البحث عن علامات رجاء

تشاؤم المسيحيين حول مستقبلهم في العراق

 

 

أربيل، العراق، الخميس 9 يونيو 2011 (Zenit.org).

 اغتيالُ مسيحي أرثوذكسي، أب لأربعة أطفال، في 31 مايو في الموصل، زاد مشاعرَ التشاؤم بين المسيحيين تجاه آمالهم في مستقبلٍ سلمي في العراق. وشاطر هذه المشاعر رئيسُ أساقفة أربيل في كردستان العراق، المطران بشار وردة، في مقابلةٍ أجرتها معه جمعية عون الكنيسة المتألمة (ACN)، التي تساعدُ المسيحيين المضطهدين والمتألمين.

وأشار رئيسُ الأساقفة بأنّ صدمة الاغتيال أدّت إلى شعور أبناء الرعية بأنّ "لا مستقبل" لهم في موطنهم الأمّ، ومن الخطر عليهم أيضًا الفرار إلى الدول المجاورة بسبب الصراعات السياسية الدائرة هناك.

وكان أركان يعقوب آخرَ ضحية في سلسلة من الهجومات استهدفت المسيحيين في العراق. وكان أركان هدفًا لمحاولتي خطف سابقتين فاشلتين، إلاّ أنّ المعتدين نجحوا في المرّة الثالثة وطلبوا فدية. وقبل ثلاثة أسابيع اختُطِفَ وقُتِلَ شابٌ مسيحي آخر، 29 عامًا، آشور يعقوب عيسى، عندما لم تستطع عائلته دفع مبلغ 102,000 دولار أمريكي كفديةٍ طلبها الخاطفون.

وقال رئيسُ الأساقفة وردة بأنّ أكثر من 570 مسيحياً قُتِلوا في أعمال عنف لأسباب دينية وسياسية منذ عام 2002. وبين عامي 2006 و2010، تمّ اختطاف 17 كاهنًا وأسقفين وتمّ ضربهم وتعذيبهم من قِبل خاطفيهم. ومن بينهم، أُغتيلَ أسقفٌ وأربعة كهنة وثلاثة شمامسة.

ولذلك يرغب العديدون بالهجرة، بينما تواجه الدول المجاورة للعراق – سوريا وتركيا – حالةً من عدم اليقين وأزماتٍ داخلية. وقال رئيسُ الأساقفة: "حتّى الوضعُ في تركيا ليس جيدًا"، وأضاف: "ومع ما يجري في سوريا في هذه الفترة، فإنّ خيارات العائلة للهجرة أصبحت محدودة".

وكانت كلاً من تركيا وسوريا قد استقبلت آلاف اللاجئين المسيحيين منذ عام 2003، عندما شهدت الاطاحة بنظام صدّام حسين تصعيدًا للعنف الديني.

محامي للمنسيين

"مهما حاولت إقناع الناس بتحسّن الأمور فإنهم يقولون انظر إلى الأمور التي تحدث"، هكذا قال رئيسُ الأساقفة لجمعية عون الكنيسة المتألمة معربًا عن أسفه بأنّ مقتل يعقوب قد أثار أعمقَ موجةٍ من التشاؤم.

إلا أن وردة رفض الاستسلام: "رسالةُ الرجاء باقية دائمًا – لابدّ للحياة أن تستمر – هذه هي الرسالة".

ونقل رئيسُ الأساقفة رسالة شعبه المتألم إلى العالم مراتٍ عديدة؛ إذ ذهبَ في شهر مارس الماضي إلى بريطانيا وايرلندا لتقديم تقرير عون الكنيسة المتألمة بعنوان: "مضطهدون ومنسيون؟ تقرير حول المسيحيين المضطهدين بسبب إيمانهم".

وفي التقديم زوّد رئيسُ الأساقفة بأحصائياتٍ تشيرُ إلى تناقص عدد المسيحيين في العراق من أكثر من 1.4 في عام 1980 إلى ما يقارب الـ 150.000.

وتسندُ جمعية عون الكنيسة المتألمة المسيحيين العراقيين من خلال رئيس الأساقفة وردة، وذلك بتوفير المساعدات الأوليّة للاجئين في العراق والأردن وتركيا، وتوزيع طرود غذائية على المسيحيين النازحين إلى شمال العراق، والرواتب للكهنة المظلومين، ومساعدة الأخوات الراهبات والأكليريكيين النازحين إلى شمال البلاد.

وأعطت جمعية عون الكنيسة المتألمة الأولويّة للعراق بناءً على توجيهات البابا بندكتس السادس عشر لعام 2007 لمساعدة الكنيسة في الشرق الأوسط عندما قال: "إنها مهددة في وجودها".