علمانيو آسيا يعيدون التأكيد على التزامهم في القارة

رسالة ختامية وبرقية إلى البابا عقب مؤتمرهم في سيول

روما، الخميس 9 سبتمبر 2010 (Zenit.org)

إن المشاركين في مؤتمر العلمانيين الكاثوليك الآسيويين الذي عقد في سيول عاصمة كوريا الجنوبية من 31 أغسطس ولغاية 05 سبتمبر أعادوا التأكيد على التزام المسيحيين بالعمل من أجل التنمية.

هذا المؤتمر الذي ضم أكثر من 200 مندوباً من كافة أنحاء القارة، نظمه المجلس الحبري للعلمانيين بالتعاون مع لجنة العلمانية التابعة لمجلس الأساقفة الكاثوليك في كوريا الجنوبية، وعقد تحت شعار "الكرازة بيسوع المسيح في آسيا في الزمن الحاضر".

في رسالتهم الختامية، يقول المشاركون: "إننا نسمع الدعوة إلى أن نكون ملح ونور القارة الآسيوية".

ويضيفون: "عددنا ضئيل، لكننا مع ذلك موجودون في كل مكان، ومحبتنا تشمل كل إخوتنا الآسيويين من دون استثناء أو تمييز".

"نحن فخورون بثروة تقاليدنا الثقافية القديمة، ومندفعون نحو مشاطرة إيماننا بيسوع المسيح، تحقق كل تطلع بشري"، حسبما يقولون مدركين أهمية دور المسيحيين في المجتمع المعاصر.

في رسالتهم الختامية، يشبه العلمانيون الآسيويون أنفسهم بـ "قطيع صغير لا يعاني من عقدة أو خوف لكونه أقلية"، ويردفون قائلين: "لا نريد أن نكون محتجزين داخل جدران الكنيسة، لكننا نشعر بأننا مدععون إلى أن نكون ملح ونور القارة الآسيوية".

"نرغب في أن نكون أشخاصاً ناشطين في حياة الكنيسة المحلية في شركة مع أساقفتنا".

توضح هذه الرسالة التي نقلت إذاعة الفاتيكان أهم عناوينها أن آسيا تعيش عملية نمو وتبدل اجتماعي واقتصادي وديموغرافي لم يسبق لها مثيل، مع ذلك توجد مصاعب كثيرة لا بد من تخطيها، مصاعب متعلقة بتطبيق مبادئ الحرية والعدالة والتضامن وتنمية ظروف أكثر إنسانية.

في هذا السياق، يصف العلمانيون إسهام المسيحيين في خير القارة بـ "الاستثنائي والأساسي"، ويلتزمون بمضاعفة الجهود لكيما تشق التجربة المسيحية طريقها في المجتمع.

في هذا الصدد، تشرح الوثيقة أن الأمر "ليس تسويقاً استراتيجياً أو تبشيراً متعصباً، وإنما هو ببساطة ثمرة اللقاء مع يسوع" الذي يوقظ "الرغبة في حمل هذه النعمة للآخرين".

أمام واقع كل هؤلاء الشهداء، ضحايا الأصولية والاضطهاد بسبب إيمانهم في آسيا، تدعو الرسالة إلى "التحلي بالشجاعة" و"الافتتان بالمسيح" من خلال الإصغاء إلى كلمته، لكيما يصبح كل واحد "معاوناً أساسياً في حياة الكنيسة" ويرسم "دروباً جديدة للكرازة بالإنجيل في المجتمع".

يضيف النص: "نحن نحمل الخير الأسمى لشعب آسيا الحالية والمستقبلية. نحن مدعوون إلى تقاسم هذا الكنز الكبير المتمثل في يسوع المسيح مع الآخرين".

برقية إلى البابا

كذلك، حرص المشاركون في مؤتمر العلمانيين على إبلاغ البابا جهودهم والتعبير له عن محبتهم، من خلال كتابة رسالة شكر له على اهتمامه بالكنيسة في آسيا.

جاء في الرسالة: "صاحب القداسة، لقد تأثرنا كثيراً بمحبتكم الأبوية وبقربكم منا".

واعتبروا أن المحبة والقرب يعبران عن "خدمة خليفة بطرس الشاملة ورعايته الرسولية التي لا تعرف الكلل".

وورد أيضاً في الرسالة: "على الرغم من أننا منغمسون في مجتمع يشهد تغيرات كبيرة، إلا أننا ندرك دورنا في تأسيس الجماعة المسيحية، ودعوتنا إلى المحبة من أجل مصلحة الجميع في آسيا".

كما يطلب العلمانيون الآسيويون من البابا أن يذكر في صلواته كل شهادات الإيمان البطولية التي تعلن كلمة الله برجاء ومحبة في القارة.

أجواء كاثوليكية

عقد مؤتمر العلمانيين في أجواء كاثوليكية، حسبما أشار رئيس أساقفة سيول، الكاردينال نيكولاس شيونغ جينسوك، خللا القداس الاختتامي الذي احتفل به نهار الأحد في كاتدرائية ميونغدونغ.

وقد جاء في تقرير صادر عن وكالة آسيا نيوز ما يلي: "يمكننا أن نقول أن كنيسة آسيا جمعاء كانت مجتمعة هنا، في شركة فعالة ومؤثرة مع أبينا الأقدس، من خلال المجلس الحبري للعلمانيين".

تحدث الكاردينال شيونغ عن حياة الكنيسة الكورية التي نمت خلال السنوات الثلاثين الأخيرة بنسبة 66% وأصبحت تضم 6 ملايين مؤمن يشكلون 10% من عدد السكان.

كما تحدث الكاردينال عن خدمة المحتاجين ودور الكنيسة في مجال العدالة بالدفاع عن حقوق العمال في ظل الأنظمة الاستبدادية.

واعتبر أن "تبشير آسيا ليس "مهمة مستحيلة". فالكنيسة في آسيا بحاجة شديدة إلى رسل جدد ناشئين على عقيدة الكنيسة الاجتماعية، وقادرين على إيضاح رسالتهم على صعيد الحوار والتبشير".

"ألفية جديدة، ربيع جديد من التبشير بدأ في آسيا. آن الأوان للرسل الجدد ليكونوا شهود المسيح من دون خوف، وليجعلوا آسيا قارة رجاء للعالم".

الحرية الدينية

الحرية الدينية هي أحد المواضيع التي تطرق إليها المؤتمر.

من خلال الاستشهاد بتقرير لجمعية عون الكنيسة المتألمة، تحدث المشاركون عن القيود المفروضة على هذا الحق في أنحاء عدة من القارة.

فهناك 10 بلدان آسيوية على قائمة مؤلفة من 13 بلداً يعاني من قيود خطيرة مفروضة على الحرية الدينية.

وقد تخلل المؤتمر أيضاً ذكر الشهداء الذين بذلوا أنفسهم محبة بالمسيح وبالإنسان في آسيا. وأشار المشاركون إلى التزام الكنيسة الكورية بالشعائر الخاصة بالشهداء لافتين إلى مقتل 10000 كاثوليكي خلال 100 سنة بسبب عقيدتهم. والإخلاص لهؤلاء الشهداء عظيم جداً بحيث أن شهر سبتمبر يكرس بالكامل لذكراهم.

وفكر الكاثوليك الكوريون أيضاً بالرسل المتحدرين من فرنسا وغيرها الذين استشهدوا في بلادهم.

المتطوعون

هذا المؤتمر نجح بفضل الالتزام المجاني الذي أظهره عشرات العلمانيين المتطوعين الذين اهتموا بتنظيمه باحتراف وتفان.

كثيرون منهم ضحوا بعطلتهم التي تدوم في كوريا ثلاثة أو أربعة أيام في السنة. هذا وقد اهتم أعضاء من حركة الفوكولاري ودرب الموعوظين الجدد بالترجمة الفورية للمداخلات بالإيطالية والانكليزية والكورية.

وبالمناوبة، رنم أبناء رعية سيول الشباب خلال الليتورجيا وفي القاعة المخصصة للقاءات. وبتفان، حضر الشباب والأمهات كل خدمات الاستقبال والتنظيف والتزيين التي شكرهم المشاركون عليها.