الجنس: إنكار بعده الأخلاقي هو إنكار حرية الإنسان

مداخلة الكرسي الرسولي في منظمة الأمم المتحدة

بقلم مارين سورو

روما، الجمعة 25 مارس 2011 (Zenit.org) 

ذكر الكرسي الرسولي بأهمية الجنس البشري الذي يتضح في الزواج الدائم بين رجل وامرأة، معتبراً أن إنكار "البعد الأخلاقي للجنس" يعني "إنكار حرية الإنسان في هذا المجال".

هذا ما قاله المونسنيور سيلفانو ماريا توماسي، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكتب منظمة الأمم المتحدة في جنيف. ففي مداخلة له في 22 مارس، تحدث أيضاً عن "الاختلاف الجوهري" بين المشاعر الجنسية والسلوك الجنسي. واعتبر أيضاً أن الاعتداءات على أشخاص "غير داعمين لسلوك جنسي بين أفراد من الجنس عينه" تشكل "انتهاكات لحقوق الإنسان الأساسية".

وفي مداخلته بالانكليزية، رغب المونسنيور توماسي أولاً في إدانة "كل أعمال العنف المرتكبة بحق أفراد بسبب مشاعرهم الجنسية وأفكارهم، أو بسبب سلوكهم الجنسي".

وإذ تحدث لاحقاً عن النقاش حول "التوجه الجنسي"، ذكر "اللبس العديم الجدوى" حول هذا المصطلح المستخدم في قرارات أو نصوص معينة في منظمة الأمم المتحدة. "اللبس عديم الجدوى لأنه، وفي القانون الدولي، يجب أن يُفسر مصطلح ما طبقاً لدلالته الاعتيادية، إلا إذا أعطت الوثيقة دلالة مختلفة للمصطلح"، حسبما أوضح. "الدلالة المألوفة لـ "التوجه الجنسي" تشير إلى المشاعر الجنسية والأفكار وليس إلى السلوك الجنسي".

وركز المونسنيور توماسي أيضاً على "الاختلاف الجوهري" بين المشاعر والأفكار الجنسية، والسلوك الجنسي. "يجب ألا تُعاقب دولة شخصاً أو تحرمه من التمتع بحقوقه الإنسانية، مستندة فقط إلى مشاعره وأفكاره، بما فيها مشاعره وأفكاره الجنسية. ولكن، تستطيع الدولة وينبغي عليها أن تنظم السلوكيات، بما فيها السلوكيات الجنسية المختلفة".

وهكذا، "فهناك في جميع أنحاء العالم إجماع بين المجتمعات يجزم بأن بعض السلوكيات الجنسية يجب أن يمنعها القانون. والتحرش الجنسي بالأطفال وسفاح القربى هما مثلان على ذلك".

وذكر مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة بأن "الجنس البشري هبة تتضح بشكل حقيقي في إخلاص تام ولمدى الحياة بين رجل وامرأة في الزواج".

"الجنس البشري، وككل نشاط طوعي، له بعد أخلاقي: إنه نشاط يضع الإرادة الفردية في خدمة غاية؛ وهو ليس "هوية"، حسبما أوضح. "بمعنى آخر، هو نابع من الفعل وليس من الكائن، حتى ولو أن بعض الميول أو "التوجهات الجنسية" قد تكون متجذرة بعمق في الشخصية. إن إنكار البعد الأخلاقي للجنس يؤدي إلى إنكار حرية الإنسان في هذا المجال، ويقوض نهائياً كرامته الأونطولوجية".

ختاماً، ركز المونسنيور توماسي اهتمامه على "ميل مقلق": الميل الذي يستهدف أشخاصاً اتخذوا "مواقف لا تدعم السلوكيات الجنسية بين أفراد من الجنس عينه". وأسف قائلاً: "عندما يعبرون عن معتقداتهم الأخلاقية أو معتقداتهم بشأن الطبيعة البشرية، التي قد تكون أحياناً تعبيراً عن معتقدات دينية، أو آراء حول إثباتات علمية، يوصمون بالعار وأسوأ من ذلك تشوه سمعتهم ويُلاحقون". ختاماً، قال: "الحقيقة هي أن هذه الاعتداءات هي انتهاكات لحقوق الإنسان الأساسية ولا يمكن تبريرها في أي حال من الأحوال".