الإجهاض يدمر السلام والوحدة والحبّ

بقلم شربل الشعار

كندا، الثلاثاء 15 مارس 2011 (Zenit.org).

قالت الطوباوية الأم تاريزا كلكوتا عندما زارت كندا في الثمانينات: " لقد اصبح الإجهاض اعظم مدمر للسلام والوحدة والحبّ، لان الحبّ يبدأ في البيت، كذلك الشرّ يبدأ في البيت"

الإجهاض يدمر السلام

الحركة المؤيدة للحياة هي حركة سلام، لانها تدعو إلى السلام الحقيقي في الرحم أولاً بالدفاع عن حقوق الجنين في القانون والتشريعات وإحاطة الأم والطفل والعائلة بالدعم المعنوي والروحي والعقائدي والمادي، وإذا لم يكن هنالك سلام في الرحم يعني هنالك حرب على احشاء الأم والضحية هي الأم والطفل في الرحم، الذي يقتل في الإجهاض.

لان الحقّ في الحياة هو اساس كل حقوق الإنسان، فلا نقدر ان نطالب بحقّ التعليم والعيش والحرية الدينية وحقوق المرأة الأصيلة وغيرها من الحقوق إذا لم نحمي حقّ الحياة في الرحم أولاً. وعندما لا يكون هنالك سلام في الرحم لان يكون هنالك سلام حقيقي في المجتمع، وكما يقول قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني: أن  الوطن الذي يقتل أطفالهُ هو وطن بِلا رجاء

الإجهاض يدمر الوحدة

إن انتشار الإباحيات الجنسية من أفلام ومجلات ومواقع انترنت، وبرامج تعليم الجنس للأطفال في المدارس بتشجيع من قبل منظمة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وتوافر المبيدات القاتلة للخصوبة من طرق منع الحمل وحبوب إجهاض، وتدمير حقّيقة والبعد الروحي والجسدي للفعل للجنسي المقدس بين الزوج والزوجة، وتخريب للقيم الأخلاقية في المجتمع، فتح الباب الواسع لتمزيق الحق بالحياة للطفل في الرحم والانتشار الواسع لحضارة الموت وتسونامي القتل .

إذن التدمير والحرب على الحياة يبدء بالكلام والحرب الإعلامية باستعمال النسبية الأخلاقية المضللة للحقّ، قبل تدمير الأطفال بالإجهاض. فالشيطان يقلب الحقّ رأساً على عقب ويجزءه ويمزقه كما يمزق الطفل في الرحم. لانه يكره الحقّ ويكره الطريق ويكره الحياة.

الحقّ يحمي الحياة والغش والكذب يقتلها، ومع استمرار الغش والكذب يستمر القتل وكلنا نعرف بان العدالة الحقيقية غير موجودة في القانون وقلوب الناس لكنها موجودة في ارداة الله ومشيئته حيث تتحقق في الذين ينتهكون شريعته.

القوانيين في الدول الغربية ليست كلها فاسدة خصوصاً بما يخص النظام والحقوق الفردية. لكن بما يخص حقّ الجنين في الحياة والأخلاق الطبّية والتشريعات التي تحمي العائلة والحياة أساس المجتمع والوطن، فإنها كلها مبنية على الإستبداد الطبّي والنسبية الأخلاقية والفساد، والكل يترجم القانون وحتى الجرائم حسب رأيه فيتركون قرار ما هو حقّ للذين عندهم سلطة على الضعفاء خصوصا الطفل في الرحم والعائلة الضعيفة. والمستهدف هو الفقير وليس الفقر.  

كل المشاكل الإجتماعية ومشاكل العالم، اساسها عدم الوحدة لانها من الشيطان وليست من الله. عدم الوحدة في العائلة خصوصاً بين الأهل والطفل تؤدي إلى قتل الطفل في الرحم. الله فصل بين النور والظلمة وبين الأشرار والأبرار، وهذا لا يعني انه يحق لنا ان نكون غير موحدين، لكن واجبنا ان نحب الأعداء كما اوصنا يسوع المسيح، لا ننخلط معهم لكن لا ندمرهم كما يريدون ان يدمرونا.

الإجهاض يدمر الحبّ

الإجهاض يدمر الإيمان والرجاء والمحبّة أيضاً-اول حبّ يدمره الإجهاض هو الحبّ بين الرجل والمرأة قبل الحمل بطفل وبعده. أذكر كلمات البابا يوحنّا بولس الثاني الذي يقول: الكره هو ليس ان يبغض الشخص الأخر بل عندما يستعمل الشخص الأخر. وعندما يستعمل الرجل والمرأة بعضهم بطرق منع الحمل للشهوة والغرائز الجنسية فقط، ليمنعوا ثمار الحبّ فإنهم يفصلون بين الحبّ والحياة، يكون هذا اولا عمل كره مدمر للحب والحياة. والأهل الذين يجهضون طفلهم بالإجهاض قبل التوجه إلى مكان القتل والتدمير فإنهم يقتلون الطفل في قلبهم قبل الإجهاض وهذا فعل كره وعدم محبة للجنين، هكذا الشرّ يبدء في البيت.

الشرّ يبدأ في البيت

البيت وبالتحديد السرير مقدسة. ويجب علينا الدفاع عن قدسية السرير. لان اليوم نرى ان السرير تحوّل إلى مكان يتم فيه اشنع اعمال الشرّ منها الدعارة والعهر والزنى، بتسهيل من استعمال طرق منع الحمل الإصطناعية التي تستعمل أيضاً على السرير، وعلى هذا السرير بدءت الحربّ على الحياة، باستعمال السلاح الكيماوي على الخصوبة بحبوب منع الحمل وحبوب الإجهاض، وبالإجهاض الجراحي خارج البيت في بعض المستشفيات واماكن القتل والتي حوّلت العمل الجنسي المقدسّ وخصوبة المرأة إلى صحراء وساحة حرب، وسلعة للتجارة بالجنس.