التبشير الجديد هو إعلان الإنجيل في ظروف جديدة

الكاردينال أندري فانتروا ، رئيس أساقفة باريس، يحاول إظهار مستقبل الكنيسة في المجتمعات العلمانيّة

 

مقابلة خاصة قامت بها مبعوثة زينيت الرسميّة إلى سان غال، أنيتا بوردان

سان غال، الخميس 11 أكتوبر 2012 (ZENIT.org).

 "التبشير الجديد هو إعلان الإنجيل في ظروف جديدة" هذا ما قاله قال الكاردينال أندري فانتروا، رئيس مجلس أساقفة فرنسا ورئيس أساقفة باريس، خلال المشاركة في الجلسات العامة لمجمع مجلس أساقفة اوروبا، الذي جرى مؤخرًا في سان غال، السويد.

قال رئيس الأساقفة خلال مؤتمر صحافيّ: "إن التبشير الجديد ليس اكتشاف طريقة جديدة لإعلان الإنجيل، بل القدرة على تصوّر وتفسير الظروف التي يتمّ من خلالها التبشير في بلادنا وتقاليدنا".

أجرت زينيت مقابلة مع الكاردينال أندري فانتروا.

ما هي انطباعاتك بما يتعلّق بالجمعيّة العامة لأساقفة أوروبا؟

إنه لفرح عظيم كلما التقيت برؤساء المجالس الأسقفيّة الأوروبيّة، وهي مناسبة للتواجد معاً والتحادث، وتبادل الآراء حول موضوع موحّد والتعمّق به. غالبا ما نلتقي بحفلات أو رحلات، حيث لا يكون لنا متسع من الوقت للحديث، أمّا هنا فقد سنحت الفرصة بذلك.

إن موضوع اللقاء هو التحديات والمشاكل في أوروبا: ما هي هذه المشاكل وكيف يمكن معالجتها؟

لا اعتقد أننا نملك المفتاح لحلّ جميع المشاكل في أوروبا. ويبدو لي أن هناك مشاكل اقتصاديّة وتأثيرات سلبيّة للأزمة الماليّة. ولكن هناك مشاكل أخطر ومهمّة جدّا للمستقبل وهي مشاكل لا يتحدّث عنها أحد. ربما احد أوائل مهامنا في هذا السياق هو أن نكون –دون مطالبات- صوتًا نبوّيًا يشير إلى هذه المشاكل التي لا يذكرها أحد…

على سبيل المثال؟

ماذا يجري للإنسان في خضمّ التطوّر في الأخلاق والقانون في أوروبا؟ ماذا يجري للمرجع المسيحي لملايين الأشخاص في كل أوروبا؟ وماذا يجري لوعي من يؤمن بالقيم العليا للإنسان؟

نتحدّث عن التبشير الجديد: كيف يمكن أن نتخيّل التبشير الجديد في وضع معقّد كوضع فرنسا؟

لست بحاجة للتخيّل، لأنه تمّ البدء بالعمل، وهو واقع دائم في حياة الكنيسة. لأن مبادرة البابا بإنشاء مجلس حبريّ للتبشير الجديد واقتراح الموضوع ذاته في سينودس الأساقفة، هو طريقة لتقديم الدعم والتشجيع للكنائس التي تواجه حالة التجدّد بالتبشير.

التبشير الجديد ليس اكتشاف جديد لطريقة في نشر الإنجيل، بل هو إدراك لإعلان الإنجيل في ظروف جديدة.

يبدو ان الإيمان ينخفض في أوروبا. كيف ترى المستقبل، وبالأخص في فرنسا؟

لست متأكّدًا من أن هناك فقدان للإيمان في فرنسا. أنا متأكد أن هناك ضياع وتدهور لعدد من أشكال التعبير عن الإيمان، أي أننا نشاهد منذ حوالي قرن، انهيار نظام تكامل الممارسات المسيحيّة في المجتمع. يتغيّر المجتمع، العادات تتطوّر، وهذه مشكلة قد تؤدي إلى اختفاء الممارسات المسيحيّة. ولكن هذا لا يعني بأن الإيمان في انخفاض، يعني فقط أنه يقلّ عدد المشاركين. عندما قال البابا في الكتاب-المقابلة بأننا نتحرّك باتجاه مسيحيّة اجتماعيّة، لا يعني ان المسيحيّة تتجه نحو الإختفاء، بل أنها تدخل في مرحلة مختلفة.

مرحلة جديدة حيث أن مسألة الدافع الشخصي، وخبرة الحريّة الشخصيّة في مسيرة الإيمان، وإمكانيّة فهم محتوى الإيمان بشكل أفضل، تأخذ معنى أعمق. هذا لا يعني ان الإيمان قد اختفى. إذا كان لدينا مستقبل في الإيمان والتعبير عن الإيمان في مجتمعنا، يعتمد هذا كثيرا على قدرتنا بالدخول في حوار مع مختلف الفلسفات في الحياة، ومع مختلف طرق العيش، محاولين إظهار التزامنا مع المسيح.

تحاولون جمع الأساقفة الأوروبيين للدفاع عن الزواج، وعن دور العائلة الطبيعيّة بالتربية والدفاع عن الحياة؟

نعم. طبعاً. نحتاج جميعنا إلى دعم الآخرين، لأننا نعلم جيداً بأننا في وسط نظام ثقافيّ، تسيطر عليه مجموعات ماليّة ذات ايديولوجيّة معاكسة لهذه القيم.

هل يمكن لسنة الإيمان مساعدة فرنسا في هذا الجهد الإنجيليّ لإيجاد القيم المشتركة؟

نعم، إن سنة الإيمان التي اقترحها البابا هي دعوة شخصيّة لكل مسيحي ولكل مجتمع لأخذ الأصالة والوعي من فعل الإيمان، في مهنته وشهادته.

التبشير الجديد والعمل في الكنيسة المحلية: ما هو دور الرعايا والحركات؟

يعتمد كثيرا على الوضع، لا وجود لقواعد عامة. ان التبشير الجديد سوف يقيس قدرة المسيحيين للوصول وللتواصل مع الذين لا يشاركون بحياة الكنيسة ولا يملكون أيّة علاقة مع الكنيسة.

ولذلك، قد يحصل تطور جغرافيّ، إني أفكر في باريس وشوارعها. لا بد للتبشير الجديد التصرف عبر حركات ومؤسسات، لأنهم عبارة عن شبكة اجتماعيّة، تهدف إلى التوسع الجغرافي الكبير.

*** نقلته إلى العربيّة ماري يعقوب.