أوكرانيا: والدة الله غلبت الامبراطوريّة السوفييتيّة الملحدة

رئيس الأساقفة شيفشوك يفكّر في إعادة بناء الكنيسة في أوكرانيا

 

 

بقلم بياتريس طعمة

روما، الجمعة 1 يونيو 2012 (Zenit.org)

تحدث رئيس أساقفة كنيسة الروم الكاثوليكيين في أوكرانيا في برنامج "حين يبكي الله" عن إعادة بناء الكنيسة في أوكرانيا.

روى رئيس الأساقفة عن ماضيه فهو ترعرع في مجتمع ملحد تماما علّمه أنه لا وجود لله. أمّا أسرته فلعبت دورًا مختلفًا في حياته وهي التي نقلت له الدين المسيحي. واستطاع في فترة اضطهاد الاتّحاد السوفييتي وفي حالات محددة جدا أن يساهمَ في مظاهرات الكنيسة كمجتمع وكجسد المسيح. فكان على سبيل المثال يتّحد بالصلاة مع كلّ متألّم أو كلّ شخص يحتضر. ولم يكتشف وجود الكنيسة في ذاك المجتمع الملحد إلّا عبر القيم التي علّمه إيّاها المجتمع.

وكان قد تهيّأ للكهنوت عبر دراسة كتب أعطاه إيّاها معلّموه الذين كان يلتقي بهم خفيةً مرّة واحدة في الشهر. لقد أخفى أمر دراسة الكهنوت عن والديه فهذا كان سرّه في سنّ المراهقة لأنّه في ذلك الوقت إن اكتشفت السلطات أمره لكان والداه قد خسرا عملهما وأُرسلَ هو إلى المنفى.  

عرّض شيفشوك حياته للخطر في ظلّ الأحداث التي كانت تجري في حينها وهو يرى أنّ والدة الله "دمّرت الاتحاد السوفييتي" لمساعدته كي يصبحَ كاهنًا.

وذكر رئيس الأساقفة أنّ الكهنة الذين سُجنوا في تلك الحقبة، كانوا يحتفلون سرًّا بالقداس الإلهي في السجون في ظروف صعبة جدًّا فكانوا يستخدمون زجاج نظّاراتهم لوضع القربان والخمر عليها.

أخبرَ شيفشوك عن القدّاس الأوّل الذي احتفل فيه ووصفه بالنعيم وهو لا يزال حتّى اليوم يشعرُ بسعادة غامرة حين يحتفل بالذبيحة الإلهيّة.

دمرت الشيوعية مجتمع أوكرانيا ودمّرت الكرامة الإنسانية لذلك يعتقد رئيس الأساقفة أنّه غالبا ما يكون من الصعب جدا بناء ديمقراطية حقيقية في هذه الدول لأن الناس يخشون التحرر. وهو يؤمن أنّه من خلال نعمة الروح القدس وحده تلتئم جروح الكنيسة.  كما نوّه أنّ الشعب الأوكراني يتمتّع بحرية سياسية لكنّه يفتقر إلى الحرية الداخلية الشخصية، والتحرر من الخطيئة لبناء مجتمع جديد وكنيسة جديدة. لذا تحدّث عن مهمة كبيرة وتحد كبير يواجهونه ألا هو أنّ الناس لا يقدّرون هويّتهم المسيحيّة في العالم الحديث هذا.