البابا إلى السفير العراقي

"يشكل المسيحيون أقلية صغيرة من شعب العراق، إلا أنهم يقدمون إسهامًا قيّمًا لإعادة بناء البلاد ولنهوضها الاقتصادي"

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الجمعة 2 يوليو 2010 (Zenit.org).

رحب بندكتس السادس عشر اليوم الجمعة بالسفير الجديد للجمهورية العراقية لدى الكرسي الرسولي، السيد حبيب محمد هادي علي الصدر الذي زار قداستَه اليوم ليقدم أوراق اعتماده.

وقال البابا في معرض كلمته: "لقد قدم الشعب العراقي في 7 مارس علامة واضحة إلى العالم بأسره معبرًا عن رغبته برؤية نهاية العنف وعن خياره لدرب الديمقراطية، التي يتمنى من خلالها أن يعيش العراقيون بالتناغم بعضهم مع بعض، في إطار مجتمع عادل، تعددي ومنفتح".

وعبر البابا عن إعجابه بالشعب الذي رغم التهديد والتخويف الذي تعرض له لم يتردد في المشاركة في الحملة الانتخابية بأعداد كبيرة.

وتمنى الأب الأقدس أن يتم تكوين الحكومة الجديدة بسهولة كبيرة لكي يعيش الشعب العراقي بأمان أكبر  ويحقق توازنًا وثباتًا أمنيًا ضروريًا لعيش الأمة.

هذا وأكد بندكتس السادس عشر للسفير العراقي ولجميع العراقين قرب الكرسي الرسولي من العراقيين وتقديمه كل العون الممكن لكي "يستعيد العراق دوره الرائد في المنطقة التي تقدم الكثير للمجتمع الدولي".

وذكر بأنه يترتب على الحكومة الجديدة أن تهتم بأولوية تأمين الأمن للشعب، وخصوصًا للأقليات، لافتًا إلى أن الكرسي الرسولي يتقاسم مع الحكومة العراقية قناعتها بأن يبقى المسيحيون في أرضهم العريقة، وأنه يجب على الذين هاجروا أن يعودوا أدراجهم إلى أرض إبراهيم، التي أقام فيها المسيحيون منذ فجر المسيحية.

وشدد البابا على أن المسيحيين، "رغم أنهم يشكلون أقلية صغيرة من شعب العراق، إلا أنهم يقدمون إسهامًا قيّمًا لإعادة بناء البلاد ولنهوضها الاقتصادي من خلال التزامهم بالتربية وبالعناية الصحية، بينما يقدم التزامهم في المشاريع الإنسانية عناية ضرورية جدًا لبناء المجتمع".

ولكن لكي يقوم المسيحيون العراقيون بدورهم الإيجابي، لا بد لهم أن يشعروا بالأمن ليرجعوا إلى بيوتهم.

وذكر البابا بأسف أن الكثيرين ممن اختاروا درب اللاعنف في عراق السنوات الأخيرة ذهبوا ضحايا "أعمال عنف جبانة"، ذاكرًا رئيس الأساقفة بولس فرج راحو والأب رغيد غني وغيرهم ممن سيبقوا "نماذج نيرة للحب الذي قادهم إلى أن يقدموا حياتهم لأجل الآخرين".

وصلى البابا لكيتكون تضحياتهم، وتحيات الكثير مثلهم منهلًا يقوي في الشعب العراقي الالتزام الأخلاقي الضروري لكي تكون البنى السياسية بنى عدالة أكبر.

البابا يحث على الاسراع في تشكيل الحكومة العراقية

الفاتيكان (2 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
أكد البابا بندكتس السادس عشر على الضرورة الملحة لتشكيل حكومة جديدة في العراق، مشدداً على أهمية توفير الأمن للمواطنين، لاسيما الذين يدينون منهم بالمسيحية

وقال البابا لدى استقباله اليوم السفير العراقي الجديد لدى الكرسي الرسولي حبيب محمد هادي علي الصدر بمناسبة تقديم أوراق اعتماده "ينبغي المضي قدماً وبسرعة في عملية تشكيل حكومة جديدة، بحيث تتحقق إرادة الشعب في عراق موحد وأكثر استقراراً" مشيداً "بالشجاعة العظيمة" التي أبداها العراقيون خلال الانتخابات التي جرت في شهر آذار/مارس الماضي

وفي سياق متصل، قال بندكتس السادس عشر "إن المسيحيين في العراق بحاجة إلى معرفة أن هناك الآن أمان بالنسبة إليهم سواء في البقاء أو العودة إلى ديارهم " وأضاف "إنهم بحاجة الى ضمانات بأن ممتلكاتهم ستتم إعادتها وأن حقوقهم سيتم الذود عنها" حسب تعبيره

ودعا البابا إلى احترام حقوق الانسان "في القوانين والممارسة" كي يكون المجتمع العراقي "سليماً" مشدداً على "صدارة حرية الدين والمعتقد ، لأنها تمكن المواطنين من العيش وفقا لكرامتهم المنبثقة من كونهم ولدوا وفق صورة خالقهم الإلهي" وأضاف "لذلك آمل وأصلي ألا تكون هذه الحقوق مدرجة فقط في التشريع، بل ومنتشرة ومتغلغلة في نسيج المجتمع" على حد قوله.