الأحد الدامي لأقباط مصر

بقلم ماري السمين

القاهرة، الاثنين 10 أكتوبر 2011 (Zenit.org).

 

يوماً جديداً ملطخاً بالدماء المسيحية المصرية عاشته البلاد أمس بعد سلسلة ليست ببعيدة من الاعتداءات المتكررة على مسيحيي مصر بدءً من حادث كنيسة القديسين بالاسكندرية الذي وقع ليلة رأس السنة الماضية امتدادً بهدم وحرق كنيسة أطفيح "بصعيد مصر وبعدها عمليات قتل وحرق للعديد من الكنائس المصرية المنشآت الخدمية، وقد تظاهر الاف الاقباط اليوم الاثنين أمام المستشفى القبطى بشارع رمسيس "وسط العاصمة المصرية القاهرة" احتجاجا على سقوط عدد من المسيحيين خلال أحداث ماسبيرو الدامية التى وقعت مساء أمس. وقام المتظاهرون بترديد العديد من الهتافات منددين بالمجزرة البشعة التي وقعت أمس على غرار المسيرة السلمية التي نظمها المسيحيون عصر أمس انطلاقاً من منطقة شبرا وسط القاهرة وقبيل وصولها ماسبيرو "موقع اتحاد الاذاعة التليفزيون المصري".

قبيل بدء مسيرة نقل جثامين القتلى من المستشفى القبطى إلى مقر الكاتدرائية المرقصية بالعباسية لإقامة القداس على أرواحهم. ومن جهتها كثفت الاجهزة الامنية ورجال القوات المسلحة من تواجدها فى محيط المستشفى القبطى.. حيث تم الدفع بعشرات من تشكيلات الامن المركزى لتأمين المسيرة وضمان عدم حدوث أية احتكاكات أو اشتبكات خلالها. من جانبها أعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد المصابين فى احداث ماسبيرو الى 311 مصابا، وقالت ان المستشفيات استقبلت 292 مصابا وتم اسعاف 19 فى مكان الحادث الى جانب 24 حالة وفاة. وأوضح بيان لوزارة الصحة ان 104 مصابين مازالوا تحت العلاج من بين ال 292 , بينما تقرر خروج 188 حالة بعد ان اطمأنت الفرق الطبية على استقرار وتحسن حالتهم. واضاف ان 10 % من بين الحالات المحتجزة بالمستشفيات حاليا حالتهم حرجة والباقى حالتهم مستقرة. وذكر البيان ان المستشفيات التى استقبلت المصابين. وذكر شهود عيان أن مدرعات تابعة للقوات المسلحة، طاردت المتظاهرين على كورنيش النيل أمام «ماسبيرو»، في محاولة دهسهم. على اثر مقتل 3 جنود من الشرطة العسكرية المصرية وأضافوا أن المتظاهرين استولوا على أسلحة من قوات الجيش، وأطلقوا منها الأعيرة النارية.

ونقلت قناة «العربية»، بثاً مباشراً من موقع الأحداث، أظهر مدرعة للقوات المسلحة، تطارد المتظاهرين الذين صعدوا الأرصفة للاحتماء، فصعدت خلفهم. وبثت القناة، مقطع فيديو آخر يظهر متظاهرين يضربون أحد جنود القوات المسلحة، فيما يحاول أحد الكهنة حمايته وإنقاذه منهم. كما وأكد وزير الإعلام أسامه هيكل أنه لا توجد معلومات أكيدة من أن المعتدين على جنود الجيش من المسيحيين، خاصة ان منطقة ماسبيرو تشهد منذ بدء الثورة العديد من المظاهرات من مختلف الفئات والتى من ضمنها متظاهرين مسيحيين.

وأوضح هيكل- فى تصريحاته للتليفزيون المصرى- أن هناك أيدى خارجية وراء ما يحدث، مضيفا أن هذه الأحداث كان لابد من التعامل معها بطريقة مختلفة. وأشار الى ان هناك قوى كثيرة تحاول اسقاط مؤسسات الدولة منذ اندلاع الثورة، وهم لا يعجبهم أن تكون مصر دولة قانون أو دولة قوية. وأضاف أن الدولة المصرية فى خطر حقيقى وليست "فتنة". وقال عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إنه شاهد "مدرعات للجيش تدهس المتظاهرين.. وهذه جريمة حرب مسؤول عنها المشير طنطاوي، ومجموعة المجلس العسكري، وهذه جريمة في حق الإنسانية يجب أن يحاكم المسؤولين عنها، ويجب أن يحاسب من أصدر الأوامر". وأضاف في مداخلة هاتفية على قناة النيل للأخبار:"هؤلاء متظاهرون سلميون، ولم يكن لدى أحد من المتظاهرين سلاحاً، لكن الجيش هو من صعّد الأمر، والمشير يجب أن يخرج للناس الآن ويتحدث، فهذه مقدمة لحرب أهلية".

من جهة أخرى نفت السفارة الأمريكية بالقاهرة التقارير الصحفية التي ذكرت أن الولايات المتحدة تقدمت بعروض لإرسال قوات أمريكية لحماية دور العبادة القبطية في مصر مطالبة جميع الأطراف التي شاركت في أحداث أمس الالتزام بالهدوء. وأعربت السفارة الأمريكية في بيان لها عن قلقها العميق من أحداث العنف التي وقعت مساء الأحد بين المتظاهرين وقوات الأمن والتي نتج عنها سقوط قتلى من الطرفين . كما تعرب السفارة عن خالص تعازيها لأسر الضحايا وأحبائهم، مطالبة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بإجراء تحقيق في هذا الحادث لكشف كافة الملابسات.