البابا يقبل أوراق اعتماد سفراء من 11 دولة

بندكتس السادس عشر: "يجب أن نتوصل إلى عيش التعاضد بين الأجيال المختلفة"

 

 

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الخميس 15 ديسمبر 2011 (ZENIT.org).

استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم في القصر الرسولي 11 سفيرًا جديدًا قابلاً أوراق اعتمادهم لدى الكرسي الرسولي. السفراء الجدد يمثلون كل من ترينيداد إي توباغو، غوينييا الجديدة، سويسرا، بوروندي، تايلاندا، باكستان، كرجخستان، أندورا، سيريلنكا، بوركينا فاسو.

وجه الأب الأقدس خطابًا إلى السفراء الجدد عبّر لهم عن فرحه للعلاقات الدبلوماسية التي تربط بين دولهم والكرسي الرسولي، وحيا من خلالهم السلطات الدينية والمدنية في بلادهم الأم، مشيرًا إلى أن "صلاته وفكره يتوجهان بشكل طبيعي نحو الجماعات الكاثوليكية الموجودة في أوطانهم".

وتطرق الأب الأقدس إلى مفهوم "العائلة البشرية" التي هي أمر يعاش كواقع طبيعي في أيامنا هذه من خلال وسائل الاتصال الحديثة التي تربط مختلف أقطاب الأرض، ومن خلال وسائل النقل المتطورة التي تسهل التنقل من منطقة إلى أخرى في العالم.

وعلق بندكتس السادس عشر على هذا الواقع الذي، بالرغم من الأبعاد الإيجابية التي يتضمنها، يشكل أحيانًا عبئًا ونيرًا من المسؤولية تقع على كاهل كل شخص ويحث على البحث عن حلول لمشاكل تتضاعف بازدياد الأشخاص الذين يعانون منها.

في هذا الإطار، صرح الأب الأقدس أنه يجب على البشرية أن تدرك أن هذا التنوع ليس تهديدًا، بل هو نافع ومفيد للجميع. فهذا التنوع والتواصل يجعلنا ندرك أننا مسؤولون بعضنا عن بعض، ومن الأهمية بمكان التوصل "إلى مفهوم إيجابي للتعاضد".

ثم تحدث الأب الأقدس عن ضرورة التوصل إلى فهم وعيش ما أسماه بـ "التعاضد بين الأجيال". هذا التعاضد يجد جذوره الطبيعية في العائلة، التي "يجب دعمها لكي تستمر بالقيام برسالتها الجوهرية في المجتمع".

وفي الوقت عينه، التعاضد بين الأجيال يتجسد في تربية الأجيال الصاعدة. وعليه، يجب محاربة الجهل، البطالة، الإجرام وعدم احترام الشخص البشري.

على صعيد آخر، تحدث بندكتس السادس عشر عن التنوع الثقافي والديني، لافتًا إلى أنه لا يجب عيشه كرادع للبحث المشترك عن الحقيقة، الخير والجمال. فالكنيسة تحث البشر إلى السعي للخير المشترك بهداية العقل. فالعقل، إذا ما تطهر بالإيمان، يستطيع أن يتسامى فيتخطى التحزب والمصالح الخاصة، ويتعرف على الخيور الجامعة التي يحتاجها البشر للعيش سوية.