البطريرك الراعي: الكنيسة لم ولن تطلب مساعدة المجتمع الدولي لحماية المسيحيّين

 

بكركي، الأربعاء 29 فبراير 2012 (ZENIT.org).

أعلن غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أنّ الكنيسة لم ولن تطلب مساعدة المجتمع الدولي لحماية المسيحيّين فقط في لبنان وإنّما تحثّه على العمل لتطبيق القرارات الصادرة عن الأمم المتّحدة بما يضمن حماية للمسيحييّن والمسلمين معاً على قاعدة السلام العادل والشامل لجميع المواطنين.  كلام غبطته جاء في خلال استقباله اليوم الأربعاء في 29 شباط 2012 في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس تحرير وكالة رويترز في دول أوروبا، الشرق الأوسط وأفريقيا مايكل ستوت يرافقه مدير مكتب بيروت، سوريا والأردن دومينيك إيفانز، رئيسة التحرير في تركيا وعدد من دول الشرق الأوسط ساميا نخوّل والمراسلة ليلى البسّام حيث كان طرح لعدد من المواضيع للإطلاع على رأي غبطته حولها.

وتناول غبطته مع الّلجنة الأسقفية للعائلة والحياة المنبثقة عن مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، المواضيع التي تعمل عليها هذه الّلجنة بهدف تفعيل دور العائلة في مجتمعنا، مشيراً "إلى أهمية دور العائلة في بناء المجتمع السليم فهي نواة المجتمع وركيزته الأساسيّة. لذلك أنشأنا مكتب العائلة في الدائرة البطريركيّة المعني بمتابعة شؤون العائلة من خلال إقامة مراكز الإصغاء ومتابعة الدورات التحضيريّة قبل الزواج لأن العائلة هي خلّية الوطن والمجتمع، وخرابها يؤدي حتماً إلى خراب الوطن."

ثمّ التقى غبطته، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام وكان بحث في أوضاع الكنيسة وسط ما تشهده دول المنطقة من اهتزازات وخاصّة في سوريا. وقال البطريرك الّلحام:" إنّها زيارة أخوية، تشاورنا في خلالها مع صاحب الغبطة في أوضاع الكنيسة وما تشهده من مؤتمرات ولقاءات إضافة إلى أمور أخرى كالأوضاع في سوريا. وكأخ وكرئيس للكنيسة التي لها حضورها في سوريا عرضت على غبطته الصعوبات التي تشهدها بعض القرى في سوريا حيث الهجرة الداخلية بسبب الأوضاع غير الآمنة وشدّدنا على أهميّة الوحدة الكنسيّة بين الطوائف لكي تنعكس على الوحدة الوطنية. وتابع" من المهمّ أن يكتشف المسيحي دوره في هذه الظروف وألاّ يخاف. عليه أن يكون فاعلاً في محيطه من حيث الإصلاح والرؤية الجديدة والحوار بين المواطنين. وبدل ان يلجأ المسيحي إلى القوّة والإستنجاد بالخارج، فليتفاعل مع جيرانه المسلمين ويعالج الأمور داخلياً من خلال الحفاظ على تواصله مع مجتمعه والحفاظ على الصداقة التي جمعته بإخوانه وأبناء بلدته وحارته لسنوات عدّة"، مؤكداً أنّ "هذا ما حصل في أكثر من بلد في سوريا وكانت نتائجه إيجابيّة جدّاً لأنّ المسيحيّ حمى بذلك نفسه والآخرين معه وتجنّب الشرّ الأكبر وسقوط الضحايا". واعتبر البطريرك لحّام أنّ" تحصين البيت الداخلي هو قوّة ضد الخطر الخارجي. ودورنا اليوم كمسيحييّن يجب أن يجمع وأن لا يفرّق وفق قول السيد المسيح "أتيت لأجمع لا لأفرّق". هذا وتمّ التطرق إلى زيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر المرتقبة إلى لبنان، وإلى أهمّية دور رؤساء الكنائس في هذه المرحلة في إيصال الصورة الواضحة التي تعاني منها مجتمعاتهم إلى الغرب وكيفيّة شرحها للرأي العام العالمي مع الحفاظ على التنسيق الدائم من أجل موقف يخدم مصالح البلاد ومستقبلها وأمنها واستقرارها. وختم البطريرك لحام قائلاً: نشكر غبطة البطريرك الراعي على تفاعله مع جميع رؤساء الكنائس وعلى روحه الطيّبة التي تظهر في كل ما يقوم به سواء على صعيد لبنان أم على صعيد سوريا مع غبطة البطاركة السريان الأرثوذكس والروم الأورثوذكس وباقي الكنائس. ونأمل بقمّة مسيحية – مسيحية يقول فيها رؤساء الكنائس للعائلات المسيحية في الشرق الأوسط كلمة رجاء في هذه الأيام العصيبة واستعداداً لعيد الفصح المجيد".

ومساء استقبل البطريرك الراعي النائب البطريركي على منطقة صربا المطران غي بولس نجيم، الوكيل البطريركي في باريس المونسنيور سعيد سعيد، ثم ترأس اجتماعاً لمجلس الشؤون الاقتصادية والاوقاف في البطريركية.