مؤتمر لمسيحيي مصر يرفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية المصرية

 

الشرق الأوسط

رفض المسيحيون المصريون أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية المصرية بدعوى حماية الأقليات، وأكدوا ضرورة حل المشكلات المسيحية من خلال المائدة الوطنية، بما يتوافق مع المواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر.

 

وأكد المسيحيون المصريون في مؤتمر نظمته "هيئة الأقباط العامة" والاتحاد المصري لحقوق الإنسان بعنوان "المسيحيون والحماية الدولية"، رفضهم للتعاون مع المبعوث الأميركي لشؤون الأقليات في المنطقة، الذي أعلنت الإدارة الأميركية مؤخراً عن تعيينه.

 

وقال المحامي المسيحي نجيب جبرائيل، أحد المستشارين القانونيين للكنيسة، في "إعلان القاهرة"، الذي صدر في ختام المؤتمر: "المسيحيون يرفضون أي شكل من أشكال التدخل في شؤون مصر الداخلية، كما أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال اتهام أي مسيحي سواء داخل أو خارج مصر، يطالب بحقوقه المشروعة، بأنه عميل أو خائن".

 

وأكد "بيان القاهرة" أن حقوق المواطنة سواء للمسلم أو المسيحي لا يجب النظر إليها بنظرة ضيقة، على أنها حقوق مملوكة للسلطة أو الحاكم فهي جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، وقال البيان: "إن مصر عليها إدراك عضويتها في الجماعة الدولية والمجلس الدولي لحقوق الإنسان، ولذا عليها الالتزام بما وقعت عليه من مواثيق، خصوصا كفالة وحماية المعتقدات الدينية أيا كان أتباعها والحرية الكاملة في الاعتقاد الديني وممارستها جهرا وعلانية طبقا للمادة 18 من الإعلان العالمي".

 

وقال جبرائيل: "إن مشروع القانون الأميركي بإرسال مبعوث للشرق الأوسط هو مشروع يخص الإدارة الأميركية وحدها ومقره السفارة الأميركية في القاهرة، ولا شأن له بالمسيحيين وحدهم ولا دخل للمسيحيين بهذا المشروع الذي صدر بناء على تقرير الحريات الدينية الذي يرصد حقوق الأقليات كل عام، وسيتم حل مشكلات المسيحيين داخليا مع أشقائهم المسلمين، شرط أن لا يعامل المسيحيون كمواطنين فئة ثانية".

 

وقال الدكتور شريف دوس، رئيس هيئة الأقباط العامة، في كلمته بالمؤتمر: "إن الولايات المتحدة أرسلت مبعوثا بدرجة سفير لبحث أوضاع 11 دولة في الشرق الأوسط بشأن حقوق الأقليات، وتكون مدة عمله 4 أعوام ومهمته دراسة المشكلات التي تعاني منها الأقليات الدينية في هذه الدول وخصوصا المسيحيين والبهائيين في مصر، وبناء عليه يقوم بمخاطبة الحكومات بشأن هذا الدول إذ لم تلتزم بمواثيق حقوق الإنسان أو خالفتها".

 

وأكد أن المسيحيين لم يطالبوا الإدارة الأميركية بإرسال أي مبعوثين، مشيرا إلى أن حل مشكلات المسيحيين سيكون مع المصريين جميعا ولا شأن لأي جهة خارجية بتلك المشكلات، منوها بأنه بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) حدث تغيير نوعي في طريقة تعامل السلطات مع المشكلات الطائفية، حيث أعادت الدولة بناء كنيستين بعد هدمها في صول بحلوان وإمبابة بالجيزة.

 

وشدد دوس على أن المسيحيين يرفضون بقوة أي محاولات للتدخل الخارجي، ولن تقدم الكنيسة أو المسيحيون أي عون لهذا المبعوث الذي لن يجد أمامه سوى التحول لراصد من الإعلام، مشيرا إلى أن الكنيسة رفضت أكثر من مرة مقابلة وفود وبعثات خارجية تتقصى الحقائق في حوادث طائفية وقعت من قبل.