العلم والإيمان: لازمة حبرية بندكتس السادس عشر

الأب لومباردي يعيد قراءة خطبة البابا بندكتس السادس عشر في جامعة جيميلّي

 

 

بقلم أوسيان لو غال

روما، الثلاثاء 8 مايو 2012 (ZENIT.org)

أشار الأب فيديريكو لومباردي في برنامجه الأسبوعي الذي يبثّه مركز تلفزيون الفاتيكان (CTV) الى أن"الإتحاد بين العقل والإيمان هو الضمانة لخصوبتهما على حد سواء".

يعود الأب لومباردي الى خطاب البابا بندكتس السادس عشر خلال زيارته مستشفى جيميلّي، التابع لجامعة القلب الأقدس الكاثوليكية في روما في 3 مارس 2012. تكلم البابا عن إشكالية العلم والإيمان وهي لازمة بابويته.

أضاف الأب لومباردي "من دون حب يفقد العلم أيضًا من نبله" هذه كانت واحدة من أهم الجمل في الخطاب الذي انتهزه البابا بندكتس السادس عشر ليذكر الأطباء بأهمية السير في طريق البحث العلمي من دون إغفال التوازن بين "ما هو ممكن من الناحية التقنية وما هو جيد من الناحية الأخلاقية". وشدد البابا قائلا: "الحب وحده يضمن إنسانية البحث".

تكلم البابا مرة أخرى، بحسب الأب لومباردي، عن "الثقة في الذكاء والعقل"، مشيرًا الى "غنى الوسائط وليس الغرض، فإن إنسان اليوم المبهور بالكفاءة التقنية، يكاد أن ينسى الأفق الأساسي للبحث عن المعنى".

مرة أخرى، يتكلم البابا عن المسيحية كـ "دين اللوغوس" الذي لا يُنحّي فكرة الإيمان في نطاق اللامنطق، ولكنه يرى الأصل والمعنى للحقيقة الكاملة "للعقل الخالق".

لذلك، يعتبر الأب لومباردي أن "الإتحاد بين العقل والإيمان هو الضمانة لخصوبتهما على حدّ سواء"، في حين أن الفصل بينهما هو الطريق الذي يقود الى "الإفقار الأخلاقي"، فنصبح غير قادرين على تقييم ما إذا كان ما هو ممكن من الناحية التقنية هو جيد من الناحية الأخلاقية ويؤدي الى خير الإنسانية.

البابا بندكتس السادس عشر ذهب أبعد من ذلك مذكّرًا الطاقم الطبي بالصلة "الحيوية" التي يجب أن تكون موجودة بين عملهم العلمي وإخلاصهم للشخص الذي عُهد به اليهم: إنسان يعاني ويواجه أكثر الأسئلة جذرية حول معنى الحياة.

حول هذه القدرة على توحيد "الذكاء والقلب" يذكّر الأب لومباردي بأنها "علامة على رحمة الله وانتصاره على الموت"، وقبل أن يختم: "أين بإمكاننا أن نجد إلهامًا آخر أكثر حماسة وأقوى من الذكاء لصالح الإنسان؟ وبأية أنواع أخرى من الذكاء عليه أن يرتبط في النهاية؟".