كلمة قداسة البابا قبيل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء

 

الفاتيكان، الإثنين 23 أبريل 2012 (ZENIT.org)

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة إفرحي يا ملكة السماء يوم الأحد 22 أبريل 2012.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

اليوم، الأحد الثالث بعد الفصح، نجد في الإنجيل بحسب القديس لوقا، يسوع القائم من الموت يظهر بين تلاميذه (راجع لوقا 24، 36) الذين خافوا وارتعبوا وظنوا أنهم يرون شبحًا (لوقا 24،37). يكتب رومانو غوارديني: " لقد تغير الرب. لم يعد يعيش كما في السابق. وجوده…ليس مفهومًا، مع إنه جسدي، فهو يشمل كل ما عايشه في حياته، ومصيره، وآلامه، وموته. كل شيء حقيقي، مع أن هذه الحقيقة قد تغيرت، تبقى دائما ملموسة" ( الرب. تأملات حول شخص وحياة يسوع المسيح، ميلانو 1949،  433). بما أن القيامة لا تمحو آثار الصلب، أظهر يسوع لتلاميذه يديه ورجليه، ولإقناعهم سألهم عن طعام، "فناولوه قطعة سمك مشوي، فأخذ وأكل أمام أنظارهم" (لوقا 24، 42-43). يعلق القديس غريغوريوس الكبير قائلا: " إن السمك المشوي لا يشير إلا الى آلام المسيح، الوسيط بين الله والإنسان. في الواقع، لقد تواضع وصار إنسانًا وقَبِلَ أن يذوق موتنا البشري وتحمل أوجاع آلامه وكأنه تعرض لنيران فتاكة" (Hom. in Evang. XXIV, 5: CCL 141, Turnhout 1999, 201).

بفضل هذه العلامات الحقيقية، تخطى التلاميذ الشك وانفتحوا على عطية الإيمان، وهذا الإيمان بالذات سمح لهم أن يفهموا ما كُتب عن المسيح " في شريعة موسى، وكتب الأنبياء والمزامير" (لوقا 24، 44). في الواقع، نقرأ أن يسوع " فتح أذهانهم ليفهموا الكتب المقدسة." وأخيرًا قال لهم:" هذا ما جاء فيها، وهو أن المسيح يتألم ويقوم من بين الأموات في اليوم الثالث، وتعلن باسمه بشارة التوبة لغفران الخطايا الى جميع الشعوب، ابتداءً من أورشليم. وأنتم شهود على ذلك" (لوقا 24، 45-48). من خلال الكلمة والإفخارستيا يؤكد لنا المخلص وجوده الحقيقي بيننا، وكما عرف تلميذا عماوس يسوع عند كسر الخبز (لوقا 24، 35)، علينا نحن أيضا أن نلتقي الرب في الإحتفال الإفخارستي. في هذا الصدد، يشرح القديس توما الأكويني قائلا: "يجب أن نعترف، بحسب إيماننا الكاثوليكي، أن المسيح موجود بالكامل في هذا السر… لأن الألوهية لم تغادر قط الجسد الذي اتحدت به" (S.Th. III, q. 76, a. 1).

أصدقائي الأعزاء،

خلال زمن الفصح، تقوم الكنيسة بتحضير الأطفال للمناولة الأولى. لذلك، أحثّ الكهنة، والأهل، ومعلمي التعليم المسيحي على أن يعدّوا جيّدًا عيد الإيمان هذا بحماسة كبيرة ولكن أيضا بتواضع. "سيبقى هذا اليوم محفورًا في الذاكرة، تماما كاللحظة الأولى، ولو كانت بطريقة ابتدائية، أهمية إتمام اللقاء الشخصي مع يسوع" (الإرشاد الرسولي "سر المحبّة" 19). نسأل أم الله أن تساعدنا على أن نصغي بانتباه الى كلمة الله ونشارك بجدارة في الإفخارستيا، لنضحي شهودًا للإنسانية الجديدة.

* * *

نقلته من الفرنسية إلى العربية نانسي لحود – وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية