المكسيك: كلمة البابا بندكتس السادس عشر خلال الاحتفال الوداعي

مسؤولية الكاثوليك في المجتمع

 

 

المكسيك، الثلاثاء 27 مارس 2012 (ZENIT.org)

لحظة مغادرته المكسيك نهار الإثنين 26 مارس، شدد بندكتس السادس عشر على مسؤولية الكاثوليك في المجتمع. ننشر في ما يلي الكلمة الأخيرة التي ألقاها البابا  قُبيل مغادرته المكسيك في مطار غواناخواتو- سيلاو نحو الساعة العاشرة ( السادسة بتوقيت روما) قائلا:
" تدعو الكنيسة جميع أبنائها إلى أن يكونوا مواطنين صالحين يدركون مسؤولية الاهتمام بخير الآخرين والجميع إن على النطاق الشخصي أم في مختلف قطاعات المجتمع."

* * *
سيدي الرئيس،
الفعاليات الحاضرة،
السادة الكرادلة،
إخوتي الأساقفة،
أعزائي المكسيكيين،

شارفت زيارتي القصيرة إلى المكسيك على نهايتها، ولكن هذه ليست نهاية مودتي وقربي لبلدكم الذي أحمله في قلبي. أغادر اليوم حاملًا معي تجارب لا تنتسى، كما لن أنسى الإهتمام والحنان اللذين أظهرتموهما لي. أشكر الرئيس على كلمته المُعبّرة التي وجهها لي كما أشكر جميع السلطات على ما قامت به لإنجاح هذه الزيارة. أتوجه بالشكر أيضا ومن كل قلبي إلى الذين سهلوا أو تعاونوا لإنجاح النشاطات إن في ظاهرها أم في أدق تفاصيلها. أسأل الرب ألا تضيع هذه الجهود سدى ولتنتج بمساعدته ثمارًا كثيرة ودائمة في حياة الإيمان والرجاء والمحبة في ليون وغواناخاتو، والمكسيك وبلدان أميركا اللاتينية والكراييب.
أمام الإيمان بيسوع المسيح الذي شعرته ينبض في قلوبكم والتفاني الذي يشع على وجوهكم لأمه المعروفة هنا بسيدة غوادالوبيه أو سيدة النور ، أرغب أن أكرر بقوة ووضوح نداءً للشعب المكسيكي بأن يكون مخلصا لنفسه ولا يدع قوى الشر تهيبه، وأن يكون شجاعا ويعمل كي تزهر جذوره المسيحية في حاضره ومستقبله. لقد شاهدت أيضا علامات القلق التي تظلل مختلف أنماط حياة هذا البلد الحبيب، بعضها حديث والبعض الآخر قديم وهي لا تزال تسبب عدة انشقاقات. أنا أحملها في قلبي وأتقاسم أفراح المكسيكيين كما آلامهم لأذكرها في صلاتي عند أقدام المصلوب الذي يتدفق من قلبه الماء والدم الفادي.
 في هذه الظروف أحث الكاثوليك المكسيكيين وجميع الرجال والنساء إلى عدم الإستسلام للذهنية المنفعية التي تؤدي دائما إلى التضحية بالضعفاء والذين لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم، كما أدعوهم إلى بذل جهد موحد يتيح للمجتمع أن يتجدد من أسسه لتحقيق حياة كريمة وعادلة وسالمة للجميع.
أما بالنسبة إلى الكاثوليك هذه المساهمة لتحقيق الخير العام تنفذ ما أوصى به الإنجيل ألا وهو الرقي الإنساني والتعبير السامي عن المحبة. لذلك، تدعو الكنيسة جميع أبنائها إلى أن يكونوا مواطنين صالحين يدركون مسؤولية الاهتمام بخير الآخرين والجميع إن على النطاق الشخصي أم في مختلف قطاعات المجتمع.

أصدقائي المكسيكيين الأعزاء، أقول لكم Adios أي وداعًا، بأجمل ما تحمله هذه الكلمة الإسبانية من معنى: أي أستودعكم الله! نعم، Adios، دائما بمحبة المسيح الذي يجمعنا جميعًا. فليبارككم الرب ولتحفظكم العذراء الكلية الطوبى!

* * *
نقلته إلى العربية نانسي لحود – وكالة زينيت العالمية
جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية