الفاتيكان، الجمعة 15 أكتوبر 2010 (zenit.org). – إذاعة الفاتيكان
"الخير المشترك المعيار الرئيس للحياة الاجتماعية والسياسية": هذا ما كتبه البابا بندكتس السادس عشر في رسالة وجهها إلى الكردينال أنجلو بانياسكو، رئيس مجلس أساقفة إيطاليا لمناسبة افتتاح الأسبوع الاجتماعي السادس والأربعين للإيطاليين الكاثوليك عصر أمس الخميس في ريجيو كالابريا حول موضوع "كاثوليك في إيطاليا اليوم ـ أجندة رجاء لمستقبل البلاد".
وفي ظل الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية، ذكّر البابا في رسالته بمركزية العائلة القادرة على نقل إرث القيم للأجيال الجديدة، وبضرورة مؤازرتها، ودعا لعدم فقدان الرجاء في مواجهة تحدي حماية الحياة البشرية منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي والدفاع عن كرامة الإنسان وحماية البيئة وتعزيز السلام.
تحدث الحبر الأعظم عن أهمية تنشئة ضمائر مسيحية ناضجة وشدد على روح الخدمة والأمانة للإيمان المُعلن والابتعاد عن الأنانية والمصالح الخاصة الضيقة للسير معا نحو خير البلاد والعائلة البشرية كلها.
أشار الأب الأقدس إلى أن الخير العام هو المعيار الرئيس للحياة الاجتماعية والسياسية وذكّر بأن إرادة الخير العام والعمل لأجله لهو مطلبُ عدل ومحبة مسلّطا الضوء على أهمية تعزيز حقوق الأفراد والشعوب ولافتا لأهمية القيم المسيحية لبناء مجتمع صالح ونمو إنساني حقيقي ومتكامل.
وختم البابا رسالته متمنيا أن تعطي أعمال الأسبوع الاجتماعي للإيطاليين الكاثوليك الثمار المرجوّة، وقال إن للكنيسة الكاثوليكية إرثَ قيم ليست من الماضي إنما تشكّل حقيقية حيّة قادرة على تقديم توجيه خلاّق لمستقبل الأمة.
رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكردينال بانياسكو قال للمشاركين في الأسبوع الاجتماعي إن كلمات يسوع "أنتم ملح الأرض أنتم نور العالم"، تشكّل مرجعا فائق الأهمية يرشد حضور الكاثوليك في المجتمع، وأشار إلى أهمية الحياة الروحية، الحياة مع المسيح في الكنيسة، وأضاف أن الكنيسة لا تنفكّ تذكّر بالقيم الأساسية للحياة والزواج بين رجل والمرأة والعائلة والحرية الدينية والتربية.
وبهذا الصدد ذكّر الكردينال بانياسكو بالإرشادات الرعوية التي وضعها أساقفة إيطاليا وقال إن مهمة التربية وهي جزء لا يتجزأ من رسالة الكنيسة، مهمة ملحة تتطلّب التزاما متجددا لا لصالح الأجيال الشابة وحسب إنما لخير المجتمع كله، وأشار إلى أن المسألة الاجتماعية أضحت بشكل جذري مسألة أنتروبولوجية، وذكّر بأهمية احترام الحياة، وقال إن الانفتاح على الحياة هو في قلب التنمية الحقيقية، وعندما يتوجّه مجتمع ما نحو إنكار الحياة وقمعها يفقد الدوافع والطاقات اللازمة للسعي لخدمة خير الإنسان الحقيقي.