الكنيسة القبطية الكاثوليكية تحتفل بعيد النيروز

بقلم إميل أمين

القاهرة، الثلاثاء 31 أغسطس 2010 (zenit.org)

احتفلت الكنيسة القبطية الكاثوليكية مساء أمس الأحد 29 أغسطس بعيد النيروز ، الذي هو تذكار للمسيحيين الأوائل الذين قدموا أرواحهم شهادة حية لإيمانهم المسيحي  في عهود الاضطهاد الروماني عامة وحقبة الإمبراطور الروماني الطاغية دقلديانوس على نحو خاص .

والنيروز أو عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة …و قد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية (ني – يارؤو) = الأنهار و ذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد أكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر.. و لما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم (مثل أنطوني و أنطونيوس ) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية .. و لأرتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء باللام فصارت نيلوس و منها أشتق العرب لفظة النيل العربية ..

أما عن النيروز الفارسية فتعني اليوم الجديد (ني = جديد , روز= يوم ) و هو عيد الربيع عند الفرس و منه جاء الخلط من العرب.

 و  النيروز اختصار ) نيارو أزمو رووؤو) و هو قرار شعري ابتهالي للخالق لمباركة الأنهار ..
و مع عصر دقلديانوس أحتفظ المصريين بمواقيت و شهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين و تصفيره لجعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =282 ميلادية= 1 قبطية =4525 توتية(فرعونية)
و من هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء .. حيث كان في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم و قد أحتفظ الأقباط بهذه العادة حتي أيامنا فيما يسمونه بالطلعة ..وعليه فأنه يمكن القول ان  عيد النيروز هو أقدم عيد لأقدم أمة ..
ومن المرويات عن عصور الاستشهاد القبطية ان دقلديانوس الإمبراطور الروماني شرع  يقتل بسيفه المسيحيين وهو ممتط صهوة حصانه بيده، وحدث أن كبا الجواد فوقع علي الأرض فلحقت الدماء المسفوكة علي الأرض ركبتي الحصان وكان الإمبراطور قد تعب من ذبح المسيحيين وترك السيف في يده جرحا فأعتبر نفسه أنه قد وفي بنذره للألهة فكف عن ذبح المسيحيين! وقد أحصي عدد القتلي فقيل أنه بلغ 840 ألف شهيد.

ونظرا لفداحة ما تحمله المسيحيون في عهد هذا الإمبراطور فقد أرخوا لسنه 284 ميلادية. وهي السنة التي أعتلي فيها الإمبراطور ديوقلديانوس عرش الأمبراطوريه. لذلك فأن التاريخ القبطي ينقص عن التاريخ الميلادي بمقدار 284 سنه وصار التاريخ القبطي أبتداء من هذا التاريخ يسمي تاريخ الشهداء الأطهار.

 وقد عرفت الكنيسة القبطية بأنها كنيسة الشهداء. وقال المؤرخين أن عدد الشهداء الذين استشهدوا من مصر فاق عدد الشهداء المسيحيين في كل العالم. وقد جري المثل الشهير أن دم الشهداء كان هو بذار الكنيسة. لقد عذبهم بكل أنواع العذاب. تارة بالحرق , وتارة بالجلد , وأخري بتقطيع الأعضاء. ومن أراحه منهم فبالسيف. إلا ان الله لم يترك هذا الطاغية بل أنتقم منه انتقاما مروعا حيث أصيب بمس من الجنون في أواخر أيام حياته ثم نفي إلي جزيرة تكثر فيها الغابات كان يقطنها جماعه من الأقباط الذين فروا من وجهه والتجئوا إليها خوفا من طغيانه. إلا أنهم عندما رأوا ما وصل إليه من حاله سيئة. نسوا كل شيء وأحسنوا إليه عملا بقول السيد المسيح (أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلي مبغضيكم) فتفانوا في خدمته وأظهروا له من ألوان العطف والمودة ما جعله يسترد عقله. فكتب إلي مجلس شيوخ روما يطلب منهم إطلاق سراحه وإعادته إلي عرشه ولكنهم رفضوا طلبه فرجعت له لوثه الجنون وزاد عليها فقدانه لبصره. وظل يعاني أمر الآلام حتي قضي نحبه في تلك الجزيرة عام 305 م. هذا هو تاريخ دقلديانوس الرجل الذي أرتفع من الحضيض إلي القمة. ولكنها كانت قمة من الثلج لم تلبث ان ذابت أمام حرارة شمس البر.

وهذه لمحه عن عيد النيروز في ذكري النيروز عيد الشهداء وكل عام و مصرنا الغالية بخير.