بريطانيا العظمى: الكنيسة أقوى بعد زيارة البابا

 

مبادرات طيلة السنة لنتائج طويلة الأمد

روما، الجمعة 18 فبراير 2011 (Zenit.org)

إن تأثير زيارة بندكتس السادس عشر لم يكن إلا بداية تظهر أن الكاثوليك البريطانيين يثقون مجدداً برسالتهم التبشيرية، وهم يطلقون برامج للاحتفال بهذا الإرث.

المونسنيور كيران كونري، أسقف أروندل وبرايتون، والمسؤول عن مديرية الكرازة الإنجيلية والتعليم الديني التابعة لمجلس أساقفة انكلترا وبلاد الغال، يقول لزينيت أن بعد مضي حوالي ستة أشهر على زيارة البابا "ما يزال أبناء الرعية يتحدثون عنه".

وقال: "لقد تجددنا في فرحنا وثقتنا ككاثوليك". "بالنظر إلى أبعد من حدود رعايانا، لدينا أدلة على اهتداءات جديدة مع مختلف الجماعات والوكالات العاملة في خدمة الفقراء ضمن جماعاتنا المحلية".

ومؤخراً، حسبما أفاد الأسقف، "التقى مئات الأشخاص في جامعة هوب في ليفربول للبحث في "أهمية العقيدة الاجتماعية للكنيسة" وإيجاد سبل جديدة" لترسيخ التزامهم الاجتماعي إلى جانب الأكثر احتياجاً".

إن زيارة البابا "قدمت لنا فرصة لم يسبق لها مثيل لنقدم للآخرين وجه الكثلكة المعاصرة في انكلترا وبلاد الغال، ولاقت ترحيباً إيجابياً من قبل معظم الناس"، حسبما أضاف.

وتابع قائلاً أنها "أيقظت الروحانية في حياة كثيرين، بمعزل عن إيمانهم أو أسلوبهم في التفكير".

وعلى سبيل المثال، ذكر المونسنيور كونري أن 60% من الناس قالوا خلال اللقاءات التي عقدت بعد الزيارة، أنهم يؤمنون بوجود "مكان لله والدين والفضيلة في الحياة العامة".

ولفت إلى ارتفاع "عدد المستطلعين المؤيدين للبابا بنسبة 50%"، وإلى أن "أكثر من ثلث هؤلاء الأشخاص يعتبر أن زيارة البابا كانت إيجابية لبريطانيا العظمى".

"بهذا المعنى، فتحت الزيارة الحبرية آفاقاً جديدة من حيث التبادل والحوار"، حسبما شدد مضيفاً: "لقد شهدنا تجدد الثقة لدى كنائس مسيحية أخرى، ونشأة حوار جديد بين هذه الكنائس".

"كانت زيارة الأب الأقدس أول زيارة دولة يقوم بها حبر أعظم إلى المملكة المتحدة، بحيث أعطيت له مكانة مميزة ليخاطب جميع أفراد مجتمعنا كرسول إنجيل يسوع المسيح".

إن تأسيس مجلس حبري لتعزيز الكرازة الإنجيلية الجديدة يشدد على أهمية "التواصل مع الثقافات الممثَّلة في المملكة المتحدة"، بحسب تعبير المونسنيور كونري الذي يرى في ذلك تحدياً كبيراً، بل الأكبر، لخدمة الكرازة الإنجيلية في انكلترا وبلاد الغال.

أوضح الأسقف أنه تحدي "التزامنا مجدداً مع بلد تعتبر فيه الثقافة المسيحية قديمة"، وإنما تشهد منذ بعض السنوات تراجعاً ملحوظاً، الأمر الذي دفع الكاردينال غودفريد دانيلز إلى التحدث عن "إتلاف الذاكرة المسيحية" في أوروبا جمعاء.

ختاماً، قال كونري: "مهمتنا تقضي بالزراعة مجدداً في هذه الأرض الخصبة".

مشاريع

في سبيل تعزيز نتائج ملموسة طويلة الأمد في الكنيسة والمجتمع، عقب هذه الزيارة البابوية إلى المملكة المتحدة، أطلق "مكتب الرسالة الوطني" التابع لمديرية الكرازة الإنجيلية برنامجاً يقترح سلسلة من الأحداث والمشاريع الهادفة إلى إعادة الثقة، والإعلام بنوايا ومقترحات الكنيسة، والشهادة للإيمان، وخدمة الآخرين، والبحث عن سبل للحوار، والسير نحو السامي.

ومن المتوقع إطلاق مبادرة في 26 مارس. هذه المبادرة هي عبارة عن يوم تقرب من الكاثوليك الذين توقفوا عن الذهاب إلى القداس. كما ستنظم زياحات بمناسبة عيد القربان في يونيو، ورحلات حج إلى المزارات المريمية في يوليو وأغسطس.

وفي أكتوبر، يدعى المؤمنون إلى المشاركة في "أسبوع الدرب الصغيرة"، وهو عبارة عن سبعة أيام من الخدمة على خطى القديسة تريز دو ليزيو.

لذلك، تم تطوير الموارد الرعوية، وطيلة العام ستقدم منشورات تهدف إلى دعم المبادرة.

"من المهم جداً أن نفكر في سبل متابعة رحلة القلب الذي يخاطب القلب، من خلال الشهادة لفرح إيماننا طيلة أيام حياتنا". هذا ما قاله المونسنيور كونري داعياً جميع المؤمنين إلى "المشاركة" و"تكريس أوقاتهم ومواهبهم لذلك".