البطريرك لحام عاد من القاهرة: الجامعة العربية والأزهر رحبا بفكرة القمة الروحية

 

بيروت – المركزية

طالب البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، الدول العربية بالاستماع إلى أصوات ساحة التحرير والساحات الأخرى، داعياً جامعة الدول العربية إلى تكثيف اجتماعاتها، ولافتاً إلى أن انتظار حل أميركي أو أوروبي دليل إلى ضعف في العالم العربي.

 

وكان البطريرك لحّام قد وصل بعد ظهر الأربعاء إلى بيروت عائداً من القاهرة بعد الزيارة الرعوية السنوية، والتي التقى خلالها عدداً من المسؤولين الروحيين والسياسيين.

 

وخلال الاستقبال تحدث البطريرك لحّام إلى الصحافيين قائلاً: "كان تشديد خلال زيارتي إلى القاهرة بأن يكون هناك قمة عربية روحية مسيحية إسلامية تكون نتائجها مؤسساتية على غرار مؤسسة جامعة الدول العربية، وتكون تلك المؤسسة المسيحية الإسلامية المنبثقة عن القمة إذا حصلت، موازية للتحرك السياسي وهذا ما يعطي توازناً روحياً واجتماعياً للتوازن السياسي الصعب".

 

وأضاف:" إن فكرة القمة الروحية لاقت قبولاً عند الجامعة العربية من خلال اللقاء مع الأمين العام أحمد العربي، وكذلك من قبل شيخ الأزهر الذي طرح في الفترة الأخيرة وثيقة ثانية للتقارب والحوار بين المذاهب والتي يأتي في مقدمتها احترام حرية العقيدة قبل حرية العبادة أو الفكر أو الرأي، وتمنى البطريرك على الدول العربية أن تبرز هذه الوثائق لا أن تُفرض عليها".

 

ورداً على سؤال حول وضع المسيحيين في مصر قال: "المسيحي مواطن، وما يصيب الآخر يصيبه، وواجبي فقط أن أدعم إيمانه وأعمل على تقوية هويته الروحية التي من خلالها يعيش حاضره وهواجسه وخوفه ومستقبله". وأضاف: "أن عدد المهاجرين الأقباط يزداد نظراً إلى حساسية وضعهم منذ عقود في مصر".

 

ورداً على سؤال، ما هو تقويمه للوضع في العالم العربي في الوقت الراهن؟ استشهد البطريرك لحّام بالإنجيل قائلاً: "من له أدنان للسمع فليسمع، فطوبى لآذانكم لأنها تسمع"، لذلك يجب على الدول العربية أن تستمع إلى أصوات ساحة التحرير والى الساحات الأخرى في كل بلد عربي، وقبل أن تثور الثورة وهذا واجب جامعة الدول العربية التي عليها ألا تنتظر حصول مشكلة لتحلها، ولكن عليها أن تكون مستمعة دائمة، وبالتالي تكون اجتماعاتها دائمة، وتقول كيف يمكن معالجة الأوضاع في البحرين وعمان والسعودية والأردن، وليس في مكان واحد، مشيراً إلى ضرورة بث الوعي العربي بعد سنة من الثورات، لأنه لا يوجد فوق رأس أحد خيمة، داعيا إلى عدم انتظار حل في أميركا أو أوروبا لأن هذا دليل على ضعف في العالم العربي.

 

وبالنسبة إلى مطالبة بعض الدول العربية تدويل الوضع في سوريا، أمل البطريرك لحام من الدول العربية مساعدة بعضها البعض، مستشهداً بالآية القرآنية:" هلموا إلى كلمة سواء"، وهذا هو الوقت المناسب كي يجلس العربي مع بعضهم البعض لا أن يستمعوا إلى إملاءات خارجية.

 

وعن الوضع في لبنان تمنى لحام أن تتم التعيينات في أقرب وقت، وأن يتوجه الاهتمام الرسمي باتجاه الوضع الاجتماعي والعائلات الفقيرة في كل لبنان، وبالتالي أن يكون الاهتمام بالفقير في لبنان أنموذجاً للاهتمام بالمظلوم والفقير والمقهور في كل بلد عربي.

 

وعن انسحاب بعض المراقبين العرب في بعثة المراقبين إلى سوريا قال: "ثمة عرب كثر، ويأتي غيرهم".