مَن يقوم بزيارة هؤلاء المرضى؟

 

   أوصانا الرب يسوع بزيارة المرضى والمأسورين، ولكن هناك فئة من المرضى لا نجرؤ أن نقول لهم بأنهم مرضى فكيف بالأحرى أن نزورهم ونقدّم لهم الشفاء بإسم الرب يسوع؟  أجل هناك مُرضى يحتاجون لزيارة الرب يسوع، فمن يذهب إليهم عنه؟

 

في كتابي الجديد بعنوان "من نحن" تطرّقت إلى الزواج وكتبت كجزء من الموضوع:

 

   غالبًا ما تكون شخصية الفرد التي تُخالف مفهوم المحبة التي وصفها القديس بولس الرسول برسالته الأولى لأهل قورنتس (13: 4-7) عاملاً أساسيًا في وضع العقبات أمام زواج مثمر أو في زيادة الخلاف الَّذي قد يوصل إلى الطلاق، ولهذا كانت أول كلمة نادى بها الأنبياء هي "التوبة" و "قوّموا طريق الرب" (لوقا 3: 3-14، يوحنا 1: 23)، وكذلك كان نداء الرب يسوع المسيح: "توبوا، قد إقترب ملكوت السَّموات" (متى 4: 17)، والتوبة هي العدول عن الأمور التي تجعلنا نبتعد على أن نكون صورة الله على الأرض، التوبة هي الشفاء مِن أمراضنا الروحية بقُدرة كلمة الله (لوقا 10: 1-9). ومن هذه الأمور:

·       التكبّر: الإنسان المُتكبّر هو إنسان أبرص عيوبه ظاهرة للعيان، فمن صفاته:

o     لن يقر بأخطائه ولن يطلب المغفرة.

o     هو شخص يستمتع بإتخاذ القرارات عن الآخرين ويعتقد أنه يعرف أفضل ولن يقبل بآرائهم.

o     هو شخص يصعب مُصادقته وبالتالي فإن حياته الإجتماعية تكون محدودة للغاية.

·       الجشع: الإنسان الجشع لا سلام في قلبه ولا يقنع بما أنعم الله عليه أو بما يُقدِّمه له شريك حياته، ويكون مستاء من وضعه وممن حواليه معظم الأحيان ويرغب دائمًا بالمزيد. تذكر أن السيد المسيح قال: "أنتم لا تستطيعون أن تعملوا لله وللمال" (لوقا 16: 13) و "أحبب قريبك حُبَّك لنفسك" (الأحبار 19: 18، متى 22: 39). الإنسان الجشع هو إنسان أعمى لا يرى إحتياجات الآخرين.

·       الغيرة: الإنسان الغيور من الأسر المحيطة به لا يجد سهولة بأن يرى الآخرين سعداء أو يتمتّعون بحياة أفضل منه سواء كانت ماديًا أو روحيًا، ومن أجل ذلك تحدث المشاكل. ولنتذكر وصية الله "لا تشتهي مُقتنى غيرك" (الخروج 20: 17). أما الشخص الغيور على شريك حياته لدرجة كبيرة فتُصوِّر له أمورًا غير صحيحة يمكنها إنشاء توتّر غير ضروري بين الزوجين. وهنا لنتذكر أن "الثقة بين الطرفين" هو الحل للتغلب على هذه المشكلة. الإنسان الغيور هو إنسان كسيح لا يستطيع الحراك دون مشقة.

·       التهوّر: الإنسان السريع الغضب لن يكون قادرًا على ممارسة ضبط النفس عندما يكون غاضبًا. وفي حال حدوث أي مشكلة فإنه سيُزيد من حدة المشكلة بالصياح وإستخدام لغة سيئة أو قد يلجأ للضرب، وما إلى ذلك. لنتذكر أن المعروف عن الله بأنه كـ"نسيمٍ لطيف"، وأنه لا يمكن أن يوجد أو يعم سلامه في موقف عاصف (1 ملوك 19: 10-13). الإنسان المتهوّر هو إنسان ينزف أذية لنفسه وللآخرين.

·       الأنانية: الإنسان الأناني هو إنسان أسير ذاته، فمن صفاته:

o     بدون أن يلاحظ سيكذب بهدف حماية نفسه، وبعد مرور بعض الوقت فإنه سوف يُصدِّق ما كان يقوله.

o     لن يلاحظ أبدًا الضرر الَّذي يُسببه للآخرين، في حين أنه سوف يُعظّم هول مشاكله [والتي هو نفسه قد سبب مثلها للغير] بغية إلتماس المزيد من الإهتمام والتعاطف معه من الأشخاص المحيطين به.

o     سيُمتِّع نفسه في حين أن الشريك الآخر يُضحي بنفسه من أجل الأسرة. وهذا يُمكن ملاحظته عندما يكون الأولاد صِغار السن ويحتاجون إلى الكثير من الجهد والوقت من كلا الأبوين للإعتناء بهم وتربيتهم بشكل صحيح. أحيانًا تُصبح هذه التصرفات التي تنم عن عدم إهتمام أمرًا مزعجًا للشريك الآخر الَّذي قد يتساءل: "لماذا أُضحي؟ ولماذا ينبغي عليّ التخلي عن راحتي وسعادتي؟"

 

 

وحينها سألت نفسي أين أنا مِن مسيحيّتي؟