب برحمته . وتنيح البابا بحارة زويلة ودفن بدير النسطور بعد أن قام علي الكرسي ست سنين وستة شهور ويوما واحدا لأنه تولي الكرسي في يوم أول بابه سنة 1037 ش ( 28 سبتمبر سنة 1321 م ) صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين
نص الإنجيل
“قالَ لهُمْ يَسوعُ أيضًا:”أنا أمضي وستَطلُبونَني، وتموتونَ في خَطيَّتِكُمْ. حَيثُ أمضي أنا لا تقدِرونَ أنتُمْ أنْ تأتوا”. فقالَ اليَهودُ:”ألَعَلَّهُ يَقتُلُ نَفسَهُ حتَّى يقولُ: حَيثُ أمضي أنا لا تقدِرونَ أنتُمْ أنْ تأتوا؟”. فقالَ لهُمْ:”أنتُمْ مِنْ أسفَلُ، أمّا أنا فمِنْ فوقُ. أنتُمْ مِنْ هذا العالَمِ، أمّا أنا فلستُ مِنْ هذا العالَمِ. فقُلتُ لكُمْ: إنَّكُمْ تموتونَ في خطاياكُمْ، لأنَّكُمْ إنْ لم تؤمِنوا أنِّي أنا هو تموتونَ في خطاياكُمْ”. فقالوا لهُ:”مَنْ أنتَ؟”. فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”أنا مِنَ البَدءِ ما أُكلِّمُكُمْ أيضًا بهِ. إنَّ لي أشياءَ كثيرَةً أتكلَّمُ وأحكُمُ بها مِنْ نَحوِكُمْ، لكن الذي أرسَلَني هو حَقٌّ. وأنا ما سمِعتُهُ مِنهُ، فهذا أقولُهُ للعالَمِ”. ولم يَفهَموا أنَّهُ كانَ يقولُ لهُمْ عن الآبِ. فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”مَتَى رَفَعتُمُ ابنَ الإنسانِ، فحينَئذٍ تفهَمونَ أنِّي أنا هو، ولستُ أفعَلُ شَيئًا مِنْ نَفسي، بل أتكلَّمُ بهذا كما عَلَّمَني أبي. والذي أرسَلَني هو مَعي، ولم يترُكني الآبُ وحدي، لأنِّي في كُلِّ حينٍ أفعَلُ ما يُرضيهِ”. (يوحنا 8: 21-27).
نص التأمل
ليس من عادتك ان تعاير أو تهدد ولا أن تتعالى
فماذا حدث اليوم لتصل إلى هذه الدرجة من الغضب التي تستدعي
بان تذكرنا بوضعنا الترابي واصلنا الأرضي ومرجعيتنا المتدنية السفلية
هل سئمت البشر الذين احببتهم ولأجلهم تركت عرشك في السماء
ام مللت من الإقامة بين الشرار والمرائيين أمثالنا وحن قلبك إلى الملائكة النورانيين
اتراك سئمت العمل في ارضنا المحجرة التي كلما انتزعت شوكة نبتت بها ألوف الأشواك
نحن نعلم أنا تراب من التراب خلقنا والى التراب نعود
نحن رأينا وعاينا ونؤمن انك من العلا هبطت ومن السماء أتيت
نحن واثقون ان محبتك فقط هي ما دفعك لهذا التنازل العظيم وليس استحقاقاتنا بالطبع
لماذا تلتفت بعيدا وتريد ان تمضي غاضبا؟ هل استفزك كبرياء اليهود ” نحن ابناء ابراهيم”
هل اغضبك رفضهم لما تقدم لهم من حرية وتمسكهم بعبودية شريعة عمياء
هل استفزك تمسكهم بعبودية الخطيئة والخضوع للشر والخنوع بين يدي والشيطان
مهلا يا محب البشر لا تمض اليوم ولا تنصرفن غاضبا فكلنا نرجوك وشعبك بحاجة إلى وجودك
سامح كبرياء قومي واصفح عن آثام بجهل يقترفون
وتغاضى عن إدعاءات زائفة واغفر خطايانا اجميعن
ولا تتركنا ولا تهملنا يا من نزل من السماء لجل فدائنا..
تمم جميلك حتى إلى الصليب