الجسد عطية والتزام في الندوات التكوينية بأسيوط

 

    خاص بالموقع

في خطوة جريئة مناسبة لمواجهة تحديات عصرنا، اختار مكتب التعليم المسيحي بمطرانية الأقباط الكاثوليك بأسيوط موضوع جريء للندوات التكوينية الصيفية للشباب والتي تعقد سنويا. وقد اختار المنسقون بالمكتب موضوع الجسد عطية والتزام إيماناً منهم باحتياج الشباب لمناقشة مثل هذا الموضوع من جميع النواحي حتى يستقي الشباب قيمهم ومفاهيمهم من الكنيسة ويُقوّموا آرائهم التي تأثرت إلى حد كبير بالعالم المعاصر الذي انفلتت فيه الكثير من القيم والمبادئ واختلطت فيه أمور كثيرة تخص الجسد والروح.

وندوات التكوين الديني هي ندوات سنوية بدأت منذ عام 1990 بايبراشية أسيوط، وهذا العام أضيفت إليها مرحلة جديدة ضمن مراحل تطور هذه الندوات مع ندوة خاصة لسن ثانوي يُناقش فيه ذات الموضوع ولكن بطريقة أكثر تناسباً مع هذا العمر.

ندوات الصيف التكوينية هذا العام ضمت أكثر من 600 شاب وفتاة من ضمنهم المرحلة الثانوية، وتُعرف هذه الندوات بشهرتها التكوينية الواسعة على مستوى الكنيسة الكاثوليكية في مصر. حيث أن الأنبا كيرلس وليم يعمل جاهداً كل عام مع المنسقين في مكتب التعليم المسيحي المسئول عن الندوات إيماناً منه بدور التكوين في حياة العلمانيين بالكنيسة. وفي مقابلة له مع وكالة زينيت أشار الأنبا كيرلس إلى أهمية الندوات حيث قال: "قناعتي الشخصية هي أن التكوين  الخاص بالعلمانيين  يمثل مستقبل حضور الكنيسة".

خلال الندوات التي بدأت 5 يوليو والمستمرة مع الندوة الأخيرة هذه الأيام تباينت ردود أفعال الشباب حوّل موضوع الندوات الجسد عطية والتزام والذي ناقش بطريقة مباشرة مشاكل الشباب الروحية والجسدية وعلاقة الجنس بهما. والطابع الذي طغى في الندوات الخاصة بالشباب هو طابع ايجابي وامتنان منهم للكنيسة الكاثوليكية الأم بأسيوط للعمل على توعيتهم روحيأ وجسدياً في هذا الاتجاه. حيث أنهم استوعبوا أهمية الجسد وصورته في حياة الإنسان كجسد مقدس عطية من الله، وكجسد مقدس نحن مؤتمنون عليه، وعلى كل إنسان مسئولية كاملة اتجاه جسده. وقد جاءت المحاضرات في تنسيق متسلسل يُناقش فكرة الجسد والجنس بالكتاب المقدس وكيفية تطبيقها إيمانيا في الحياة.

خلال الندوات تواجد الآباء المسئولون الأب دانيال لطفي، والأب توماس وليم بشكل متواصل مع الشباب، حيث كانا حاضران طوال الأيام بدون انقطاع في تواصل جميل مع الشباب مستجيبان لأي تساؤل، بجانب إلقاءهما محاضرتان من أقوى المحاضرات خلال الأربع ندوات المنعقدة.

كانت بالندوات هذا العام مفاجئتان الأولى قرار الأنبا كيرلس وليم بأن تُعقد الندوات هذا العام بدار أم المحبة الإلهية للضيافة بقرية دير درنكة، وهذه الدار هي دار جديدة للضيافة العامة والخاصة. وهي دار مؤسسة على طراز حديث، وموقعها بجانب مزار السيدة العذراء للآباء الفرنسيسكان. وقد أعطى موقعها جواً روحياً للندوات هذا العام. كما كانت ردود أفعال الشباب بتميز هذه الدار بمساحتها وإمكانياتها والبعد عن ضجة الدار السابقة بوسط محافظة أسيوط . وكان من الواضح نجاح اليوم الأخير في كل ندوة وهو اليوم المخصص للصمت ورتبة التوبة، حيث أشاد الأب توماس في نهاية كل ندوة بالتزام الشباب بفحص الضمير والإقبال على سرّ الاعتراف بنسبة تزيد عن الأعوام السابقة. أما المفاجئة الثانية كانت بحضور النجمة الشابة منة شلبي بصحبة الأب بطرس دانيال الفرنسيسكاني يوم الخميس الماضي 15 يوليو أثناء الندوة الثانية للشباب، حيث تناولوا في لقاءها أسئلة تخص رأيها الشخصي ببعض الأمور المتعلقة بالتمثيل والإباحية في الفن، وقد أضفى حضورها بعض البهجة للشباب.

ختاماً شكر خاصمن شباب ايبراشية الأقباط الكاثوليك بأسيوط  للأنبا كيرلس وليم على اهتمامه المتواصل والفعّال للشباب طوال مدة خدمته بأسيوط وتمنياتنا له بدوام العطاء بنعمة إلهنا يسوع. وأيضاً شكر خاص للأب دانيال لطفي والأب توماس وليم والأب متاوس أديب على محبتهم الدائمة ومجهودهم المتفاني في التربية الروحية للشباب ولكل منهم التقدير والاحترام منّا.

 \"\"

                                                                      بقلم/ رشا ارنست

محررة قسم الأخبار بالموقع

تصوير/ سامي حربي