العذراء مريم المنزهة من الخطيئة الأصلية

 

في التقاليد الكتابية والآبائية والقبطية الأرثوذكسية والإسلامية

 

 خاص بالوقع –

كنت ذات مرة أتجول في إحدى المكتبات فلفت نظري كتيبًا بعنوان: «العذراء مريم الأقنوم الرابع في الكنيسة الكاثوليكية» وأخذت أتصفح هذا الكتاب من فهرسه ثم المقدمة ثم الخاتمة فاندهشت من الكلام المسطر… فلم أصدق إدعاء هذا المكتوب بأن الكنيسة الكاثوليكية تعتبر مريم العذراء الأقنوم الرابع، لاسيما الإضافات العقائدية التي أبدعتها الكنيسة الكاثوليكية، بحسب الكاتب، كعقيدة أن بابا روما معصوم من الخطأ، والتي ظهرت في القرن 19… وكلها إدعاءات تؤكد أن كاتب هذا الكتيب يجهل تماما الفكر اللاهوتي الكاثوليكي والتقليد الكنسي المقدس.

 

أ- تعريف العقيدة:

هي حقيقة من حقائق الإيمان، يتضمنها الوحي، تعرض في الكنيسة وبواسطتها، إما بتعليم السلطة العادية والشاملة والعقائد مثل: التجسد، ألوهية المسيح، الثالوث، الأسرار السبعة، الحبل بلا دنس، الشفاعة، القيامة….

فمثلاً: عندما أخذ آريوس الذي ولد في ليبيا (256-336) وتتلمذ عن يد لقيانوس من مدرسة أنطاكيا الشهيرة، في أواخر القرن الثالث فبدأ يقول آريوس في مدينة الإسكندرية أن الآب، وهو جوهر الفرد، لم يولد ولم يلد، والابن، وهو مولود قبل الدهور أيّ مصنوع قبل سواه من الخلائق، والروح القدس، وهو الذي بعد الابن أو خليقة الابن الأولى، ثالوث متدرج، لا مساو في الجوهر الواحد…فانتشرت هذه البدعة بين المؤمنين…

فرأي الإمبراطور قسطنطين، بالاتفاق مع الحبر الروماني البابا سلفستروس الأول، وأوسيوس أسقف قرطبة بأسبانيا، أن يدعو إلى مجمع مسكوني فانعقد في نيقيا سنة 325 بحضور بطريرك الإسكندرية الكسندروس، ومعه شماسه أثناسيوس، وبحضور 318 أسقفًا معظمهم من الشرق وقد قرروا: « نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر» بالإضافة إلى ذلك حرم آريوس والذين تبعوه. فهذا لا يعني أنّ يسوع المسيح قبل سنة 325 ليس أزليًّا وليس إلهًا.

مثال آخر:- عندما بدأ نسطوريوس في عظاته يرفض لقب والدة الإله لأمّنا مريم العذراء فعقد مجمع مسكوني في أفسس سنة 431، وحضره مائتي أسقفًا وقرروا الأمومة الإلهية للسيدة العذراء. فهل العذراء مريم قبل ذلك ليست حاملة الإله المتجسد؟…

 وفي حبرية قداسة البابا بيوس 9 (1846-1878) أعلن قداسته عقيدة براءة أمنا مريم العذراء من الخطيئة الأصلية في يوم 8 من شهر ديسمبر لسنة 1854. وها نص العقيدة الذي أعلنه البابا من على السدة البطرسية:-

تحديد الحبل الطاهر

«…إكراما للثالوث المقدس غير المنقسم، ولمجد العذراء أم الله وفخرها، ورفع شأن الإيمان الكاثوليكي ونمو الديانة المسيحية بسلطان ربنا يسوع، والرسولين المغبوطين بطرس وبولس، وبسلطاننا نحن، نعلن ونقر ونحدد أن العقيدة التي تقول بأن مريم المغبوطة، قد عصمت من كل دنس للخطيئة الأصلية، منذ اللحظة الأولي للحبل بها، بنعمة وحظوة خاصة من الله القدير، نظرا إلي استحقاقات يسوع المسيح مخلص الجنس البشري، هي عقيدة أوحى بها الله، وهكذا يجب أن يعتقدها كل المؤمنين بثبات وفي كل حين ». فهل هذا يعني أن عقيدة الحبل بلا دنس لم تكن موجودة؟..

فشرح عقيدة الحبل بلا دنس هو كالتالي:

1- اللحظة الأولي هي اللحظة التي خلق الله فيها النفس ونفخها في المادة الجسدية.

2- والخطيئة الأصلية، بحسب التقليد الكنسي الغربي، تعني الخلو من النعمة المبررة بسبب خطيئة آدم وحواء. وقد ظلت مريم مصونة من هذا النقص، بحيث أنها دخلت إلى العالم وهي في حالة النعمة.

3- العصمة من الخطيئة الأصلية كانت لمريم هبة استثنائية من الله، لم يعط إلا لها، نظرا لاستحقاقات ابنها يسوع المسح، أي أن المسيح هو دائما معطي الفداء وسببه.

4- العلة الفاعلة للحبل بمريم البريئة من الدنس هي الله القدير.

5- العلة الإستحقاقية هي استحقاقات يسوع المسيح الفدائية. ينتج من ذلك أن مريم كانت بحاجة إلي الفداء، وقد افتديت فعلا. فهي كانت خاضعة، نتيجة لأصلها الطبيعي، لضرورة الخطيئة الأصلية، مثل أبناء آدم جميعا إلا أنها، بتدخل خاص من الله، قد وقيت من دنس الخطيئة الأصلية. هكذا افتديت مريم بنعمة المسيح، ولكن بصورة أكمل من سائر البشر، إذ بينما هؤلاء تحرروا من الخطيئة الأصلية الموجودة فيهم، نالت هي الوقاية من أصابتها. وعقيدة الحبل بمريم البريء من دنس الخطيئة الأصلية لا تناقض شمول الخطيئة الأصلية وحاجة الجميع إلي الفداء.

6- العلة الغائية (القريبة) للحبل بمريم البريء من الدنس هي أمومتها الإلهية[1].

7- تقوم هذه العقيدة على تأكيد أن السيد المسيح جاء إلى العالم بدون أن يحمل الخطيئة الأصلية من بطن أمه، وبالتالي فهي تأكيد على "سمو المسيح" عن ريق طهارة البطن الذي جاء منه إلى العالم. وبكلمة أخرى هي عقيدة تخص المسيح أولا ثم العذراء ثانياً.

ب- عصمة الحبر الروماني من الخطأ في حالة إعلان العقيدة فقط لا غير:-

يبدو أن الكاتب قد فهم بطريقة غير صحيحة هذه العقيدة الكاثوليكية أو أخذ النصف الأول منها دون أن يكمل باقي هذه العقيدة. فالحبر الروماني (بابا الكنيسة الكاثوليكية) هو معصوم من الخطأ في حالة إعلان العقيدة أيّ التي تختص بالإيمان أو الأخلاق ( بعد أن تدرس العقيدة من المتخصصين لها من الوحي الإلهي والتقليد الكنسي وآباء الكنيسة الغربيين والشرقيين) ولها ثلاث شروط ألا وهي[2]:-

1- أن يعلن الحبر الروماني عن حقيقة إيمانية أو أخلاقية.

2- أن يعلنها الحبر الروماني من علي السدة البطرسية.

 3- أن يعلنها الحبر الروماني أمام جميع الكرادلة، والأساقفة، والمطارنة، والكهنة، والرهبان، والراهبات، وجمهور مؤمني الكنيسة شرقًا وغربًا.

وهذه العقيدة استخدمت مرتين في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وهما:-

1- عندما أعلن الحبر الروماني" بيوس 9" عقيدة الحبل بلا دنس في يوم 8 ديسمبر لسنة 1854.

2- عندما أعلن الحبر الروماني" بيوس 13" عقيدة انتقال أمنا مريم العذراء بالنفس والجسد إلى المجد السماوي.في أول نوفمبر لسنة1950.

 

أولا :- عقيدة الحبل بلا دنس في التقليد الكتابي :-

مما يدو للدهشة أن الكاتب يدعي في كتيبه أن هذه العقيدة غير موجودة في الكتاب المقدس، وكأن اسم كل العقائد يجب أن يجد حرفيا في الكتاب المقدس، في ذلك تناسي إن الكتاب المقدّس لا يذكر لفظة الثالوث أو الأسرار السبعة أو الأقانيم الثلاثة أو العذراء مريم والدة الإله أو لفظة ألوهية الروح القدس… وهي عقائد ثابتة في الكنائس الرسولية حتى وإن لم توجد اسمائها حرفيا ولكن هناك آيات تدل علي وجود هذه العقائد.

في العهد القديم وخاصة في سفر التكوين 3/15 «وأَجعَلُ عَداوةً بَينَكِ وبَينَ المَرأَة وبَينَ نَسْلِكِ ونَسْلِها فهُوَ يَسحَق رأسَكِ وأَنتِ تُصيبينَ عَقِبَه». إذا أخذ هذا النص بالمعني الحرفي فإنه يؤدي إلى هذا المعني: بين الشيطان وأتباعه من جهة، وحواء والجنس البشري المنحدر منها من جهة أخري ستكون عداوة وحرب أدبية، وستنصر ذرية حواء علي الشيطان وأتباعه انتصارًا نهائيا كاملاً وإن جرحت هي أيضا بالخطيئة. وفي ذرية حواء هذه يوجد المسيح الذي سيجعل البشرية تنتصر بقدرته علي الشيطان. فهذا النص يعود إلى المسيح بصورة غير مباشرة وقد رأي بعض المفسرين في ذرية حواء فردًا، هو المسيح المخلّص، فتوصلوا إلى أن يروا أيضًا في المرأة، مريم أمّ المخلّص. إنّه تفسير مريمي – مسيحي يمثله منذ القرن الثاني بعض الآباء كالقديس ايريناوس، وأبيفانيوس، ايسيزوروس الفرمي، كبريانوس، القديس ليون الكبير … فهؤلاء يرون أنّ مريم هي وابنها في حالة عداوة كلية مع الشيطان وأتباعه. وعليه خلصوا إلي القول، في أواخر عهد الفلسفة المدرسية وفي علم اللاهوت الحديث، بأن انتصار مريم علي الشيطان ما كان ليتم كاملا لو أن مريم كانت يوما تحت سلطانه، وبالتالي كان عليها أن تدخل إلى العالم بدون الخطيئة الأصلية[3].

 ويسطر لنا المتنيح الأب متي المسكين«…أن طهارة العذراء استطاعت أن تتجاوز عجز البشرية الذي انحدرت إليه بالخطيئة لتبلغ بطبيعة البشرية قامة أعلي من قامة الملائكة… »[4] وفي بشارة الملاك لها: «فلما دخل إليها الملاك قال السلام عليك يا ممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت في النساء » لو1 /28. نستلهم من ذلك إن مريم العذراء كانت ممتلئة نعمة قبل أن تقبل الحبل من الروح القدس، وهي مباركة في النساء لأنها نقية وطاهرة قبل أن يحل عليها الروح القدس لحظة البشارة. ونعلم ذلك من كلام الملاك الذي أراد أن يفهمها كيف يكون حبلها بالسيد المسيح دون رجل إذ يقول لها: « فأجاب الملاك و قال لها إن الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك، ولذلك فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله » لو 1/35. إذن سلام الملاك، وهو يلقبها بأنها ممتلئة نعمة كان قبل أن يحل عليها الروح القدس، وقبل أن تظللها قوة العلي أيّ أنها كانت ممتلئة نعمة قبل بشارة الملاك.

 وفي هذا المنوال يسطر لنا المتنيح الأنبا غريغوريوس، أسقف عام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي: «… على أن العذراء مريم ليست فقط صديقة وقديسة، لكنها فائقة القداسة، وقد وصفها الملاك جبرائيل عندما بشرها بالحبل الإلهي منها أنها (الممتلئة نعمة)، (لوقا1/28)، ومعني أنها (ممتلئة نعمة) أنها كانت قبل اختيارها لشرف ولادة الله الكلمة منها، نقية وطاهرة وعفيفة ومفعمة بالفضيلة إلى درجة الامتلاء الكامل … »[5]. والملفت النظر أن آباء الكنيسة فسروا آية من سفر نشيد الإنشاد 4/7 وها نصها: «كلك جميلة يا خليلتي ولا عيب فيك» وهذه الآية مدونة في الابصالية الواطس لسيدتنا مريم العذراء وهي تقرأ يوم 21 من كل شهر قبطي[6] ويسرد لنا صاحب النيافة الأنبا تيموثاوس بهذا الشأن: « لقد أعطي الرب الإله مريم شخصية متكاملة الفضائل. وقد رأي فيها هذه الفضائل قبل أن يخلقها بمقتضي علمه السابق وخرجت من بين يديه الطاهرتين في قمة الكمال نفسا وجسما وروحًا. ولكن الرب الإله المهندس الأعظم في أسمي صورة. خلق له مسكنا نظيفا طاهرا وجهزه بكل ما يلزم لاستقبال الرب الخالق بحيث هذا المسكن الذي صنعه هذا المهندس الأعظم لم يكن فيه نقص وقد صنعه الله الخالق العظيم، الذي يدعوه الكتاب قائلا"ما أعجب أعمالك يارب كلها بحكمة صنعت"أما المسكن العظيم الذي صنعه الرب لسكناه فهو مريم العذراء التي صارت أطهر من السماء وأقدس من الهيكل لاحتواها في بطنها الطاهر ». وهذا دليل قاطع عن الحبل بالعذراء بلا دنس[7].

 

ثانيا :- عقيدة الحبل بلا دنس في التقليد الآبائي :-

1- ديوناسيوس الأريوباغي :-

 الذي ورد ذكره في أعمال الرسل 17/34، وهو أحد الذين اهتدوا إلي الإيمان المسيحي علي أثر الخطاب الذي ألقاه القديس بولس الرسول في أهل أثينة، يكتب في شأن مريم العذراء البريئة من الخطيئة الأصلية ويقول: «لولا أن الإيمان يقودني بأن مريم هي خليقة الله. لكنت سجدت لها وعبدتها كإله».

 

2- القديس إيرناوس (+202):

«القدوس الذي خرج بطهارة من الرحم الطاهر الذي أولد الإنسان لله من جديد».

3- العلامة أوريجانيوس السكندري ( 185 – 253):

«إن تحية السماء، السلام عليك يا ممتلئة نعمة لا تليق إلا بمريم دون سواها لان مريم ما تدنست أبدًا من نفثه الحية السامة التي هي الشيطان».

 4- القديس غريغوريوس العجائبي (+270):

«اختارت النعمة مريم العذراء دون سواها من بين كل الأجيال لأنها بالحقيقة قد برهنت على رزانتها في كل الأمور. ولم توجد امرأة مثلها في كل الأجيال».

5- القديس أثناسيوس الرسولي (298-373):

«أخذ جسدًا من جنسنا وليس كذلك فحسب بل من عذراء طاهرة بلا عيب».

 6- القديس أمبروسيوس ( 340 – 396 ):

 « إن العذراء أنت التي لم تعرف الخطيئة أبدا، أنت رجائي، وليس أحدًا غيرك منزها عن الدنس، أنت البريئة من كل خطيئة».

7- القديس أوغسطينوس ( 354 – 430 ) :-

« إن والدة المسيح قد استمرت عذراء لا في جسدها فحسب، بل وفى روحها أيضًا. فإنها وإن اشتركت مع الجنس البشرى بالولادة المعتادة، لم تشترك معهم في الخطيئة».

8- القديس كيرلس السكندري ( 366- 444):

« إننا جميعا نولد بالخطيئة الأصلية ونأتي إلى العالم حاملين وصمة هذا العار الذي ورثناه عن أبينا آدم ماعدا العذراء القديسة التي جاءت لنا بالإله المتجسد».

9- القديس أفرام السرياني (+373):-

« إنكما أنت وأمك وحدكما جميلان كل الجمال من كل وجه، إذ ليس فيك يا سيدي عيب ولا في أمك دنس».

10- القديس جيروم (342-420):

« مريم العذراء حازت من النعمة ليس ما يكفيها أن تكون عذراء طاهرة فحسب، بل بالقدر الذي يؤهلها أن تمنح بشفاعتها البتولية للآخرين لأنها من أجلهم قد جاءت».

11- القديس غريغوريوس النيصي(371-394):

« إن رحم العذراء الذي استخدم لميلاد المسيح بلا دنس هو مبارك».

12- القديس بروكلس القسطنطيني(434-446):

«مريم هي الهيكل السري المطهر من الخطيئة الأصلية».

13-القديس ثيودورس، أسقف أنقير(+446):

« السلام لأمّ القداسة التي ليس فيها أدني عيب ».

14- القديس سابا (439-532):

« أنت التي لم تعرف الخطيئة أبدا، أنت رجائي، وليس أحد منزها عن الدنس، أنت البريئة من كل خطيئة».

15- يوحنا الدّمشقي (670-750):-

« اليوم العذراء البريئة من الدنس، والتي لم تغامرها عاطفة أرضية، بل تغذت بالأفكار السماوية…».

 

ثالثا:- عقيدة الحبل بلا دنس في التقليد القبطي الأرثوذكسي :-

إنّه قيل إن كل ما هو أصيل في الكنيسة موجود في القداس عقيدة وصلوات وطقسًا. ولهذا سنقوم بالبحث عن كل ما يتعلق بهذا العقيدة اعتمادا على النصوص الطقسية وعلى التقليد الكنسي القبطي:

1- قطع ثيؤطوكية السبت من شهر كيهك :-

أ- « من هي تدعي غير الدنسة   إلا مريم بطهارتها»[8].

ب- « مثل عروس بغير فساد   قبلت الروح القدس إليك» [9].

 

2- ذكصولوجيات شهر كيهك :-

أ- الذكصولوجية الرابعة: « أرسل جبرائيل خادم الخلاص. أرسل الغير الجسداني إلى العذراء الغير الدنسة»[10].

ب- وفي لحن لأنه بالحقيقة الذي يقال في توزيع آحاد شهر كيهك:-

 «ونمجد مريم العفيفة …المتسربلة بالطهارة … »[11].

 

3- الترانيم القبطية التراثية:-

1- ترنيمة مجد مريم :-

أ-« قد رآها واصطفاها   رب كل العالمين

ووقاها مذ براها    كل محظور يشين»[12].

2- ترنيمة لحن البركة للسيدة العذراء :-

«فلتكرم بتولية العروس المصونة  التي من الشر نقية مأمونة

الكلية الطهر العفيفة الحنونة  والدة الإله مريم الميمونة»[13] .

 

4-ألحان التماجيد :-

1-طرح واطس للقديسة مريم العذراء :

«طوباك يا مريم ، الطاهرة القديسة التي بلا عيب … »[14].

2-طرح آدام للسيدة العذراء :

«من يقدر أن ينطق بكرامة مريم العروس بحق والدة الطهر. السلام لك يا مريم العذراء غير الدنسة» [15].

3-ابصالية آدام عربي للقديسة مريم :

« السلام لك يا مريم يا زرع طاهر مبرور. السلام لك يا مريم يا سالمة من الشرور»[16].

 

5- ثيؤطوكيات يوم الأحد في الإبصلمودية المقدسة:

1-القطعة الثانية:

« هذا الذي أخذ منك أيتها الغير دنسة واتحد به كأقنوم »[17].

2- القطعة الثالثة:

« أي الله الكلمة الذي تجسد منك أيتها التي بلا عيب…»[18].

 

6-ثيؤطوكيات يوم الأربعاء:-

« باب المشارق :هو مريم العذراء : الخدر الطاهر: الذي للختن النقي »[19].

 

7- باراليكس عربي لتفسير القبطي الذي يقال في مقدمة رفع الحمل في القداس القبطي :

« يا عروسة من الشر بريئة، قديسة طاهرة ونقية »[20].

 

 8- قسمة عيد الميلاد:

« الكائن في حضنه الأبوي كل حين .أتي و حلّ في الحشا البتولي غير الدنس»[21].

 

9- ميامر السيدة العذراء مريم عند دخولها للهيكل:

« تحيرت عقول الكهنة وقلقت أفكارهم إلى أن انكشف لهم ظهور الحقيقة برؤية نور ساطع سماوي من نعمة الروح القدس. وبذلك صارت وسط الهيكل كأنها حلة نورانية، ولا عجب في ذلك لأنها إناء مختار أو بالحري مسكن طاهر لروح الله القدوس … »[22].

 

10- نص الأجبية، صلاة نصف الليل، الخدمة الثالثة، القطعة الثالثة:-

« يا باب الحياة العقلي يا والدة الإله المكرمة خلصي الذين التجوا إليك بأمانة من الشدايد لكي نمجد ميلادك الطاهر في كل شيء من اجل خلاص نفوسنا »[23]. ويسطر لنا صاحب النيافة الأنبا متاؤس، أسقف ورئيس دير السريان في شرح قطع الغروب في نص الأجبية، وخاصة قطع صلاة الغروب « يا عروسة بلا عيب للختن الحقيقي» فيقول : « العذراء مريم هي العروسة الطاهرة التي بلا عيب ولا دنس، التي اختارها الختن السماوي أي العريس السماوي الله الكلمة»[24].

 

 11- إبصالية واطس:

وفيها تشبيهات عن العذراء مريم المنزهة عن الخطيئة الأصلية كالتابوت الغير الدنس المصفح بالذهب من كل ناحية و الغطاء الكاروبيمي…شبهوا التابوت بالعذراء وذهبه المختار بطهارتها[25] .

 

12- لبش واطس ليوم السبت :

أ- الشيرات الأولي:-

«السلام لك يا ممتلئة نعمة:العذراء غير الدنسة:الإناء المختار: لكل المسكونة»[26] .

ب- الشيرات الثانية:

«السلام لك يا ممتلئة نعمة:العذراء غير الدنسة: القبة غير المصنوعة بالأيدي: كنز البر»[27] .

 

13- ثيؤتوكية يوم السبت بلحن واطس:

1- القطعة الثالثة

« كخدر بغير فساد:الروح القدس حلّ عليك»[28].

2- القطعة السابعة

« عمانوئيل الذي ولدته:من أجل هذا حفظك: بغير فساد … »[29].

 

14-في تسبحة نصف الليل:

« عظمتك يا مريم: العذراء الغير الدنسة»[30].

 

15- قطعة يوناني تقال للسيدة العذراء في التوزيع في أعيادها حسب الطقس القبطي:

« بواجب الإستئهال حقا نغبط والدة الإله، الدائمة الطوبي، البريئة من العيوب…»[31].

فكل هذه الشهادات الطقسية تدل وتشير بطريقة واضحة وصريحة عن العذراء مريم المنزهة من الخطيئة الأصلية، والملفت النظر أن الكنيسة القبطية تحتفل بعيد ميلادها في يوم 1 بشنس أي في يوم 9 مايو دون باقي القديسين والسؤال الذي نطرحه : لماذا الكنيسة القبطية تحتفل بميلاد مريم العذراء دون باقي القديسين (ما عدا يوحنا المعمدان)؟ أليس هذا هو إثباتًا صريحًا على عقيدة الحبل بلا دنس. فهذه النصوص الطقسية واضحة وصريحة علي إثبات هذه العقيدة.

 

رابعًا: عقيدة الحبل بلا دنس في التقليد الإسلامي:

وهنا نورد العقيدة بحسب التقليد الإسلامي الذي تأثر بدون شك بالإيمان المسيحي الموجود والثابت في الوقت الذي ظهر فيه الإسلام، كمجرد شهادة تاريخية.

من المدهش أن نجد القرآن ما يعبّر عن الحبل بمريم العذراء بدون الخطيئة الأصلية فقال: «وأنبتها (الله) نباتًا حسنًا» ( آل عمران:36)؛ وما عبر عنه الحديث أيضًا: «ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخًا إلا مريم وابنها» (البيضاوي)، وفي رواية أخرى: «ما من مولود يولد إلا ويطعنه الشيطان حين يولد في جنبه فيستهل صارخًا إلا مريم وابنها؛ فذهب ليطعن فطعن في الحجاب» (صحيح البخاري وصحيح مسلم).

ونختم بطلبة إنسان تائب من تأليف القمص مينا جاد جرجس عاذر، راعي كنيسة السيدة العذراء مريم والأم دولاجي للأقباط الأرثوذكس بإسنا يسطرها كالتالي: «يا والدة الإله، الدائمة الغبطة، المنزهة عن كل عيب وأم إلهنا، يا من أكرم من الشاروبيم، وأمجد بلا قياس من السرافيم، … »[32].

لمزيد من التعمق يمكن أيضا رجوع إلى (قم بنسخ الرابط لتتمكن من قراءة الموضع):

1-    https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9NTE4MQ%3D%3D

2-    https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzU%3D

3-    https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9Mjg4Ng%3D%3D

4-    https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9NDk5OA%3D%3D

 

بنعمة الله

الأب إسطفانوس دانيال جرجس

مراسل موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي بإيبارشية سوهاج

وخادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما

stfanos2@yahoo.com

 



[1] راجع، لوديغ أوت، « مختصر علم اللاهوت العقائدي »، ج2، نقله من الألمانية إلي العربية الأب جرجس المارديني، منشورات المكتبة الكاثوليكية، بيروت، 196، ص112-113.

[2] للمزيد يمكن العودة لهذا الموضوع:  https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9NTM4NQ%3D%3D

[3] راجع، « المرجع السابق »، ص113.

[4] لمن يهمه الأمر راجع متي المسكين(الأب)، « العذراء في اللاهوت الكنسي » ، دير أنبا مقار، برية شيهيت، القاهرة، الطبعة الثالثة، 2005، ص13.

[5] راجع، غريغوريوس(الأنبا)، العذراء مريم حياتها، ورموزها وألقابها، فضائلها، تكريمها، القاهرة، 2005، ص105.

[6] لمن يهمه النص راجع، مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالمنيا وأبو قرقاص، «كتاب الابصاليات»، ج2، المنيا، 1987، ص95.

[7] لمن يهمه الأمر راجع، تيموثاوس (الأنبا)، « مريم في الكنيسة القبطية »، مطبعة الأنبا رويس الأوفست، القاهرة، 1990، ص190-191

[8] راجع، فرج عبد المسيح ( الشماس )، «الدرة الأرثوذكسية في المدائح والتراتيل الكنسية»، الطبعة السادسة، 2004، ص 40

[9] راجع، «المرجع السابق»، ص 45.

[10] راجع، ألبير جمال ميخائيل، «الأساس في خدمة الشماس»، القاهرة ، 2002، ص 218.

[11] راجع ، «المرجع السابق»، ص 235.

[12] راجع، فرج عبد المسيح (الشماس)، «المرجع السابق»، ص 470.

[13] راجع، فرج عبد المسيح (الشماس)، «المرجع السابق»، ص 468.

[14] راجع، راهب من الإسقيط المقدس، « تمجيد والدة الإله القديسة مريم العذراء والقديس العظيم أنبا بيشوي»، دير القديس العظيم أنبا بيشوي، الطبعة الثانية ، 2004، ص33

[15] راجع ، «المرجع السابق» ، ص34.

[16] راجع، «المرجع السابق»، ص37.

[17] راجع، كنيسة الشهيد مار جرجس، «تسبحة نصف الليل ليلة الأحد»، إسبورتنج، الإسكندرية، 2004، ص79.

[18] راجع، «المرجع السابق» ، ص 81.

[19] متي المسكين (الأب)، «مع العذراء القديسة مريم»، دير أنبا مقار، برية شيهيت، القاهرة، 2006، ص 80.

[20] راجع ، ألبير جمال ميخائيل، «المرجع السابق»، ص36.

[21] راجع ، عبد المسيح صليب المسعودي البراموسي (القمص)، «الخولاجي المقدس»، القاهرة، الطبعة الثانية، 2002، ص508.

[22] سمعان السرياني (القمص)، «ميامر السيدة العذراء مريم»، مكتبة دير السريان العامر، الطبعة الثانية، 2006، ص 24.

[23] راجع ، « مخطوط السبع صلوات الليلية النهارية المفروضة في الديانة المسيحية وبعض أدعية» ، رقم الميكروفيلم 48151، لاهوت96، تاريخ النسخ 1241للشهداء أي 1525للميلاد، 194ورقة، مقاس 10×13، بدار الكتب و الوثائق القومية بالقاهرة، وراجع أيضا أزولد حجيس بورمستر (الدكتور)، «أجبية كنيسة مصر نص مخطوط قبطي عربي يرجع تاريخه إلي العصور الوسطي محفوظ بالمتحف القبطي»، مركز الدراسات الشرقية المسيحية، القاهرة ، 1973، ص65-66، وراجع أيضا جرجس فيلوثاوس عوض، « الأجبية »، القاهرة، 1914، ص233.

[24]  راجع ، متاؤس (الأنبا)، «روحانية الصلاة بالأجبية»، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1997، 84.

[25] راجع، كنيسة القديسة بربارة بالشرابية، «الإبصلمودية المقدسة للصوم الكبير» ، القاهرة ، 2002، ص150-152.

[26] راجع، متي المسكين ( الأب )، «مع العذراء القديسة مريم »، المرجع السابق، ص111.

[27] المرجع السابق، ص112

[28] راجع، «المرجع السابق»، ص102

[29] راجع، «المرجع السابق»، ص، 110

[30] راجع، «المرجع السابق»، ص 125

[31] راجع ، ألبير جمال ميخائيل، «المرجع السابق»، ص826

[32] لمن يهمه أن يراجع هذه الطلبة التي يدعوا فيها أمنا مريم العذراء المنزهة عن كل عيب راجع، مينا جاد جرجس(القمص)، «زهرة البخور مريم العذراء»، مكتبة المحبة ، القاهرة ، الطبعة الثانية، 1998، ص257