تعالوا نحلم . . ونبني سوياً . .

 

خاص بالموقع – 27 سبتمبر 2011

قال أحدهم : لو بطلنا نحلم .. نموت ! وقال آخرون : لو حلمنا . . وبنينا سوياً . .  نعيش سعداء ونُسعد جميع الناس . . نجعل هذه الدنيا جنة .. يشعر فيها كل إنسان بلمسات حب الله الخالق الذي أحب العالم (يو) ويشعر أيضاً بقدرة الله ورعايته الأبوية التي تدعوه أن يبني معه عالماً جديداً لإسعاد جميع الناس . الإنسان بدون أحلام ميت . .  لأنه بدون آمال وطموح . . بدون مستقبل ! أما الإنسان الذي يحلم . . يمتلىء قلبه بالأمل والرجاء . . بالفرح والسعادة إذ يُعطى معنى وهدفاً لحياته وللتاريخ ويعطى لذة وطعم لكل شىء . .  وفي هذا المجال يمتاز الشباب في تكريس حياتهم للقيم والأهداف السامية التي تتجلىّ في أفكارهم وعيونهم ومواقفهم التي تتحدىّ المستحيل ! وهذا دليل لإيمانهم وشجاعتهم وحماسهم الذي أشار إليه كثيراً الطوباوى البابا يوحنا بولس الثاني المتنيح في لقاءاته مع الشباب .  وعندما خلق الله العالم والإنسان ، كان أمامه مشروعاً محدداً . . حُلماً رائعاً يٌحققه بالتعاون مع الإنسان . وفي الواقع ماذا يحدث لنا أمام هذا المشروع الإلهي ؟ فتارة تجرنا أحلامنا نحو الخير وتارة نحو الشر . .  نحو قبول مشروع الله فينا أو رفضه ! والسؤال هنا الذي يفرض نفسه هو :  ماذا ينفع الإنسان لو حقق حلمه هو فقط ولم يحقق مشروع الله وحلمه فيه ؟

إن الصلاة وكلمة الله والمرافقة الروحية ستساعدنا على التميز والأختبار الصحيح لمشروع الله وحلمه فينا .. واستعداداً للقاء العالمي للشباب الذي سيقام في مدريد (اسبانيا) في منتصف شهر أغسطس القادم 2011 بحضور قداسة البابا بندكتس السادس عشر ، إليك بعض الخواطر الشبابية التي قرأتها في إحدى مجلاتهم :

" أحلم أن أبناء هذه الألفية الثالثة . .  شباب وكبار وشيوخ .. أسود وأبيض.. مسيحي ومسلم وبوذي و…… يمسكون بأيدي بعضهم البعض .. كإخوة وأخوات .. على الرغم من اختلاف لونهم وجنسهم ودينهم . وكل واد صغير يُردم أو الجبل أو التل يخفض .. فتصير القمة واد .. والهضبة  ممراً .. فُيعلن مجد الرب لكل ذى لحم ودم . هذا هو رجائي .. هذا هو إيماني ! بإيمان كهذا نقلب جبال اليأس إلي وديان رجاء .. بإيمان كهذا نحوّل العالم إلى تآلف أخوّة ومحبة . بإيمان كهذا نستطيع أن نعمل معاً ونصلي معاً .. ونفرح معاً ، لأننا حولنا العالم إلى جنة يسعد فيها كل إنسان بحب خالقه ! هذا هو حلمي ! عسى أن يتحقق . . . 

وسيتحقق لأن " الله موجود" .  " لا تخف .. لأني معك " .

 

الأب/ يوسف المصري