يوم السلام العالمي لسنة 2011: الحرية الدينية، درب السلام

 

الرسالة السادسة لبندكتس السادس عشر عن السلام

روما، الاثنين 13 ديسمبر 2010 (Zenit.org)

"الحرية الدينية، درب السلام" هو شعار رسالة بندكتس السادس عشر ليوم السلام العالمي الرابع والأربعين الذي سيحتفل به في الأول من يناير 2011.

هذه الرسالة ستنشر يوم الخميس المقبل الواقع في 16 ديسمبر، وسيعرضها الكاردينال بيتر كودوو أبيا توركسون، رئيس المجلس الحبري للعدالة والسلام منذ شهر أكتوبر 2009، والمونسنيور ماريو توسو، أمين سر هذه المديرية، ومسؤولان هما المونسنيور أنطوني فرونتييرو والمونسنيور توماسو دي روتزا.

بعد ظهر السادس عشر من ديسمبر، يصبح النص الكامل متوفراً بست لغات هي الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الإسبانية، البرتغالية والإنكليزية.

إن الشعار مسألة راهنة ليس فقط بسبب اضطهاد المسيحيين في مناطق العالم التي يشكلون فيها الأقليات، بخاصة في الشرق الأوسط أو في مختلف البلدان الآسيوية، بل أيضاً في أوروبا الحالية، كما أظهر مؤخراً تقرير إذاعة الفاتيكان الذي ورد خلال الأسبوع الفائت تحت عنوان: "المسيحيون المهددون في أوروبا في ممارسة حقوقهم".

قد يحدث في قرية فرنسية أن "يمنع بناء مغارة ميلادية باسم العلمنة"، حسبما تشير إذاعة الفاتيكان مضيفة أن قاضياً أوقف عن عمله في إسبانيا لأنه عبر عن معتقداته المسيحية، وأن محاضراً في أكسفورد "أسيئت معاملته بعد اهتدائه إلى المسيحية".

وتضيف: "ليس من الضروري التوجه إلى الصين أو إلى باكستان لنكتشف أن المسيحيين يجدون صعوبة متزايدة في التصرف بحرية في الحياة العامة. وعلى الرغم من أن لا أحد يأتي على ذكر هذا الموضوع، إلا أن أعمال التدنيس والتخريب بحق الرموز المسيحية تتزايد أكثر فأكثر في أوروبا، وأن بناء كنيسة ما قد يثير الاحتجاجات. ومنذ أكثر من عام، تم الاعتراف بمفهوم "الخوف من المسيحية" من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".

تضيف إذاعة الفاتيكان أن "مرصد التعصب والتمييز ضد المسيحيين في أوروبا" نشر نهار الجمعة الفائت الواقع في 10 ديسمبر تقريراً من أربعين صفحة تشتمل على الاعتداءات التي سجلت خلال السنوات الخمس الأخيرة في أوروبا.

يعتبر هذا المرصد أن "الحرية الدينية بحد ذاتها هي المهددة، بخاصة في بعدها العام والمؤسسي" : "إضافة إلى التعصب الاجتماعي والاستهزاء، يلفت التقرير الانتباه إلى أعمال تمييزية قانونية تؤدي إلى مشاكل جديدة وتعاقب المسيحيين في ممارسة حقوقهم. وهكذا يلاحظ الخبراء نزعة إلى استبعاد المجاهرين بالقيم المسيحية والمدافعين عنها، عن الوظائف العامة".

في طليعة المتهمين، وفقاً لإذاعة الفاتيكان، تبرز وسائل الإعلام "لأنها تنشر أحكاماً مسبقة ضد المسيحيين، بشكل واضح أو ضمني".

وتشدد إذاعة الفاتيكان على أن "أشخاصاً غير مؤمنين يتساءلون ويشعرون بالقلق"، وأن هذا المرصد "يرجو أن يعزز الوعي لأن المشكلة جدية".

الجدير بالذكر هو أن بندكتس السادس عشر أشار مرات عديدة إلى أن غياب حرية الضمير والدين يشكل تهديداً للسلام، وأن العلمنة المتسارعة للمجتمعات الغربية التي تهدف إلى استبعاد الله توشك على "تقويض الحرية الدينية بإظهار ذاتها كـ "طغيان" فعلي".

إنها الرسالة السادسة لبندكتس السادس عشر بمناسبة يوم السلام العالمي. وقد كانت الشعارات الخمسة السابقة: "في الحقيقة، السلام" (2006)؛ "الإنسان، قلب السلام" (2007)؛ "الأسرة البشرية، جماعة سلام" (2008)؛ "مكافحة الفقر، بناء السلام" (2009)؛ "إن أردت بناء السلام، فاحم الخليقة" (2010).