ليس المهم مَن أخطأ الأهم مَن غفر:تأمل في إنجيل الأحد الخامس من الصوم

ليس المهم مَن أخطأ الأهم مَن غفر:تأمل في إنجيل الأحد الخامس من الصوم

ليس المهم مَن أخطأ الأهم مَن غفر

تأمل في إنجيل الأحد الخامس من الصوم المقدس الموافق 6 إبريل 2014-11 برموده 1730

نص الإنجيل

“وفيما هو مُجتازٌ رأَى إنسانًا أعمَى منذُ وِلادَتِهِ، فسألهُ تلاميذُهُ قائلينَ:”يا مُعَلِّمُ، مَنْ أخطأَ: هذا أم أبَواهُ حتَّى وُلِدَ أعمَى؟”. أجابَ يَسوعُ: “لا هذا أخطأَ ولاأبَواهُ، لكن لتظهَرَ أعمالُ اللهِ فيهِ”. يَنبَغي أنْ أعمَلَ أعمالَ الذي أرسَلَني ما دامَ نهارٌ. يأتي ليلٌ حينَ لا يستطيعُ أحَدٌ أنْ يَعمَلَ. ما دُمتُ في العالَمِ فأنا نورُ العالَمِ”.قالَ هذا وتفَلَ علَى الأرضِ وصَنَعَ مِنَ التُّفلِ طينًا وطَلَى بالطِّينِ عَينَيِ الأعمَى. وقالَ لهُ: “اذهَبِ اغتَسِلْ في بركَةِ سِلوامَ” الذي تفسيرُهُ: مُرسَلٌ، فمَضَى واغتَسَلَ وأتَى بَصيرًا.

“فالجيرانُ والذينَ كانوا يَرَوْنَهُ قَبلاً أنَّهُ كانَ أعمَى، قالوا:”أليس هذا هو الذي كانَ يَجلِسُ ويَستَعطي؟”. آخَرونَ قالوا:”هذا هو”. وآخَرونَ:”إنَّهُ يُشبِهُهُ”. وأمّا هو فقالَ:”إنِّي أنا هو”. فقالوا لهُ:”كيفَ انفَتَحَتْ عَيناكَ؟”. أجابَ ذاكَ وقالَ:”إنسانٌ يُقالُ لهُ يَسوعُ صَنَعَ طينًا وطَلَى عَينَيَّ، وقالَ لي: اذهَبْ إلَى بركَةِ سِلوامَ واغتَسِلْ. فمَضَيتُ واغتَسَلتُ فأبصَرتُ”.فقالوا لهُ:”أين ذاكَ؟”. قالَ:”لا أعلَمُ”.فأتَوْا إلَى الفَرِّيسيِّينَ بالذي كانَ قَبلاً أعمَى. وكانَ سبتٌ حينَ صَنَعَ يَسوعُ الطِّينَ وفَتَحَ عَينَيهِ. فسألهُ الفَرِّيسيّونَ أيضًا كيفَ أبصَرَ، فقالَ لهُمْ:”وضَعَ طينًا علَى عَينَيَّ واغتَسَلتُ، فأنا أُبصِرُ”. فقالَ قَوْمٌ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ:”هذا الإنسانُ ليس مِنَ اللهِ، لأنَّهُ لا يَحفَظُ السَّبتَ”. آخَرونَ قالوا:”كيفَ يَقدِرُ إنسانٌ خاطِئٌ أنْ يَعمَلَ مِثلَ هذِهِ الآياتِ؟”. وكانَ بَينَهُمُ انشِقاقٌ. قالوا أيضًا للأعمَى:”ماذا تقولُ أنتَ عنهُ مِنْ حَيثُ إنَّهُ فتحَ عَينَيكَ؟”. فقالَ:”إنَّهُ نَبيٌّ!”. فلم يُصَدِّقِ اليَهودُ عنهُ أنَّهُ كانَ أعمَى فأبصَرَ حتَّى دَعَوْا أبَوَيِ الذي أبصَرَ. فسألوهُما قائلينَ:”أهذا ابنُكُما الذي تقولانِ إنَّهُ وُلِدَ أعمَى؟ فكيفَ يُبصِرُ الآنَ؟”. أجابَهُمْ أبَواهُ وقالا:”نَعلَمُ أنَّ هذا ابنُنا، وأنَّهُ وُلِدَ أعمَى. وأمّا كيفَ يُبصِرُ الآنَ فلا نَعلَمُ. أو مَنْ فتحَ عَينَيهِ فلا نَعلَمُ. هو كامِلُ السِّنِّ. اسألوهُ فهو يتكلَّمُ عن نَفسِهِ”. قالَ أبَواهُ هذا لأنَّهُما كانا يَخافانِ مِنَ اليَهودِ، لأنَّ اليَهودَ كانوا قد تعاهَدوا أنَّهُ إنِ اعتَرَفَ أحَدٌ بأنَّهُ المَسيحُ يُخرَجُ مِنَ المَجمَعِ. لذلكَ قالَ أبَواهُ:”إنَّهُ كامِلُ السِّنِّ، اسألوهُ”. فدَعَوْا ثانيَةً الإنسانَ الذي كانَ أعمَى، وقالوا لهُ:”أعطِ مَجدًا للهِ. نَحنُ نَعلَمُ أنَّ هذا الإنسانَ خاطِئٌ”. فأجابَ ذاكَ وقالَ:”أخاطِئٌ هو؟ لستُ أعلَمُ. إنَّما أعلَمُ شَيئًا واحِدًا: أنِّي كُنتُ أعمَى والآنَ أُبصِرُ”. فقالوا لهُ أيضًا:”ماذا صَنَعَ بكَ؟ كيفَ فتحَ عَينَيكَ؟”. أجابَهُمْ:”قد قُلتُ لكُمْ ولم تسمَعوا. لماذا تُريدونَ أنْ تسمَعوا أيضًا؟ ألَعَلَّكُمْ أنتُمْ تُريدونَ أنْ تصيروا لهُ تلاميذَ؟”. فشَتَموهُ وقالوا:”أنتَ تِلميذُ ذاكَ، وأمّا نَحنُ فإنَّنا تلاميذُ موسَى. نَحنُ نَعلَمُ أنَّ موسَى كلَّمَهُ اللهُ، وأمّا هذا فما نَعلَمُ مِنْ أين هو”. أجابَ الرَّجُلُ وقالَ لهُمْ:”إنَّ في هذا عَجَبًا! إنَّكُمْ لستُمْ تعلَمونَ مِنْ أين هو، وقد فتحَ عَينَيَّ. ونَعلَمُ أنَّ اللهَ لا يَسمَعُ للخُطاةِ. ولكن إنْ كانَ أحَدٌ يتَّقي اللهَ ويَفعَلُ مَشيئَتَهُ، فلهذا يَسمَعُ. منذُ الدَّهرِ لم يُسمَعْ أنَّ أحَدًا فتحَ عَينَيْ مَوْلودٍ أعمَى. لو لم يَكُنْ هذا مِنَ اللهِ لم يَقدِرْ أنْ يَفعَلَ شَيئًا”. أجابوا وقالوا لهُ:”في الخطايا وُلِدتَ أنتَ بجُملَتِكَ، وأنتَ تُعَلِّمُنا!”. فأخرَجوهُ خارِجًا.

فسَمِعَ يَسوعُ أنهُم أخرَجوهُ خارِجًا، فوَجَدَهُ وقالَ لهُ:”أتؤمِنُ بابنِ اللهِ؟” أجابَ ذاكَ وقالَ:”مَنْ هو ياسيِّدُ لأومِنَ بهِ؟”. فقالَ لهُ يَسوعُ:”قد رأيتَهُ، والذي يتكلَّمُ معكَ هو هو!” فقالَ:”أومِنُ يا سيِّدُ!”وسجَدَ لهُ. فقالَ يَسوعُ:”لدَينونَةٍ أتيتُ أنا إلَى هذا العالَمِ، حتَّى يُبصِرَ الذينَ لا يُبصِرونَ ويَعمَى الذينَ يُبصِرونَ”. فسَمِعَ هذا الذينَ كانوا معهُ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ، وقالوا لهُ:”ألَعَلَّنا نَحنُ أيضًا عُميانٌ؟”. قالَ لهُمْ يَسوعُ:”لو كنتُم عُميانًا لَما كانَتْ لكُمْ خَطيَّةٌ. ولكن الآنَ تقولونَ إنَّنا نُبصِرُ، فخَطيَّتُكُمْ باقيَةٌ.(يوحنا 9: 1-28)

نص التأمل

ليس المهم مَن أخطأ الأهم مَن غفر

يمضي البشر الكثير من وقتهم إن لم نقل أغلب عمرهم في البحث والتحري والتعمق والتحقق عن الأسباب والعلل وهذا في حد ذاته حسن وجيد، لكنه بقدر ما هو حسن وجيد في المجال العلمي والبحثي بقدر ما هو مريض وممرض في المجال الإجتماعي!! فكل امراض المجتمع من نقد هدام ونميمة وكذب وافتراء ولوك سيرة الآخرين كلبانة في الفمن من احكام ظالمة وتصرفات صارمة ومواقف متطرفة وأصابع افتهام موجهة دوما نحو الاخر ناجم عن هذا التوجه الإجتماعي الخاطيء والضار وهو السبب في كل ما حدث في قصة هذه المعجزة على المستوى الإجتماعي:

1- رسل يعكسون جوهر أفكار المجتمع اليهودين يسألون يسوع عن سبب الولادة اعمى هل هو أخطأ كيف وهو لم يولد بعد ام أبواه كيف وهل يفتقد الرب العادل ذنوب الأباء في البنين؟ وكأن الإدانة امتدت من تشويه الإنسان لأخيه الإنسان إلى تشويه لله ذاتهّ!!

2 وجيران يعرفون الرجل مذ كان صبيا ويرونه كل يومنة يشككون هل هو ذاته ام آخر يشبهه ويرفضون قبوله مبصراً وكأن قبولهم لأخيهم مشروط بكونه أعمي يستجدي صدقتهم وعطفهم أما مبصر يبادلهم علاقة الند بالند فكلا

 3- ووالدين يخشون قول الحق ومواجهة الموقف فيتهربون من الإجابة على سؤال تبدو فيه الإجابة ابلغ من شمس نهار صيف

4-وفَرِّيسيّونَ يسألون الرجل أيضاً وأيضًا كيفَ أبصَرَ، والرجل يحكي ويقص بالتفصل وهم مصرون أن يصلوا به لإلى إدانة وتجريم مَن فتح عينيه….أناس نراهم في الإنجيل دوما متربصون متضايقون من وجود الله معهم ” كوكيل إإتمنه سيده وترك له الوكالة فاعتاد التحكم والأمر والنهي لدرجة انه لم يعد يستثيغ وجود صاحب الوكالة بل ينتقده ويتتآمر عليه ويرفضه. هم دوما حذروون متربصون متاففون يدرسون المعجزات لا من وجهة نظر الله  الذي تدخل فشفى وحل واقام وانار وواطلق بل من وجهة نظر شريعة تربط وتحد وتكتف وتقيد وتلزم وتجبر بلا أي وجه حق

5- ورؤساء كهنة أفنوا الدهر وإلى اليوم ينتظرون مجيء المسيا وعندما جاء تربصوا به في كل خطوة ورفضوه في كل موقف وادانوه في كل معجزة ولم يهدأ لهم بال  إلا حين قتلوه!!!!! وحتى بعد ان قتلوه معلقا على صليب حرسوا قبره وخافوا منه ميتاً ……..

وفي معجزة اليوم نرى إصبع الإتهام والبحث والتساؤل تدور كلها ليس حول المعجزة المبهرة الخلاقة فهي لا تحتل لديهم أي موقع بل حول السبت والكم والكيف ..

جاء المسيح اليوم ليغيير هذه الصورة تماماوكما تابعناه على مدار الصوم يكشف لنا كل احد المزيد:

في إنجيل التجارب: ليس المهم الحاجة بل  الطاعة لكلمة الرب ووصيته

وفي إنجيل “الأب الرحيم”- “الإبن الضال”ليس المهم خطايا افبن بل غفرانى الأب

وفي إنجيل السامرية ليس التركيز على خطايا المراة بل على غفران الرب وقبوله

كذا في إنجيل مخلع بيت حسداك ها قد شُفيث  فلا تعد تخطأ ….

اما إنجيل اليوم فيرينا عمل الخالق فينا أنه مستعد ان يصنع من جديد طينا ويعيد خلق ما فسد فينا ليردنا إلى نوره العجيب.

ها هو نور العالم اليوم يدعونا عبر الإغتسال بمعمودية الكنيسة المبعوثة  المرسلة  الموفدة إلى الدنيا لتتم عمل الخلاض الذي بداه يسوع وأكمله على الصليب وترك للكنيسة مهمة قبول كل من يقبله…فهل نحن على استعداد للتحرك بأدراننا متوجهين إلى مبعوثة العهد الجديد للنال النور والغفران ام سنظل نبحث وننقب في القشور وننتحدث ونتناقش في الشكل والكيفية ؟؟؟؟

اما الرب فمازال إلى اليوم يفتش عنا ويدعونا أن نفتح اعيننا على عمله فينا.