يو
21/1-14
ظهور يسوع لتلاميذة على الشاطيء
الاب انطونيوس مقار ابراهيم
راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان
اليوم نحن امام ظهور جديد للرب يسوع المسيح من بعد قيامته لتلاميذه القديسين حيث قد قرر سبعة تلاميذ العودة الى مهنتهم فظهر لهم يسوع ليبارك حياتهم وعملهم ويذكرهم بخبرتهم الروحية ويعيد اليهم الثقة بالنفس والثقة به ويؤهلهم من جديد وبشكل جديد لخدمته خدمة الانجيل والكرازة باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا
. إن قرار عودة هؤلاء التلاميذ للعمل لم يكن ناتجاً عن نكسة دينية او هروباً من الخدمة بل نابعاً عن رغبتهم القوية في محاربة الكسل والفراغ في الوقت وقالوا كما في ورد في 1تسا3/8ولا اكلنا خبزاً مجناً من احد بل كنا نشتغل ونتعب ليلاً ونهاراً كي لا نثقل على احدٍ منكم".
قيامة المسيح والانتصار على الفشل
:
ما اصعبها ليلة قضاها التلاميذ على مركب الصيد بعد قرار العودة الى ممارسة عملهم ساهرين باذلين ما وسعهم للوصول الى نتيجة تساعدهم في العيش بكرامة من ثمرة تعبهم ولكن للاسف الشديد قد واجهوا كل فشل وظلت الشباك فارغة ولم يروا امامهم سوى فراغٌ وظلامٌ وكأن كل شيء صار امامهم معادياً ومعاكساً لا بل قاسياً وكم هي المرات التى نتعب فيها ويطول الليل واليأس والالم والاضطراب والقلق والفشل والموت وكم هي المرات التي يرهقنا فيها الكد ونرزح تحت وطأة الفشل وتمزق الظلمات والجفاف الروحي والابتعاد عن النبع الحقيقي لنمو حياتنا
. ومع ذلك بالرغم من علمنا اليقين وظننا في ألمنا وتعبنا وعذابنا وفشلنا وشعورنا كأننا لوحدنا مدوعون بأن لا نيأس ونطرح كل الشكوك والظنون ونثق في أن يسوع المسيح يظهر لنا ويغمرنا بعطفه وحبه وحنانه لأن عينه علينا تحرسنا في دخولنا وخروجنا ويمنه تباركنا بكل بركة سماوية. فهو لايهملنا ولا يتركنا نتخبط في ألمنا وتعبنا وجهادنا يأتي الينا عند بزوغ الفجر حيث يشرق نور المسيح بجسده الممجد الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده(فل3/21)
تعال اليوم ودع يسوع يقترب منك كما فعلت مريم المجدلية واعترفت به قائلة رابوني اي يامعلم ويوحنا الحبيب الذي صرخ وقال انه الرب وبطرس الرسول بكل عنفوانه اعترف وقال ربي وإلهي وهكذا تلميذي عمواس اللذان كانا يتكلمان اقترب منهما يسوع المسيح وصار يمشي معهما
اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم وهو من قال يابني اعطني قلبك ها انا معكم كل الايام والى انقضاء الدهر وعيني عليك من أول السنة الى أخرها
ماذا يقول لنا النص اليوم؟
يؤكد لنا عن حضور المسيح الدائم وسط شعبه
يحول فينا الليل المظلم الى فجرٍ جديدٍ مشرقٍ
نعرفه جيداً عندما ندعوه ان يقترب الينا ونقترب اليه
التأكيد على ضرورة الصلاة والتأمل عند بدء النهار
.العودة الى يسوع وطلب الاستنارة منه والاصغاء الى الهامات الروح
.الثقة في أن يد يسوع المسيح تعمل معنا في اوقات الظلمة والفشل لتحولنا الى نور ونجاح
.الايمان الكامل بأن لا طريق لنا نحو الاب إلا يسوع القائل
" انا هو الطريق والحق والحياة.الكشف عن محبة الله الكاملة والشاملة لارادة الانسان وعقله وهذا الكشف يجعلني أسلم ارادتي لإإرادته ويصير الله قريب مني
.التطلع الى الامام وعدم الالتفات الى الوراء للإمتلاء من نور المسيح الذي يبدد كل ظلمة في حياتي
.القدرة على تسليم اموري للمسيح وعيش الفرح الكامل وقبول كل شيء منه وكأنه موهبة أو عطية منه
.صلاة ختامية
:أيها الرب يسوع المسيح يامن ظهرت لتلاميذك وهم يعودون الى عملهم مهنة الصيد ودوعتهم وباركتهم وحولت فيهم كل قلق واضطراب وخوف وظلام الى هدوء واستقرار وشجاعة ونور فعرفوك انت رب واله ومخلص ندعوك اليوم أن تأتي الينا وتنزع منا مخاوفنا وشكوكنا ويأسنا وتحول ليلينا المظلم الى نهار مشرق وافض في قلوبنا النعمة حتى ننتصر بك وتكون لنا الحياة فيك لك المجد الى الابد أمين
.