كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

خاص بالموقع –2 أغسطس 2010

 

أيها الأخوة والأخوات،

نتذكر في هذه الأيام عيد بعض القديسين.

أمس ذكرنا القديس اغناطيوس لويولا مؤسس جمعية اليسوعيين، والذي عاش في القرن السادس عشر، وقد تاب من خلال قراءة حياة المسيح وحياة بعض القديسين خلال فترة مرضه الطويلة في المستشفى بسبب إصابته في معركة. لقد لمسته بقوة هذه الصفحات لدرجة أنه قرر إتباع الرب.

اليوم نحن نتذكر القديس ماري الفونسو دي ليجوري، مؤسس Redemptorists، والذي عاش في القرن الثامن عشر وأُعلن شفيعا للمعترفين من قبل البابا بيوس الثاني عشر، طيب الذكر. وقد وصل إلى اليقين بأن الله يريد أن يصبح الجميع قديسين، كل بحسب وضعه.

في هذا الأسبوع يقدم لنا الطقس الكنسي سانت يوسابيوس، أول أسقف لمدينة بيدمونت، وأقوى المدافعين عن لاهوت المسيح.

وأخيرا، حياة القديس جان ماري دي فياني، خوري آرس، الذي قاد بمثله الكهنوتي السنة الكهنوتية التي انتهت لتوها، والذي نطلب شفاعته مجددا لأجل جميع رعاة الكنيسة.

إن الرابط المشترك بين جميع القديسين هو التزامهم بخلاص النفوس وخدمة الكنيسة، كل حسب موهبته، مساهمين في تجديد الكنيسة وإثراءها. فهم أناس حصلوا على القلب "الحكيم" (مز 89.12)، وسعوا إلى تخزين الكنوز التي لا تَفسد، نابذين كل الأشياء التي تزول وتفسد مع الزمان والتي لا رجاء فيها: السلطة، والثروة، والشهوات الزائلة. فباختيارهم لله قد حصلوا على كل ما هو ضروري، وتذوقوا الأبدية في حياتهم الأرضية (انظر اكليس، 1-5).

في إنجيل يوم الأحد هذا، نجد تعليم يسوع عن الحكمة الحقيقية انطلاقا من سؤال شخص من الجموع: "يا معلم، قلّ لأخي أن يقتسم معي الميراث" (لوقا 12:13). فجاءت إجابة يسوع لتحذر المستمعين مع جشع الرغبة في الممتلكات الدنيوية، عن طريق مثل "الغني الغبي"، الذي بعد أن اعتمد على محاصيله الوافرة، فكر في ذاته بالتوقف عن العمل، والتمتع بما عنده، ظنا منه بأنه قادر حتى على الهروب من الموت. ولكن الله قال له: "يا غبي، في هذه الليلة سوف تُؤخذ حياتك منك، فالذي أعددته لمن سيكون؟" (لوقا 13:20). والرجل الأحمق في الكتاب المقدس هو الذي لا يريد أن يدرك، ولا حتى من تجربة الأشياء المرئية، أن لا شيء يدوم، وأن كل شيء للفناء: فترة الشباب والقوة البدنية والراحة وأدوار السلطة. وبالتالي فإن جعل الحياة تقوم وتعتمد على الأشياء العابرة، هو حماقة. في حين أن الرجل الذي يثق في الرب، هو شخص لا يخشى محن الحياة، ولا حتى حقيقة الموت، التي لا مفر منه: إنه الإنسان التي حصل على القلب "الحكيم"، كما هو الحال بالنسبة للقديسين.

وختاما نوجه صلواتنا إلى مريم، كلية القداسة، ونريد أن نتذكر بعض الأحداث الهامة:

غدا سيكون ممكنا الحصول على غفران Porziuncola أو "غفران أسيزس"، والذي مُنح  للقديس فرنسيس الأسيزي عام 1216 من قبل البابا أنوريو الثالث؛

يوم الخميس 5 أغسطس، سيتم الاحتفال بذكري تكريس بازيليك القديسة ماريا ماجيوري (مريم العظمى)، وتكريم والدة الإله، كما أعلنها مجمع أفسس في 431؛

ويوم الجمعة القادم، يوم ذكرى انتقال البابا بولس السادس، سيتم الاحتفال بعيد التجلي الإلهي، والذي ظهر في الشرق في القرن الخامس، وبعد ألف سنة امتدد إلى الكنيسة الجامعة من قبل البابا كاليستو الثالث Callistus. وقد تم اختيار تاريخ 6 أغسطس، نظرا لوصول "نور الصيف" إلى ذروته، وبالتالي كدلالة على أن بهاء وجه المسيح الذي ينير العالم كله.

 

ترجمة موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي

قام بالترجمة: الأب د. يوأنس لحظي جيد

3 أغسطس 2010