مقابلة له مع عون الكنيسة المتألمة
روما، الجمعة 21 يناير 2011 (Zenit.org)
خلال مقابلة له مع عون الكنيسة المتألمة، طلب رئيس الشمامسة عمانوئيل يوخنا الذي ينسق المساعدة الإنسانية في العراق للعائلات المسيحية، من العالم الغربي والحكومة العراقية بأن "تقال الحقيقة بوضوح حول الواقع المتمثل في أن المسيحيين يُهاجمون ويُجبرون بصورة مطلقة على مغادرة العراق".
وأسف لأن الحكومة العراقية تنكر ذلك ولأن أصواتاً عديدة في الأسرة الدولية لا تنفك تقول أن الإرهاب لا يستهدف "المسيحيين، بل الجميع".
كما دعا إلى عدم خداع المسيحيين العراقيين. ووفقاً له، فلا الحكومة العراقية ولا الأسرة الدولية تبذل جهوداً كافية لدعم المسيحيين العراقيين.
وشدد رئيس الشمامسة على أن إدانة ما حصل أمر غير كاف، وأسف لأن "الاستنكارات لم تجد نفعاً". وأضاف أن المسيحيين العراقيين ليسوا خائفين بسبب الاعتداءات الحالية، ولكنهم يخشون المستقبل، مشدداً على أنهم يخشون بخاصة الأسلمة التدريجية للمجتمع.
حالياً، هناك العديد من المسيحيات اللواتي لا يجرؤن على مغادرة منازلهن من دون ارتداء الحجاب لأن الضغط الاجتماعي كبير. ومؤخراً، أغلقت كلية الموسيقى في جامعة بغداد نظراً إلى أن الموسيقى لا تنسجم مع التفسير الأصولي للشريعة. فضلاً عن ذلك، فإن كبار رجال الدين المسلمين يطلبون الآن فصل الجنسين في الجامعة.
كذلك، أسف المونسنيور يوخنا لأن الدستور العراقي يميز المسيحيين. فهو يوضح مثلاً ضرورة وجود رجال دين مسلمين بارزين بين قضاة المحكمة الدستورية في البلاد. وتابع قائلاً: "يجب أن يعترف الدستور بالمساواة في المعاملة للمسيحيين، ويجب ألا يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة". ولا يكفي "حصر نشر الأمن بحماية أفضل للكنائس، فماذا عن المدارس والمنازل والحياة اليومية؟".
إن حياة المسيحيين تصبح مقيدة أكثر فأكثر. هم فقدوا الثقة، وكثيرون لا يفكرون إلا في الهرب. ووفقاً لمعطياته، فلم يعد هناك إلا 300000 مسيحي من أصل المسيحيين الفائق عددهم المليون الذين كانوا يقيمون هناك. أسبوعياً، تتوجه أربع طائرات من بغداد إلى العاصمة اللبنانية بيروت. ويكون معظم الركاب من المسيحيين.
أوضح المونسنيور يوخنا: "بين ليلة وضحاها، تأخذ عائلات عديدة قرار التخلي عن منازلها ووظائفها وكل ما تركه لها أجدادها على مر القرون".
كما شدد على ضرورة مساعدة العائلات التي تغادر بغداد وسكانها البالغ عددهم 5 ملايين للذهاب إلى مدن صغيرة في الشمال. فهم كثيراً ما يحملون شهادات لكنهم لا يجدون وظيفة ويضطرون إلى إعادة بناء حياتهم. وأضاف: "في اليوم الأول بعد المغادرة، الأمر الوحيد المهم هو القدرة على النوم في مكان آمن، وهناك حاجة أيضاً إلى عمل وبنى تحتية ومدارس".
ختاماً، قال: "يجب أن نقدم تضامناً معنوياً ومادياً، ولكننا لا نستطيع إحداث تغيرات سياسية". هنا، يكمن عمل الحكومة المنتظر.