موقف الكنيسة القبطية الكاثوليكية من أحداث الإسكندرية والمظاهرات الجارية

نصوص وثائق وبيانات الكنيسة القبطية الكاثوليكية في حدث الإسكندرية والمظاهرات الجارية

 

1- نص وثيقة حادث كنيسة القديسيْن بالإسكندرية:

«تدمي قلوبنا بأن نستهلّ العام الجديد بحادث اعتداء آثم على المصلين الخارجين من كنيسة القدّيسين بالإسكندرية. إننا ننضم إلى سيادة رئيس الجمهورية، وإلى كل المسئولين السياسيين والشعبيين والتنفيذيين والأمنيين، لنشجب بشدّة هذا العمل الإجرامي، الهادف إلى زعزعة الأمن الداخلي والترابط بين الإخوة المواطنين. ونتقدّم بخالص العزاء والمواساة لعائلات الضحايا الشهداء، وكذلك للمصابين والمجروحين وعائلاتهم، وللرئاسات الكنسية. وأمام هذه الأحداث المتكرّرة، ندعو إلى بذل أكبر مجهود ممكن لنعمل بتوصيات سيادة رئيس الجمهورية، من أجل توثيق الوحدة والتآلف بين الجميع، وتغيير كل ما يعوق ذلك.  ولنا كل الثقة في حكمة وحزم أصحاب المسئولية، ليتخذوا الإجراءات اللازمة لوضع حدّ لمثل هذه الأحداث المؤلمة. ونسأل الله تعالي، ملك السلام، أن يهب السلام لمصرنا الحبيبة ولكل بلاد العالم».

 

الأنبا أنطونيوس نجيب
بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك  وكاردينال الكنيسة الجامعة

ورئيس هيئة البطاركة والأساقفة الكاثوليك

 أول يناير لسنة 2011

 

2- نص وثيقة  نداء إلى جميع الكنائس الكاثوليكية، للصلاة والعمل علي خلق تيار من الإخاء الديني والقيام بالمبادرات الإيجابية للتقارب والبناء، وطلب إعلانه في كل الكنائس:

«وعلي الأرض السلام … طوبي لصانعي السلام» ( لوقا 2 : 14، متى 5 : 9 )

 الإخوة والأخوات والأبناء الأحباء، 

 ما زلنا في أجواء ميلاد السيد المسيح، وأصداء ترنيمة الملائكة تتردّد مبشّرة: "وعلي الأرض السلام"… وللأسف ها هي طلقات الرصاص الآثمة تخترق الأصوات الملائكية، محاولة أن تشوشر عليها، متوهّمة أنها تقدر أن تُسكِتها. ولكن أبدا. ستبقي بُشري السلام الأعلى والأقوى والأبقي، فهي صوت "إله السلام، ملك السلام".

 نعايش في هذه الفترة محاولات متفرّقة لزعزعة السلام في قلوبنا وبيوتنا ومجتمعنا ووطننا العزيز، تأتي في صورة اعتداءات قاتلة وأقوال جارحة واتهامات خاطئة وفضائيات مثيرة، أيا كان مصدرها. وهي كلها أفعال لا ينتج عنها إلا خنق صوت العقل ومشاعر الحب ومبادرات الخير. لذلك رأينا أنه من الواجب علينا أن نوجّه إليكم هذه الرسالة، أمانةً لمبادئنا الإيمانية، وحرصا منا علي سلام مصر الحبيبة.

نريد أن نواجه هذه المحاولات بمبادرة إيجابية، تسهم في تدعيم السلام والتضامن والمحبة. إننا ندعوكم إلى عمل يؤكد ويدعم وينشر "الإخاء الوطني". ليس من المهم أن نؤسّس جمعية بهذا الاسم. الأهم هو أن نخلق روحا، تملأ الفكر، وتوجّه المشاعر، وتقود ردود الأفعال، وتثير المبادرات الخلاقة والأعمال الإيجابية، التي تنشر الإخاء النابع من المواطنة. نريد أن يكون هذا التوجّه الفاعل ترجمة عملية لما دعانا إليه سينودس الأساقفة، لنتكاتف مع إخوتنا وأخواتنا أبناء مصر لبناء وطننا.

 لا تتردّدوا في ذلك ولا تقعوا في اليأس والإحباط. هذه رسالة لا نستطيع أن نتخلى عنها، كما قال بولس الرسول: «الويل لي إن كنت لا أبشر» (1 كورنثوس 9 :16). «فما أجمل أقدام المبشّرين بالسلام، المبشّرين بالخيرات» (رومة 10 : 15 ). الإخاء الوطني هو الذي يترجم عمليا صناعة السلام. فلنعمل بهذه الوصية: «لا تجازوا أحدا شراً بشرٍ. واجتهدوا أن تعملوا الخير أمام جميع الناس.  سالموا جميع الناس.. لا تدَع الشر يغلبك، بل اغلب الشر بالخير » ( رومة 12 : 17 – 21 ). وعلينا بالمزيد من المبادرات الروحية، كالصلاة، وقراءة وتأمل كلمة الله، شخصيا وعائليا وكنسيا وفي السهرات الإنجيلية، ورتب التوبة، والصلوات المريمية، وأمثالها.

كونوا رسلا يصنعون ويدعمون ” الإخاء الوطني " في كل مجالات التعايش والحياة : في المدارس وكافة المؤسّسات التعليمية والتربوية والاجتماعية والخيرية، في محيط السكن والجيرة، مع زملاء العمل، مع كل من تتعاملون معهم في مجالاتكم المهنية والعملية، في المدينة وفي الريف، وبين الفئات العمرية المختلفة.

ولنصلِّ ليساعدنا الرب جميعا للقيام بهذه الرسالة الماسة، فنكون مع كل إخوتنا المواطنين الأحباء بناةً لغدٍ يسوده الإخاء والتضامن والحب، على أساس العدل والسلام.

 

الأنبا أنطونيوس نجيب
بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك  وكاردينال الكنيسة الجامعة
ورئيس هيئة البطاركة والأساقفة الكاثوليك 

في 18 يناير لسنة2011

* نص النداء الذي وجهه غبطة البطريرك الأنبا أنطونيوس نجيب، بطريرك الأقباط الكاثوليك وكاردينال الكنيسة الجامعة ليتم قراءته وإعلانه في كل الكنائس والرعايا الكاثوليكية بمصر والمهجر، في قدّاسات يوم الأحد 24 / 1.

3- نص وثيقة  طلب الصلاة، وشاكرا القائمين بمعالجة الوضع الراهن، والشباب والرجال الساهرين علي الأرواح والممتلكات، ومناديا بالتكاتف والتضامن لعودة السلام والاستقرار والعمل علي استعادة ما فقدته مصر:

الكنيسة الكاثوليكية في مصر، إذ تقدر ما تمر به البلاد في هذه المرحلة الحساسة من تاريخها، تصلي إلى الله أن يمنح مصر السلام والاستقرار، وأن يعبر بها إلى بر الأمان، برعاية وحماية أبنائها المخلصين في كل موقع، وأن يمنح الحكمة والبصيرة لكل القائمين على شئونها، والعاملين لخيرها .والكنيسة تؤيد وتقدر سيادة الرئيس محمد حسني مبارك في موقفه الوطني الصامد والحكيم. وتشكر كل الأوفياء من القوات المسلحة والشرطة، ومن شباب ورجال  هذا الوطن، الذين يدافعون عن أمن مصر، ويحمون بوعي وسهر دائم، كل الأهالي والممتلكات العامة والخاصة من خطر النهب والسلب، الذي يقوم به بعض من المخرّبين والخارجين عن القانون.

وهي تدعو كل أبناء الشعب المصري في كل مكان أن يتكاتفوا ويتضامنوا لحماية هذا البلد الأصيل والجميل. وتوصي بالتمسّك بكل القيم الأخلاقية والإنسانية السامية، التي هي شيمة الشعب المصري الأصيل، ولاسيما اتقاء الله وحب الوطن وعمل الخير. وأن يبرهنوا، كما هي عادتهم دائما في الأزمات، أنهم لمصر خيرُ الأبناء المخلصين، الذين يبذلون في سبيلها كل غال ورخيص. وقد حان الوقت ليعود الجميع بسلام إلي بيوتهم وأعمالهم، مثلما يدعوهم القائمون الآن بالمسئولية، ليقوموا بكل ما يمكن من أجل استعادة ما فقدته البلاد في هذه الأيام. حَمَى الله مصر من كل سوء، ووقاها شر كل مَن لا يريدون لها الخير. والله الموفق إلى ما فيه خير البلاد والعباد، في ظل الشرعية والدستور والقانون

الأنبا أنطونيوس نجيب
بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك  وكاردينال الكنيسة الجامعة
ورئيس هيئة البطاركة والأساقفة الكاثوليك

 4فبراير لسنة 2011

4- الأحداث الجارية في فكر الكنيسة الكاثوليكية غبطة البطريرك الكاردينال أنطونيوس نجيب:

 

1-س: كيف نقيّم قرار سيادة الرئيس مبارك فجر السبت 29 يناير 2011؟

جأعتقد أنه قرار نبيل وحكيم للغاية . فمن ناحية يستجيب للطلب الأساسي لحركة شباب25 يناير، معلنا عدم التقدّم للانتخابات الرئاسية في أغسطس القادم، مفضّلا صالح الوطن والشرعية علي شخصه، كما أعلن إقالة الحكومة . وأراد أن يبقى في الرئاسة حتى أغسطس، ليعطي فرصة للإعداد الجيّد لهذه الانتخابات، وللتحقيق التدريجي والسلمي لباقي الطلبات والتغييرات ، في إطار الشرعية الدستورية . وخصوصا ليمنع وقوع البلاد في فراغ يهدّد الأمن والاستقرار، مما يعرّض البلاد للفوضى وللانتهازية .

 

2- س: وما هو الحكم علي حركة 25 يناير ؟

ج – من تصريحات ومداخلات الكثيرين من الذين كانوا في أساس وبداية هذه الحركة، يتّضح أنها كانت نابعة من شباب مصر الواعي، أبناء زمن تكنولوجيا الاتصالات الحديثة . وقد أفاد الذين كانوا في ميدان التحرير في اليومين الأولين بأن كل شيء كان في نظام وتوافق وتضامن وتعاون، بدون أية تفرقة، وبدون أية أقوال أو أحداث فيها إساءة أو عنف . فنستطيع أن نقول أنها خلقت حراكا اجتماعيا يقدّم لمصر فرصة إيجابية جيدة للاستماع إلي الشباب، واستثمار القوة الخلاقة الكامنة فيهم . بدأت الحركة إذاً برغبة صادقة في التغيير، ومن منطلق حب الوطن، وطلبا للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبصورة حضارية في التعبير عن مطالب مشروعة . وإنما كانت تفتقر إلي الخبرة بالعملية السياسية .  لذلك افتقدت التنظيم، واختيار ممثلين يتكلمون ويتفاوضون باسمها، واستغلت مجموعات وقوى أخري هذه الثغرات. فتعكّرت هذه الصورة الجميلة من مساء يوم الجمعة 28 يناير، بدخول عناصر متنوعة، أولا من الرافضين لقرارات الرئيس مبارك والحكومة الجديدة المؤقتة، ثم من المؤيّدين للرئيس . ونعرف ما تبع ذلك من مصادمات مؤسِفة .


3- س: وما الحكم علي الفراغ الأمني لمدة 72 ساعة في الأيام الأولي ؟

ج – لقد انتقدته بشدّة وإسهاب كل الجهات السياسية والشعبية والوطنية والإعلامية . وهناك افتراضات واتهامات لا يمكن تأكيدها إلا بعد التحقيق فيها وصدور أحكام القضاء بشأنها . والجدير بالذكر أن هذا الفراغ فجّر مبادرة رائعة من شباب ورجال مصر، علي اختلاف طوائفهم وأعمارهم، في كل أنحاء البلاد، في ملحمة متوهّجة من التضامن والصداقة، فشكلوا تلقائيا "اللجان الشعبية" لحماية المنازل والأملاك من المخرّبين والمجرمين .


4-س: وماذا عن اشتراك الشباب المسيحي في المظاهرات؟

ج – فكر الكنيسة الكاثوليكية واضح وصريح بالنسبة إلي العمل السياسي . فالقانون الكنسي (348، البند 2) يمنع الاكليروس  أي رجال الدين من العمل السياسي، إذ ينصّ علي أن : "لا يكن لهم دور فعّال في الأحزاب السياسية، ولا في إدارة الاتحادات النقابية، ما لم يستوجب ذلك حماية حقوق الكنيسة أو النهوض بالخير العام، وذلك بحكم الأسقف الإيبارشي، أو بموجب الشرع الخاص بحكم البطريرك أو أية سلطة أخري". أما باقي المؤمنين فيقرّ لهم  القانون 402 بحقّهم في : " أن يُعترَف لهم في شئون هذه الدنيا بالحرّية التي يتمتع بها جميع المواطنين " . وعليه، فمن واجبهم المشاركة في العمل الاجتماعي والسياسي، والتعبير عن رأيهم، والإدلاء بأصواتهم في الانتخابات . فهذا يعطيهم الحقّ ويفسح لهم المجال للتعبير عن فكرهم وطلباتهم بصورة مشروعية وسلميّة، بعيدا عن كل عنف . ويذكّرهم القانون 401 بواجبهم " أن يكونوا في حياتهم الخاصة والعائلية، والسياسية والاجتماعية، شهودا للمسيح، ويعلنوه للآخرين (بأسلوب حياتهم)، وأن يجاهدوا في سبيل شرائع عادلة في المجتمع، وأن يساهموا بمثابة خميرة في تقديس العالم، متألقين بالإيمان والرجاء والمحبة ".وبالتالي، علي الرؤساء الكنسيين أن يحرصوا علي تكوين المؤمنين التكوين الصحيح والناضج، الذي يؤهّلهم لتقييم فكر وبرامج التوجّهات السياسية والاجتماعية المختلفة، من حيث المبادئ المتعلقة بحقوق الإنسان والأخلاقيات، فينتموا ويشجّعوا فقط تلك التي تلتزم بالمبادئ الصحيحة . وعلي كل شخص أن يقرّر لنفسه أمام الله وبكل حرّية ما يتوافق مع ذلك .

 

5-س: لقد اشترك شباب كنائسنا في تجمعات الأيام الماضية، فهل يستمرون فيها ؟

ج – لا مانع من ذلك، بل كما جاء عاليه، هذا واجب عليهم، بشرط أن يكون ذلك لخير الوطن، وطالما لا يشاركون بأية صورة في أقوال أو أعمال فيها عنف أو تخريب . وإنما يجب أن يعرفوا أن يتوقفوا عن فعلٍ أو مبادرة، إذا تطلبت مصلحة الوطن ذلك .


6-س: وما الحكم علي قبول الإخوان المسلمين المشاركة في المفاوضات لحل الأزمة الراهنة ؟

ج – إن التفاوض معهم، بصفتهم مجموعة من المواطنين المصريين، مبادرة إيجابية تبشّر بحلّ سلمي للموقف الراهن المتأزّم والخطير . ونأمل أن تأتي المفاوضات بنتائج إيجابية في القريب العاجل .


7-س:كيف سيكون الوضع بعد الرئيس مبارك ؟

ج – نأمل أن يتحّقق مطلب الشباب، والغالبية العظمى من المفكرّين والسياسيين، بأن تقوم دولة مدنية مؤسَّسة علي المواطنة والعدل والمساواة والديمقراطية . وكذلك أن تتمّ الإصلاحات الدستورية والتشريعية والإدارية والاجتماعية التي تحقق ذلك عمليا، بما يكفل الأمن والأمان للجميع

.
8-س:  ألا يوجد تخوّف من أن ينتهز تيّار الإسلام السياسي الفرصة للاستيلاء علي الحكم ؟

ج – البيان الذي أصدره "الإخوان المسلمون"في منتصف ليلة 4 فبراير، وجاء في الأهرام يوم السبت 5 فبراير، يعلن أن : " الجماعة ليس لها أية أجندات خاصة بهم، وأن غايتهم هي خدمة هذا الشعب، وأنها تمارس هذا منذ أكثر من ثمانين عاما، ويضحّون من أجل استقراره، ومن أجل حصول أبنائه علي حقوقهم بكل طوائفهم، كواجب شرعي ديني والتزام وطني . وأنهم ليس لهم تطلع إلي رئاسة ولا مطمع في حكم ولا منصب، وأنهم يعتمدون منهج الإصلاح السلمي الشعبي المتدرج‏ " . فأملنا أن يكون ذلك تعبيرا حقيقيا عن موقفهم وتوجّههم . وفي هذه الحالة سيكون من الطبيعي أن يلتزموا بالقوانين العامة لتأسيس الأحزاب، وأن يشتركوا بممثليهم في مجلسي النواب والشورى .


9-س: ولماذا لا نسمع صوت الكنيسة الكاثوليكية بالكفاية ؟

ج – لقد صنعنا أكثر ما يمكن للوصول إلي وسائل الإعلام . هكذا مثلا، باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر، أصدر غبطة البطريرك بيانا في أول يناير 2011، علي أثر حادث الإسكندرية الأليم، ونشرته الصحافة المصرية والمواقع الكاثوليكية . وفي 18 يناير وجّه غبطته نداء إلي جميع الكنائس الكاثوليكية، للصلاة والعمل علي خلق تيار من الإخاء الديني والقيام بالمبادرات الإيجابية للتقارب والبناء، وطلب إعلانه في كل الكنائس . ومع بداية الأحداث المؤسفة الأخيرة، اتصل نيافة الأنبا بطرس فهيم بكل كنائس الإيبارشية البطريركية، وطلب منها إقامة القدّاس اليومي  وصلاة المسبحة أو ساعة سجود لطلب السلام والاستقرار لمصر . وقد قام جميع الآباء المطارنة في كل الكنائس الكاثوليكية بمبادرات مماثلة . كما تخصّص أديرة الراهبات والرهبان ساعة سجود يومية علي هذه النية، علاوة علي الصلوات الاعتيادية . وفي  4 فبراير أصدر غبطة البطريرك بيانا آخر، طالبا الصلاة، وشاكرا القائمين بمعالجة الوضع الراهن، والشباب والرجال الساهرين علي الأرواح والممتلكات، ومناديا بالتكاتف والتضامن لعودة السلام والاستقرار والعمل علي استعادة ما فقدته مصر . وقد تجاوبت وسائل إعلام كثيرة معنا ونشر ما أوصلناه إليها . ولكن غيرها لم تتجاوب.

 

10-س: ما الذي يمكن ويجب أن تعمله كنائسنا الآن ؟

جعلينا قبل كل شيء أن نركز علي الصلاة إلي الله ليعيد السلام والاستقرار لبلادنا الحبيبة، ولكل بلاد منطقتنا، ولسائر البلاد التي تعاني من الاضطرابات وأعمال العنف . وبالفعل تقوم كنائس كثيرة ببرامج صلاة لأجل ذلك، من قداديس وصلاة المسبحة وساعة سجود . كما تخصّص أغلب أديرة الراهبات والرهبان ساعة سجود علي هذه النية، علاوة علي برامجهم الروحية الاعتيادية . ونحن واثقون أن الرب سيستجيب لهذه الصلوات . كما أنه من المهمّ أن نعمل علي خلق مناخ جيّد لإخاءٍ وطني وحوار بنّاء، يزيدان من الوعي الناضج والانتماء الفعلي لبلدنا مصر، كما جاء في النداء الذي وجّهه غبطة البطريرك لجميع كنائسنا . وعلينا أن نقوّي روح المشاركة الفعلية في الحياة الاجتماعية، بما في ذلك القيام بواجب الانتخاب وبسائر الواجبات الوطنية . وكما دعا السينودس نعطي مكانا كافيا لتعليم الكنيسة الاجتماعي في برامجنا
وفي هذا الظرف الراهن، نشجّع المشاركة مع باقي المواطنين في خدمة اللجان الشعبية، من أجل حماية الأهالي والأملاك، والمؤسسات العامة والخاصة فهي كلها أملاك الوطن .   وهذا الموقف الوطني الرائع يبني علاقات تعاون وودّ بين كل المواطنين . ويمكن المساهمة في اكتشاف ما تحتاج إليه مناطق السكن، والقيام بمبادرات أخري من الخدمة الوطنية والشعبية. هكذا مثلا تنظيف الشوارع، وعمل مجموعات خدمة لمساعدة الأشخاص الخائفين أو غير القادرين علي النزول من منازلهم، لشراء حاجياتهم أو قضاء مصالحهم الأساسية.

 

قام بتجميع هذه الوثائق

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة- طما