عود إلى الويلات

تأمل في قراءات الأثنين 16 يونيه 2014 الموافق 22 من بؤونة 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“ويلٌ لكُمْ أيُّها الكتبةُ والفَرِّيسيّونَ المُراؤونَ! لأنَّكُمْ تأكُلونَ بُيوتَ الأرامِلِ، ولعِلَّةٍ تُطيلونَ صَلَواتِكُمْ. لذلكَ تأخُذونَ دَينونَةً أعظَمَ. ويلٌ لكُمْ أيُّها الكتبةُ والفَرِّيسيّونَ المُراؤونَ! لأنَّكُمْ تطوفونَ البحرَ والبَرَّ لتكسَبوا دَخيلاً واحِدًا، ومَتَى حَصَلَ تصنَعونَهُ ابنًا لجَهَنَّمَ أكثَرَ مِنكُمْ مُضاعَفًا. ويلٌ لكُمْ أيُّها القادَةُ العُميانُ! القائلونَ: مَنْ حَلَفَ بالهيكلِ فليس بشَيءٍ، ولكن مَنْ حَلَفَ بذَهَبِ الهيكلِ يَلتَزِمُ. أيُّها الجُهّالُ والعُميانُ! أيُّما أعظَمُ: ألذَّهَبُ أمِ الهيكلُ الذي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ ومَنْ حَلَفَ بالمَذبَحِ فليس بشَيءٍ، ولكن مَنْ حَلَفَ بالقُربانِ الذي علَيهِ يَلتَزِمُ. أيُّها الجُهّالُ والعُميانُ! أيُّما أعظَمُ: القُربانُ أمِ المَذبَحُ الذي يُقَدِّسُ القُربانَ؟ فإنَّ مَنْ حَلَفَ بالمَذبَحِ فقد حَلَفَ بهِ وبكُلِّ ما علَيهِ! ومَنْ حَلَفَ بالهيكلِ فقد حَلَفَ بهِ وبالسّاكِنِ فيهِ، ومَنْ حَلَفَ بالسماءِ فقد حَلَفَ بعَرشِ اللهِ وبالجالِسِ علَيهِ. ويلٌ لكُمْ أيُّها الكتبةُ والفَرِّيسيّونَ المُراؤونَ! لأنَّكُمْ تُعَشِّرونَ النَّعنَعَ والشِّبِثَّ والكَمّونَ، وترَكتُمْ أثقَلَ النّاموسِ: الحَقَّ والرَّحمَةَ والإيمانَ. كانَ يَنبَغي أنْ تعمَلوا هذِهِ ولا تترُكوا تِلكَ. أيُّها القادَةُ العُميانُ! الذينَ يُصَفّونَ عن البَعوضَةِ ويَبلَعونَ الجَمَلَ. ويلٌ لكُمْ أيُّها الكتبةُ والفَرِّيسيّونَ المُراؤونَ! لأنَّكُمْ تُنَقّونَ خارِجَ الكأسِ والصَّحفَةِ، وهُما مِنْ داخِلٍ مَملوآنِ اختِطافًا ودَعارَةً. أيُّها الفَرِّيسيُّ الأعمَى! نَقِّ أوَّلاً داخِلَ الكأسِ والصَّحفَةِ لكَيْ يكونَ خارِجُهُما أيضًا نَقيًّا. ويلٌ لكُمْ أيُّها الكتبةُ والفَرِّيسيّونَ المُراؤونَ! لأنَّكُمْ تُشبِهونَ قُبورًا مُبَيَّضَةً تظهَرُ مِنْ خارِجٍ جَميلَةً، وهي مِنْ داخِلٍ مَملوءَةٌ عِظامَ أمواتٍ وكُلَّ نَجاسَةٍ. هكذا أنتُمْ أيضًا: مِنْ خارِجٍ تظهَرونَ للنّاسِ أبرارًا، ولكنكُمْ مِنْ داخِلٍ مَشحونونَ رياءً وإثمًا. ويلٌ لكُمْ أيُّها الكتبةُ والفَرِّيسيّونَ المُراؤونَ! لأنَّكُمْ تبنونَ قُبورَ الأنبياءِ وتُزَيِّنونَ مَدافِنَ الصِّدِّيقينَ، وتقولونَ: لو كُنّا في أيّامِ آبائنا لَما شارَكناهُمْ في دَمِ الأنبياءِ. فأنتُمْ تشهَدونَ علَى أنفُسِكُمْ أنَّكُمْ أبناءُ قَتَلَةِ الأنبياءِ. فاملأُوا أنتُمْ مِكيالَ آبائكُمْ. 33أيُّها الحَيّاتُ أولادَ الأفاعي! كيفَ تهرُبونَ مِنْ دَينونَةِ جَهَنَّمَ؟ لذلكَ ها أنا أُرسِلُ إلَيكُمْ أنبياءَ وحُكَماءَ وكتَبَةً، فمِنهُمْ تقتُلونَ وتصلِبونَ، ومِنهُمْ تجلِدونَ في مجامعِكُمْ، وتطرُدونَ مِنْ مدينةٍ إلَى مدينةٍ، كَيْ يأتيَ علَيكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكيٍّ سُفِكَ علَى الأرضِ، مِنْ دَمِ هابيلَ الصِّدِّيقِ إلَى دَمِ زَكَريّا بنِ بَرَخيّا الذي قَتَلتُموهُ بَينَ الهيكلِ والمَذبَحِ. الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ هذا كُلَّهُ يأتي علَى هذا الجيلِ! (متى 23: 14- 36).

نص التأمل

عود إلى الويلات

بعد ماراينا وعاينا وسمعنا وشاهدنا في احداث الفداء من الصلب إلى القيامة

ومن الصعود إلى حلول الروح القدس يحق علينا الويل والويلات إذا لم نؤمن ونعترف ونمجد

مشكله هؤلاء اليهود الذين يكيل لهم المعلم الويل اليوم

هي نفس مشكلة الكثيرين في الكنيسة والعالم إلى اليوم

ظل هؤلاء ينتظرون يفتشون الكتب ويستدلون منها على زمان ومكان وسمات المسيح الفادي

وراحوا يصرخون ويزرفون المع شوقا وانتظارا لمجيء المسيا مسيح الرب

وخاطبهم المعلم:    بالايات والمعجزات الباهرات القاطعات

بالحجج والبراهين والأدلة

بإبراهيم ابوهم موسى الذي فيه رجاؤهم

بالأنبياء الذين إضطهدوهم وقتلوهم ثم زينوا قبورهم

بالرفق واللين والرأفة والتحنن….

لكنهم أصموا آذانهم وسدوا عيونهم لئلا يبصروا الحق فيخلصوا

وهم في هذا يشبهون صورة إنسان سقط في حفرة وظل يصرخ ويتضرع ويبتهل

وحين أتاه من يمد له يد العون لينتشله من وهدة سقطته

بدا بالتشكك والتساؤل والريبة وكأن الخوف قد إعتراه مما قد يحدث في حياته من تغيير جذري بعد النجاة من الحفرة والخروج إلى الرحب والسعة فقد تعود حياته على هذا المنوال ولم يعد يريد لها حراكا او تغييرا

هكذا كان الكتبة والفريسيون وعلماء الناموس والشريعة  يعرفون كل خطوات ودقائق مجيء المسيا

من مهد مولده في بيت لحم إلى مهد مجده على صليب الجلجثة

سيرا نحو مهد مرقده في البستان وقومته العظيمة

بادق وأوضح تفاصيلها من اسفار موسى ومزامير داوود ونبؤات النبياء

ففي العهد القديم مئات النبؤات عنه وهناك اكثر من  66 ست وستين آية

من العهد القديم موجودة بالنص ومطبقة عن المسيح في العهد الجديد

يعرفونها جيدا ويحفظونها عن ظهر قلب ومع ذلك يرفضون قبول يسوع

تماما كما يعرف الكثير من المسحين وغير المسيحيين من هو الرب يسوع

ومع ذلك راهم يصرون على نكرانه والتصدي له ومستعدون دوما لقتله وصلبه

حتى في داخل الكنيسة غلى اليوم هناك من يرفضه في سبيل الحفاظ على مناصبه ومكاسبه

وهناك من يرفضه ويهلكه عوضا عن هلاك الأمة بأسرها

وهناك من يرفضه لأنه يعلم جيدا أن قبسا واحدا من نور ضياءه

كفيل بان يبدد كل ظلمات الجهل ولفائف الخرافات التي يحصنون أنفسهم بها

لقد جاء المسيح نورا للعالم لكن العيون السقيمة لا  تستطيع أن تقبل بوجوده

فهذا النور يزيغ أبصارها ويكشف أمام الناس حقيقة زيفها

لعل من يقر تأمل الأمس عن العالم المجنون يستطيع بلا شك

أن يفهمتم كم هي معاصرة إلى اليوم تلك الويلات الاليمة

لكن حذار ان يكون في حياتك منها ولو يل واحد…