غبطة البطريرك الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب يشارك في لقاء ريمينى-إيطاليا- العالمي

 

روما، الاثنين 29 أغسطس 2011 (Zenit.org)

شارك غبطة البطريرك الأنبا أنطونيوس نجيب في لقاء ريمينى 32 ، الذي  انعقد في ريميني بإيطاليا، من 21 إلي 27 أغسطس الحالي.

تنظم هيئة "شراكة وتحرَر" الكاثوليكية ، التي تهدف إلي الصداقة بين الشعوب، لقاءً سنويا من أجل تلاقي الشباب والكبار والشخصيات الهامة من جميع البلاد والثقافات، للتعارف وإزالة الحواجز التي تفصل بعضهم عن بعض، وتبادل الخبرات الثقافية والدينية والاجتماعية. وكان موضوع هذه السنة "الوجود يصير يقينا عظيما".

بدأ المؤتمر بالقداس الإلهي الذي احتفل به سيادة المطران فرانشيسكو لامبيازي، مطران ريميني، وشارك فيه غبطة البطريرك وسيادة المطران ايفين جوركفيك، السفير البابوي بموسكو. واشترك في هذا المؤتمر شخصيات عامة، مثل سيادة الرئيس جورجيو نابوليتانو، رئيس إيطاليا، وعديد من النواب في البرلمان الإيطالي والبرلمان الأوربي.

ومن مصر، وبدعوة من الهيئة، شارك في اللقاء غبطة البطريرك، ونيافة الأنبا ارميا، الأسقف العام وسكرتير قداسة البابا شنودة الثالث، والدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد الفتاح حسَان أستاذ الأدب الإيطالي بجامعة عين شمس، والأستاذ حسام مكاوي رئيس محكمة جنوب القاهرة، واعتذرت لظروف خاصة الأستاذة الفاضلة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا ورئيسة لقاء القاهرة، وقد ألقى كلمتها الدكتور عبد الفتاح. واشتركوا في مائدة مستديرة عنوانها: "الجمال مساحة للحوار"، حضرها أكثر من 6 آلاف شخص.

تكلم المحاضرون السابق ذكرهم عن مصر، التي كانت دائماً موضع تلاقي الثقافات والحضارات والديانات. وهذا هو سر جمالها وقيمتها التاريخية والحضارية. كما أكدوا على أن مصر ستبقى وستستمر هكذا، فمصر بدون التعددية الدينية، تفقد هويتها، وجمالها. فالآخر هو عطية من الله لي، واختلافه عني هو غِني للتعارف والتكامل، وليس عدوا للقضاء عليه. وأكد سيادة الدكتور أسامة العبد أن الأزهر الشريف كان وسيكون دائما ضامنا لوسطية الإسلام الصحيح . وشرح سيادة الدكتور عبد الفتاح حسان الأسباب التي دعته إلي ترجمة كتاب "مغامرة التربية" للأب لويدجي جسّاني مؤسّس هيئة "شراكة وتحرَر". وقال غبطة البطريرك بخصوص الوضع الحالي، إننا بلا شك ممتلئون بالرجاء والثقة في المستقبل، لكن هذا لا ينفي قلقنا الشديد لما تمر به البلاد في الفترة العصيبة الحالية. فالوضع الآن يثير القلق، ونخشى أن تستحوذ بعض التيارات الدينية المتطرفة علي الساحة، وتؤثر علي الصورة الجميلة لهذا النسيج المصري المتكامل. لذا علينا أن نشارك جميعا، مسيحيون ومسلمون معا، من أجل خلق مجتمع القانون، أساسه المساواة والعدالة، ومعياره احترام حقوق الإنسان وحريته الكاملة، بما فيها حرية العبادة والضمير. وهذا من خلال حوار بين الجميع، مبني علي الصدق، وقبول الأخر كما هو، بدون أحكام مسبقة.

كما قابل غبطة البطريرك الوفد المصري من مجموعة "الشراكة والتحرر". وهم أكثر من  30 شابا وفتاة مسيحيون من مختلف الكنائس ومسلمون، جاءوا متطوعين للخدمة في هذا المؤتمر. وفي كلمته  قال لهم: "ما تصنعوه هنا هو التطبيق العملي للحوار الصادق، وأجمل صورة تقدَمونها للعالم عن مصر وحضارتها الخالدة. وصداقتكم هذه تؤكد أن الحوار هو الطريق، وهو وإن كان صعبا في عديد من الأوقات، إلا أنه سبيلنا الوحيد والأكيد  لنكون ونبقى سويا من أجل هدف واحد: خدمة الإنسان وخير الجميع وبناء الوطن الحبيب".

وفي مائدة مستديرة أخرى بعنوان :"تحديات شمال أفريقيا: التناغم بين الاستقرار والحقوق". قدم سعادة الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، مداخلة هامة، كما اشترك في الحديث عن نفس الموضوع سعادة وزير الخارجية الايطالي، فرانكو فراتييني، والدكتور وائل فاروق.

هذا اللقاء السنوي هو من اكبر المؤتمرات العالمية للشباب ولكبار الشخصيات، للتقابل والتبادل الثقافي. فعلاوة علي اللقاءات والمحاضرات المخصّصة لموضوع المؤتمر، يتضمّن اللقاء الكثير من المعارض، والعروض المسرحية، والأفلام السينمائية ، وتقديم العديد من الكتب الهامة التي تم نشرها مؤخرا. وفي ختام اللقاء صار إعلان موضوع ريميني 33 لعام 2012، وهو: " طبيعة الإنسان هي علاقة مع اللامتناهي"