روسيا: 67 عملية إجهاض لكل 100 ولادة

قلق الديمغرافيين

روما، الثلاثاء 13 يوليو 2010 (Zenit.org)

– في روسيا، تظهر إحصائيات حصول 67 عملية إجهاض لكل 100 ولادة، حسبما تفيد Gènéthique، الموجز الصحفي لمؤسسة جيروم لوجون. وتثير هذه المعطيات قلق الديمغرافيين.

فيما كانت روسيا تحتفل في الثامن من يوليو 2010 بالدورة الثالثة لـ "يوم العائلة والمحبة والإخلاص"، يشعر بعض الديمغرافيين بالقلق حيال نسبة الولادات الضئيلة في البلاد، إذ تسجل 67 عملية إجهاض لكل 100 ولادة جديدة.

لا تضم هذه البلاد الشاسعة إلا 26 مليون طفل. وحالياً، يعيش 20% من الأزواج الروس من دون أطفال. سنوياً، تشهد البلاد أكثر من مليوني عملية إجهاض. وكثيراً ما تخضع شابات لهذه العمليات: خلال سنة 2009، أجريت حوالي 90000 عملية من إيقاف الحمل الطوعي لنساء تقل أعمارهن عن 19 سنة، بحسب بافيل أستاكوف، الممثل عن حقوق الطفل لدى الرئيس الروسي. أما الدولة فلا تحرك ساكناً أمام هذه المشكلة، حسبما تلاحظ إيلينا ميزولينا، رئيسة لجنة جمعية شؤون العائلة والمرأة والطفل.

خلال الحكم السوفياتي، تظهر إحصائيات أن النساء "كن يخضعن لخمس عمليات إجهاض على الأقل في المرحلة الأولى من الحمل". حالياً، لا يعود بالضرورة عدد عمليات الإجهاض المرتفع إلى أسباب اجتماعية واقتصادية بحسب الصحافية أولغا سوبوليفسكايا. على الرغم من أن العام 2009 سجل أعلى معدل ولادات (1746000) منذ سنة 1991، إلا أن الديمغرافيين يحافظون على تيقظهم. إن كانت المساعدة الاجتماعية والمالية التي تقدمها الدولة تحث بعض العائلات على إنجاب الأطفال، فإن الأوضاع الاقتصادية ليست حاسمة بشأن التنظيم الأسري إلا لـ 8% من العائلات، بحسب سيرغي زاكاروف، المدير المعاون في معهد الديمغرافيا التابع لكلية الاقتصاد.

إنها أسباب إيديولوجية تحث منذ 20 سنة الأزواج على رفض إنجاب الأطفال. بعد إدخال "قيم غربية" إلى روسيا، يوضح سيرغي زاكاروف أن القادرين على الإنجاب مهتمون بأولويات أخرى منها مهنتهم. كما أن نقل "القوالب النمطية العائلية" توضح تراجع الولادات، فالطفل الوحيد لا يرغب ربما في إنجاب عدة أطفال. بشكل عام، تعتبر ولادة طفل ثالث غير مرغوب فيها.

في سبيل تلافي عمليات الإجهاض، يتمنى بعض الخبراء أن يعمل علماء النفس والأطباء والمساعدون الاجتماعيون مع الشباب في المدارس، وفي خدمات الطب النسائي وعلم التوليد، وفي خدمات المساعدة النفسية. هذا وتشمل مناطق روسية عدة جمعيات دعم للنساء الحوامل اللواتي يعانين من مشاكل.

حالياً، تمارس عيادات الإجهاض الخاصة إنهاء طوعياً للحمل بلا انقطاع وعلى مدار الساعة. كما تغص معظم وسائل الإعلام بإعلانات هذه "المصانع"، حتى أنها تقول أن "عمليات الإجهاض في المرحلة الأولى من الحمل تبقى الوسلية الأساسية للتنظيم الأسري في روسيا".

وتعتبر إيلينا ميزولينا أن إمكانية الإجهاض من دون قيود حتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل هي غير مقبولة. وتتحدث عن وسائل ملموسة للمساعدة على الحد من عمليات الإجهاض، من بينها جعل الأم تستمع إلى نبضات قلب طفلها. حالياً، قد تعمل جماعة وزارية على مشروع قانون.

مصادر: ريا نوفوستي (أولغا سوبوليفسكايا) 08/07/2010