مايكل فيكتور – وطني
القى قداسة البابا تواضروس الثانى في زيارته للبطريرك مار بشارة الراعى كلمة فقال قداسته : جئنا لنودع أخينا الحبيب مار أغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والرئيس الأعلي للسريان الأرثوذكس على رجاء القيامة ولم يكن فى حسبانى سوى المشاركة فى هذا الوداع …
ولكن الله من نعمته جاء بنا إلى هذه المواضع والزيارات المقدسة الموجودة بلبنان هذه البلاد التى قرأنا عنها وسمعنا عنها كثيرا.. لبنان وشجر الأرز والطبيعة والفن والموسقى فلبنان لها نكهة خاصة وسط الحضارة العربية، جئت إليكم ومعي الوفد المشارك من أرض مصر …مصر التاريخ والحضارة …مصر التي يقولون عنها فلتة الطبيعة، مصر أبوه التاريخ وأمه الجغرافيا، و عندما تزوج التاريخ والجغرافيا أنجبوا مصر التى استقبلت العائلة المقدسة فى القرن الأول الميلادى وتباركت أرض مصر بقدومهم وصارت مصر أرض مقدسة مصر التى نشأت عليها الرهبنة المسيحية والتى بدأت على يد الأنبا أنطونيوس وصارت للعالم كله، مصر التى علمت العالم فن الأعمدة ففي التاريخ الفرعونى نجد ان مصر قد أقامت المسلات كما هو معروف فى الطراز الفرعونى عمود طويل ينتهي بمثلث و يوضع فى بدايات الحقول حتي عندما تشرق الشمس على المثلث الذهبى يعطي ضوء لامع وكانوا يطلقون علي هذا الضوء عين الإله وطالما عين الإله تلمع فإنها ترى فيعملون بجدية وبكل همه فى الزرع لأنهم يعتقدون ان عين الله تراقبهم وهذا نجده في قول داود النبى وضعت الرب أمامى في كل حين وعندما يأتى غروب الشمس يختفى اللمعان فيعتقدون بذلك أن الإله انصرف فينصرف كل الذين يعملون في الحقولهذه المسلات قد تحولت إلى منارات، فصارت المنارة المسيحية استبدال للمسلة و صارت تعبير على أن الحياة ينبغى أن تنمو نحو السماء فصار عندنا المسلات والمنارات وعند دخول العرب الي ارض مصر اضيف إليهم المأذنة وانتقلت المأذنة من مصر إلى العالم كله فمصر فيها تعانق بين المسلات والمنارات والمأذن.
و تابع البابا قائلا: فنحن نعيش فى هذه المنطقة العربية وكانها معبد كبير فقد نشأت الأديان والفلسفات والمواهب فى هذا الشرق والمسيحية ولدت فى الشرق كما باقي الأديان، أحياناً تسمى الأديان السماوية أو الإبراهيمية، وكلها أنطلقت من الشرق نحو العالم .
نحن نحتاج أن نقدم قدوة وشهادة وأن نصنع سلام ونعلم كيف نضع سلام وصناعة السلام هى الصناعة الصعبة التى تحتاج تضافر كل الجهود لكى ما تشارك فى عمل السلام . نثق أن إلهنا ربنا يسوع المسيح هو ملك السلام ونصلى إليه أن يثبت سلامه وأن يمنحنا هذا السلام.
و أضاف قداسة البابا أن الخطية لا تجتمع مع السلام لان الخطية تطرد السلام لذلك لا سبيل لصنع سلام إلا عندما تقدم توبة حقيقية عندما تشهد للمسيح فى القلب والعمل الله يقود العالم من خلال 3 قوانين القانون الاول : الله يحب كل البشر دون النظر إلى أجناسهم أو جنسياتهم أو ثقافتهم أو لونهم أو دينهم .. لذلك ندعوه محب البشر ونحن نصلى أن يعطينا الله من قلبه المحب لنحب كل إنسان من فيض هذا الحبالقانون الثاني : الله صانع الخيرات فنصلي ونقول فلنشكر صانع الخيرات و نحن نختبر هذا الأمر فى مصر على المستوى الخاص و المستوي العام ونقول كل الأشياء تعمل معاً للخير القانون الثالث: ان الله ضابط للكل فكل شئ تحت الضبط لذلك نصلي في المزمور ونقول مبارك الرب إلهنا مبارك الرب يوماً فيوماً يهيئ طريقنا لأنه إله خلاصنا، هذه القوانين الثلاثة أن الله محب البشر صانع الخيرات ضابط الكل هى التى نتمثل بها أمام الجميع، ونحن نصلى من أجل لبنان وسوريا ومصر وكل منطقتنا العربية التى نعيش فيها والتي تباركت بالله و عاش القديسين فيها لذا فكلى ثقة أن الله يدبر أمور حياتنا للخير نصلى من أجل السلام في كل العالم و من اجل كنائسنا ان مجرد لقاءاتنا تفرح قلب الله و لى مشاعر كثيرة أود أن اعبر بها عن فرحتي بهذا اللقاء ولكن الوقت مقصر.
الكاردينال الراعى للبابا تواضروس: لقاؤنا نقطة انطلاق لمسيرتنا الكنسية المشتركة
القى غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعى بطريرك الموارنة الكاثوليك و كاردينال الكنيسة الجامعة كلمة ترحيب فى استقبال قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بكركى فى 27 مارس.
فقال غبطته .. صاحب القداسة، ألمنا أن نكون التقينا صباح اليوم فى صلاة الوداع المؤثرة لراحة نفس المثلث الرحمة مار أغناطيوس زكا الأول عيواص ، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق ، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية فى العالم ، الذى أحببناه واحترمناه وتعاونا معه ومع رعاة كنيسته وشعبها بروح الإخوة والمحبة .
لكننا نتعزى ونفرح بلقائنا الروحى والأخوى والكنسى الذى يجمعنا فى هذا المساء مع نيافة الكردينال Kurt Kock رئيس المجلس الحبرى لوحدة المسيحيين ، وأصحاب الغبطة البطاركة ، وسيادة السفير البابوى فى لبنان ، وأصحاب السيادة ممثلى أخواننا البطاركة الذين تعثر عليهم الحضور ، إما بداعى السفر ، وإما لدواعٍ قاهرة .
فباسم أبينا البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس وأسرة هذا الكرسى البطريركى المارونى من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وموظفين ، أرحب بكم ، صاحب القداسة ، وبهذه الوجوه العزيزة من أباء الكنيسة الذين شرفونا بحضورهم ، كما أرحب بالوفد المرافق لقداستكم من مطارنة وأباء ومدنيين . 3. هذا اللقاء الكنسى المسكونى عزيز على قلبنا ، لأنه يشكل لنا مناسبة فريدة ، كنا ننتظرها بفارغ الصبر ، لكى نقرأ سوية ، فى ضوء إنجيل ربنا يسوع المسيح وعلى أنوار الروح القدس وعلى أساس خبرتنا التاريخية المشترك ووجودنا ، بإرادة إلهية فى مصر والأراضى المقدسة ولبنان وسوريا والعراق وسائر بلدان الشرق الأوسط والعالم العربى ، منذ عهد المسيح الرب والرسل وولادة الكنيسة . ففيما يتخبط عالمنا العربى المشرقى فى أزماته الدامية المتنوعة ، نرجو أن تتحول أزماته هذه إلى آلام مخاض ، يولد منها عالم متجدد بالقيم الروحية والإنسانية والوطنية . رجاؤنا هذا يرتكز على إيماننا بإنجيل يسوع المسيح الخلاصى ، إنجيل المحبة والإخوة ، إنجيل الحقيقة والحرية ، إنجيل العدالة والسلام . ويحتم علينا هذا الإنجيل أن نكون صوتاً واحداً فى إعلانه والشهادة له ، وبدء واحدة فى مساعدة أبناء أوطاننا العربية ، شعوباً ومسئولين ، ليجتازوا بالحوار والتفاوض ، على أساس من الحقيقة والثقة ، وبروح المصالحة ، هذه المرحلة التاريخية الصعبة والحاسمة . ونساعدهم لكى يسيروا نحو إحلال سلام عادل وشامل ودائم ، وبناء أوطان تحترم كرامة الإنسان ، وقدسية الحياة البشرية ، والتعددية ، وقيم الحرية المعطاة لنا من الله كهبة ثمينة ، ولا سيما حرية التعبير والرأى والإيمان والعبادة .
و أضاف قائلاً: لابد من أن نجدد قوانا وجهودنا فى عمل كنائسنا المسكونى المشترك ، سواء بالشكل المباشر ، أم بواسطة مجلس كنائس الشرق الأوسط الذى نوليه ثقتنا ودعمنا ، فيأتى عملنا المباشر ، ومن خلال مجلس الكنائس ، ليعزز المسكونة الروحية ، ومسكونية الخدمة ، والمسكونية الراعوية ، من أجل أزدهار كنائسنا واحياء هوياتها ورسالاتها ، والمحافظة على ابنائنا وبناتنا فى هذه الأرض المشرقية التى باركها الله ، وتجلى عليه سره ، ومنها أطلق تدبيره الخلاصى ، وأعلن إنجيل الإخوة والسلام.
مضيفاً: أننا ندرك تمام الإدراك أن رسالتنا فى هذا الشرق العربى هى أن نكون مع إخواننا المسلمين بكل إخوة وتعاون ، عيشاً مشتركاً تغنيه القيم المسيحية والقيم الإسلامية . وفى عالم ملتوٍ ومغرض يدعو ويعمل ويجهد فى سبيل إزكاء الصراع بين الأديان والثقافات والحضارات ، فإن رسالتنا ، كمسيحيين ومسلمين ، فى هذه البقعة من العالم ، أن نظهر إمكانية العيش الهادئ وحوار الحياة والثقافة والمصير بين المسيحيين والمسلمين وسواهم من أبناء الديانات الأخرى .
و أختتم قائلاً: قداسة البابا تواضروس ، أيها الأخوة الأباء الأحباء نشكر عناية الله التى جمعتنا ، ونودع من جديد روح أخينا البطريرك مار أغناطيوس الأول فى أحضان رحمة الآب السماوى ، راجين أن يكون لقاؤنا نقطة أنطلاق لمسيرتنا الكنسية المشتركة فى الشهادة لإنجيل المسيح الخلاصى فى شرقنا المعذب والمحبوب.