مداخلة مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في جنيف بشأن الوضع في سوريا

تذكير بنداء البابا من أجل وضع حد للعنف

 

 

الفاتيكان، الخميس 1 مارس 2012 (ZENIT.org). – إذاعة الفاتيكان

ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف المطران سيلفانو تومازي مداخلة أمام المشاركين في أعمال الدورة التاسعة عشرة لمجلس حقوق الإنسان والتي عُقدت بشكل طارئ يوم الثلاثاء الماضي لمناقشة الأوضاع الراهنة في سورية.
قال الدبلوماسي الفاتيكاني: إن الكرسي الرسولي يتابع بقلق كبير أحداث العنف المأساوية والمتزايدة في سورية والتي أدت إلى سقوط ضحايا كثيرين وولدت آلاما جمة. في وقت نناقش فيه الأزمة الخطيرة المستمرة في البلاد أود التأكيد مجددا على النداءات المتكررة للبابا بندكتس السادس عشر، لاسيما النداء الذي أطلقه في الثاني عشر من شباط فبراير الماضي داعيا فيه إلى وقف العنف وإراقة الدماء في سورية. في تلك المناسبة دعا البابا جميع الأطراف المتورطة في النزاع إلى تفضيل طريق الحوار والمصالحة والالتزام في تحقيق السلام. يجب ألا نخضع لمنطق العنف ـ قال تومازي ـ لأنه لا يولد إلا المزيد من العنف!
إن بعثة الكرسي الرسولي تعرب عن تضامنها مع ضحايا العنف وتدعو إلى توفير المساعدة الإنسانية والطبية الطارئة للمحتاجين بغية التخفيف من آلام ومعاناة الجرحى والمصابين. والكرسي الرسولي يمد يد الصداقة لجميع أهالي سورية، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية، تحركه الثقة بأن جميع السوريين يتقاسمون القيم المشتركة المتعلقة باحترام كرامة الجميع وصون العدالة بعيدا عن الاعتبارات الدينية والعرقية. تتميز سورية بتاريخ طويل من التعايش السلمي بين مختلف الجماعات الدينية والعرقية.
تتوجه بعثة الكرسي الرسولي إلى الشعب السوري وتدعوه إلى إبقاء هذا الإرث حاضرا في ذهنه فيما يسعى للاستجابة إلى التطلعات المشروعة لمكونات الأمة كافة. سورية، شأن باقي الدول، عضو في معزوفة الأمم، ولهذا السبب من حق المجتمع الدولي أن يكون قلقا حيال السلام والاستقرار في المنطقة.
وختم المطران تومازي خطابه يقول: ما تزال بعثة الكرسي الرسولي مقتنعة بأن المنظمات الإقليمية والمتعددة الأطراف تشكل أداة هامة لتعزيز السلام والاستقرار في العالم، أداة تكتسب قيمة بالغة الأهمية في زمن الأزمات، لذا نرحب بالمبادرات العديدة الهادفة إلى تحقيق السلام من خلال الحوار والمصالحة. لكن المسؤولية الأولى والأكبر تقع على عاتق السوريين ولهذا السبب أود تجديد النداء الذي وجهه البابا إلى الشعب السوري داعيا إلى تفضيل طريق الحوار والمصالحة والالتزام في سبيل السلام.
تذكير بنداء البابا من أجل وضع حد للعنف في سورية
وكان البابا بندكتس السادس عشر وفي أعقاب تلاوته صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الثاني عشر من شباط فبراير الماضي قد أطلق نداء من أجل وقف العنف في سورية، وقال: أتابع بقلق شديد، أحداث العنف المأساوية والمتنامية في سورية، والتي سببت الأيام الأخيرة، سقوط العديد من الضحايا. أذكر في الصلاة الضحايا، وبينهم بعض الأطفال، والجرحى ومن يعانون من تبعات نزاع يحمل أكثر فأكثر على القلق، كما أجدد ندائي الملح من أجل وضع حد للعنف وإراقة الدماء. أدعو الجميع، وأولا السلطات السياسية في سورية إلى تفضيل طريق الحوار والمصالحة والالتزام من أجل السلام. من الملح تلبية التطلعات المشروعة لمختلف مكونات الأمة، وأمنيات المجتمع الدولي المهتم لصالح الخير المشترك للمجتمع بأسره، وللمنطقة.